Sunday 30th July,200612358العددالأحد 5 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

المجتمع السعودي.. في ذكرى البيعة المجتمع السعودي.. في ذكرى البيعة
عبد الله بن أحمد قهار صميلي / جازان

مرَّ عامٌ على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية، خلفاً لأخيه الملك فهد - رحمه الله -.. فكان خير خلف لخير سلف.
وكان من روائع هذه المجتمع السعودي الكريم أن تمَّت البيعة لخادم الحرمين الملك عبدالله بأن بايعه رجال الدولة من أهل الحل والعقد من أمراء وعلماء ووزراء وقادة، وكذلك أخذ أمراء المناطق البيعة له من المواطنين في مناطقهم.. وتمَّت بذاك البيعة لتكون علامة على صلاح وتلاحم هذا المجتمع السعودي الكريم.
ولتكون هذه البيعة دلالةً على قوة وهيبة هذه الدولة ومؤشراً على السير في الطريق الصحيح الذي أرشد إليه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.. ولتكون باباً للخير والاستقرار والرخاء والنماء، فقد ظهر ولله الحمد ذلك في عهد الملك عبدالله كما كان في عهد من سبقه من ملوك هذه البلاد وفي مقدمتهم الإمام المجاهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز - رحمه الله -.
في هذه الذكرى أقول:
ليس غريباً على المجتمع السعودي الكريم هذه البيعة وهذا التلاحم فهم أبناء وأحفاد رجال عبدالعزيز الذين أدركوا وبكل صدق معنى البيعة ومعنى الطاعة ومعنى الوحدة.. فهم يدركون ذلك منذ أن بايع آباؤهم وأجدادهم الملك عبدالعزيز فهم من ذلك اليوم يتقلَّبون في أرجاء هذا الوطن عزاً وإخاءً نماءً ورخاءً.. فهم يدركون أنه لا عزة لهم ولا قوة ولا أمن إلا بتعاليم دينهم ومنها البيعة.
ليس غريباً على هذا المجتمع السعودي الكريم هذه البيعة فهم إنما نشأوا على تعاليم الكتاب والسنّة بفهم سلف الأمة وعلى رأسهم الصحابة والتابعون.. فهم قد درسوا وتعلموا من مشايخهم ومدارسهم ومناهجهم أهمية البيعة لولي الأمر وأنها دين، فقد قرن الله طاعة ولاة الأمر بطاعته وطاعة رسوله حيث يقول تعالى: {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} (59)سورة النساء.
من هذا المنطلق فإن المواطن السعودي قد عقد قلبه على طاعة ملك البلاد وغرس في نفسه أن طاعته لولاة أمره دين يدين الله به، وأنه يترتب على ذلك الأجر والثواب فقد درس هذا المواطن في مناهج بلاده الكريمة.
إن السمع والطاعة لولاة الأمر في غير معصية الله أمر مجمع عليه عند أهل السنّة والجماعة وأصل من أصولهم التي باينوا بها أهل البدع والأهواء.. كما يدرس في كتاب الفقه للصف الأول الثانوي.
ويدرك هذا المواطن معنى هذه البيعة كما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان مما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله قال: إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان.. - متفق عليه - ويدرك هذا المواطن السعودي أنه إذا تمت البيعة للإمام بأن بايعه أهل الحل والعقد ثبتت ولايته ووجبت طاعته ويكفي عامة الناس أن يعتقدوا دخولهم تحت طاعة الإمام ويدرك هذا المواطن السعودي أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.. كما في الحديث الذي رواه مسلم.
فأبناء هذا الوطن يبايعون ويسمعون ويطيعون ويرون ذلك ديناً يدينون الله به ويفتخرون بطاعتهم وولائهم ووفائهم لقادتهم.
في ذكرى البيعة إلى هذا المجتمع السعودي كيف بقي متماسكاً في وجه كل فتنة تمر بالبلاد.
في ذكرى البيعة انظر إليهم وهم يردون على كل كذّاب ودجّال.
في ذكرى البيعة انظر إليهم كيف وقفوا في وجه الفئة الضالة.
في ذكرى البيعة انظر إليهم كيف حاربوا أهل التكفير والتفجير.
في ذكرى البيعة انظر إليهم كيف وقفوا مع رجال الأمن وأيدوهم على كل منحرف مخالف.
في ذكرى البيعة انظر في هذا المجتمع السعودي الكريم لترى مجتمع المحبة والأخوة والسلام ولترى الوسطية والاعتدال.. ولترى الأصالة والعروبة.. ولترى مجتمعاً متماسكاً كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
في ذكرى البيعة الغالية نقول وبكل فخر لقادتنا وولاة أمرنا: سيروا - رعاكم الله - ونحن معكم سائرون.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved