Saturday 29th July,200612357العددالسبت 4 ,رجب 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

حوطة بني تميم تودِّع إبراهيم آل عبد الله حوطة بني تميم تودِّع إبراهيم آل عبد الله
رشيد بن سعد الغريب/ الحريق

كلنا نؤمن بقضاء الله وقدره وما يختاره الله لنا في الحياة؛ فالجميع ينتظر أجله المحتوم ومتى يرحل عن هذه الدنيا؛ لأن الإنسان ليس بمخير ولا يعلم مصيره ولا رزقه، قال الله تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَي أَرْضٍ تَمُوتُ}.
قد تخذلني العبارات والكلمات في التعبير عن النفس؛ لأن خطبها عظيم، ومصابها جلل بفقد صديق حميم من خيرة الأصدقاء. ولعل ذلك من قبيل الوفاء والعرفان لهذا الصديق الغالي الذي عرفته واخترته صديقاً عزيزاً، وأحبه الجميع صغيراً وكبيراً لما يتمتع به - رحمه الله - من مزايا حميدة، وأخلاق عالية، وتواضع جم، ووفاء ممزوج بالتفاني والإخلاص لرفاقه وأصحابه قبل أقربائه، ويتمتع أيضاً - رحمه الله - بطيبة قلبه ورحابة صدره وحسن المعشر.
إنه الصديق الصدوق والمخلص المطيع لربه ولوالديه الشاب إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل عبد الله من أهالي الحلوة بحوطة بني تميم صاحب الثلاثة والعشرين ربيعاً، وهو في زهرة الشباب قد ودع الحياة بملاقاة وجه ربه الكريم في حادث مأساوي على طريق الجنوب.
وما أن علم الجميع بوفاته اهتزت مشاعر الحزن من أهالي حوطة بني تميم ومن يعرف إبراهيم العبد الله ومن لم يعرفه وسمع خبر وفاته في كافة أرجاء المملكة، وقد اختار المرحوم بإذن الله إبراهيم العبد الله مجالاً ليعمل فيه يبتغي فيه رضى الله ومثوبته، وأن يجزيه من عنده خير الجزاء على هذا العمل الإنساني قبل أن يكون عملاً يريد به كسب لقمة عيشه، وهو المجال الطبي والإسعافي بجمعية الهلال الأحمر السعودي الذي لم يتبقَّ على تخرُّجه إلا أشهر معدودة يباشر بعدها مجال عمله مسعفاً. ولكن شاء الله أن يكون إبراهيم آل عبد الله مُسْعَفاً من جمعية الهلال الأحمر قبل أن يكون مُسْعِفاً أحبَّ هذه المهنة خدمة لوطنه ولما شاهده من كثرة الحوادث بطريق الجنوب الذي تقع عليه محافظة حوطة بني تميم.
ودَّع إبراهيم آل عبد الله الدنيا في حادث مأساوي شنيع عندما ارتطمت سيارته بشاحنة.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد الغالي المرحوم بمشيئة الله إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل عبد الله بواسع رحمته، وأن يغفر له، وأن يرفع درجته في علين، وأن يفسح وينور له قبره، وأن يجبر مصيبة والديه ويلهمهم الصبر والسلوان، وأن يجمعنا به في جنات النعيم، (فلله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار)، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved