|
انت في"الرأي" |
|
يشهد عصرنا الحالي ثورة تقنية هائلة في جميع المجالات، حيث جاءت هذه التقنية لتشكل واقعاً علمياً فعالاً يتواءم مع كل المتغيرات المختلفة ويُعالج الكثير من القضايا وفي كافة ميادين الحياة، ولاسيما أننا نعيش طفرة الانفتاح والتفوق المعرفي والتقني، مما أدى إلى زيادة حجم المطالب والأعباء الإنسانية، فبالرغم من النمو الاقتصادي الذي تشهده المملكة وبالرغم من اتساعه وتنوعه وانفتاحه إلا أننا مازلنا لم نتمكن من استيعاب حجم ظاهرة البطالة التي تزيد كل عام بازدياد أعداد الخريجين من الجنسين وقلة ايجاد فرص العمل المناسبة لهم، والتي تحاول الجهة المسئولة جاهدة ايجاد الحلول المناسبة لتقليص أعداد العاطلين عن العمل، حيث مازلنا في أعمالنا نعتمد على عناصر مستوردة لا تبدو الحاجة ماسة وملحة لها، ولاسيما أنها لا تتفوق على العناصر المواطنة إذا تم تأهيلها للعمل المطلوب، كما أنه لا يوجد لدينا أرقام حقيقية ودقيقة تعكس حجم ظاهرة البطالة وأعداد العاطلين من الخريجين بشكل صحيح والذي يتكرر كل عام، وبما أن قطاع العمل هو المعني بذلك، فهو يعتبر القطاع الأهم والركيزة الأساسية لبناء وتطوير وتنمية أفراد المجتمع، لذا كان لزاماً عليه مواكبة العصر وإصلاح الخلل بطرق أكثر ملائمة للواقع الملموس معتمداً على استخدام التقنية الحديثة عن طريق إنشاء مركز معلومات للتوظيف متكامل على مستوى المملكة ويربط بين مراكز المعلومات المختلفة ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص وضمن شبكة واحدة إن أمكن ذلك، لإتاحة الحصول على المعلومة الحديثة والدقيقة عن العاطلين من الخريجين والشواغر ووضع التعليمات المناسبة على ضوء المعلومات المتوفرة، ومن ثم تبادلها ومعالجتها وتطويرها وحفظها واسترجاعها بصورة فورية، بما يضمن سهولة انسيابها للمستفيدين بالقطاعين العام والخاص، حيث سيوفر مركز المعلومات سهولة المتابعة لسير عملية التأهيل والتوظيف والسعودة، بشكل منظم ودقيق ومنسق مع الجهات ذات العلاقة بعيداً عن العشوائية والازدواجية، كما سيوفر المركز البيانات الإحصائية الدقيقة، التي من خلالها يتم معرفة عدد الشواغر في القطاع الخاص من شركات ومؤسسات، وكذلك معلومات عن الخريجين في نهاية كل عام ومؤهلاتهم وتخصصاتهم وبرامج تدريبهم، الأمر الذي سيجعل تأهيل العاطلين ومن ثم توظيفهم أمراً سهلاً ومنظماً مما يؤدي لتقليل حجم البطالة، وكذلك دعم عملية اتخاذ القرارات وتحسين أداء الإدارات ذات العلاقة بالسعودة ورفع مستوى الاستفادة من المعلومات المتوفرة بالطرق العلمية الحديثة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |