Monday 31th July,200612359العددالأثنين 6 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"عزيزتـي الجزيرة"

تعقيباً على مقال رئيس التحرير حول (الخطأ) تعقيباً على مقال رئيس التحرير حول (الخطأ)
لماذا لا يعترف المسؤول بخطئه حين يواجَه به؟

قرأت مقالاً لسعادة رئيس تحرير الجزيرة في عدد سابق منها عن الخطأ وملابساته، وأقول تعليقاً على ذلك إنّ عدم الاعتراف بالخطأ وتجاهله أو نكرانه من قِبل المدير لموظفيه أو الرئيس أو من قِبل أيّة مديرة أو رئيسة لموظفاتها، هل نستطيع أن نسمي هذا التصرف عادة سيئة أو هل نقدر على اعتباره ظاهرة جديدة في جميع المجتمعات؟ هذا السؤال طرحته على نفسي عدة مرات محاولاً إيجاد إجابة شافية له، ولكني أصدقكم القول بأنني عجزت أن أجعل نفسي تصدق أن هذه الظاهرة أو العادة السيئة - إن صح التعبير - ظاهرة جديدة على عصرنا هذا، وأجزم أنّكم معي في أنّ هذه الظاهرة أو العادة لم تكن وليدة هذا الزمن أو الأزمان السابقة من يعترف بخطئه أمام من هو أصغر منه سواء في السن أو المنصب؟ فدائماً نجد أن كل من يحتل منصباً أعلى ويكون مسؤولاً عن مجموعة أخرى من الأشخاص، تجده دائماً يتجاهل أخطاءه وينكرها بل إنّه ينساها تماماً ولو كانت كبيرة، في حين أنّه لا ينسى أخطاء موظفيه أو من المسؤولين منه مهما كانت أخطاؤهم صغيرة أو بسيطة أو حتى غير ذات أهمية، فإنّها تظل عالقة في ذهنه قد يلجأ البعض إلى تذكير صاحبها أو صاحبتها من آن لآخر بحجة أنّه الرئيس أو أنّها الرئيسة مثلاً، وعليه أن ينبهه إلى أخطائه وينصحه.
وإذا وافقنا على هذا التصرف وقلنا أن لا شيء فيه ما دام من أجل مصلحة العمل ومصحلة الفرد نفسه.
فإنّنا نعود ثانية ونقول إنّ من حق الموظف أن يعطى فرصة ولو واحدة والخطأ البسيط أو الصغير يعلِّم الحرص والدقة والانتباه وسرعان ما يعالج، سواء من الموظف أو من قائده، هذا طبعاً إذا كان الموظف من النوع البسيط الحريص على العمل، فخطأ واحد قد يكون فيه درس كبير له وجل من لا يسهو، ولكن للأسف الشديد هناك فئتان مختلفتان توجدان في وسط القياديين في جميع أنواع القيادات المختلفة ابتداءً من الرئيس والمدير في الجامعة أو الشركة أو الدائرة مثلاً إلى المدير الصغير في المرحلة الابتدائية مثلاً. سؤال أخير أطرحه وهو بحاجة إلى نقاش .. لماذا لا يحاول كل مسؤول أو مسؤولة الاعتراف بخطئه حين يواجّه به ويعمد إلى إبداء الأسباب في ذلك ومن ثم تصحيحه، لأنّ الإنسان مهما كبر أو اعتلى أو اغتنى لن يكف عن الوقوع في الخطأ لأنّه ليس معصوماً من الخطأ، هذا بالإضافة إلى أنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة وأيضاً الاعتراف بالخطأ ليس عيباً أو جريمة بل هو شجاعة ويدل على حسن الخلق.
كما أنّه يعطي انطباعاً حسناً عن الرئيس أو المدير والمديرة لموظفيهم بأنّهم قدوة لهم مما يقوي الرابطة بين الرئيس والمرؤوس ويساعد على نمو الثقة ومتانتها بدلاً من اللجوء إلى الكذب والمراوغة مما ينتج عن ذلك تبادل الكراهية وعدم الارتياح والإحساس بالظلم والاضطهاد.

م . ميكانيكي
إبراهيم بن راشد الهذيلي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved