* حارة حريك (لبنان) - نايلة رزوق - ا.ف.ب:
بعد ثلاثة أسابيع على القصف الإسرائيلي المتواصل.. تحولت الضاحية الجنوبية من بيروت إلى شوارع مليئة بالركام يصعب سلوكها، وإلى مدينة أشباح لا يتحرك فيها سوى بعض عناصر حزب الله.
ولا يخرق الصمت المخيف في الضاحية سوى ضجيج دراجات نارية صغيرة يتجول عناصر حزب الله على متنها من حي إلى حي، وأحياناً هدير الطائرات الإسرائيلية الذي يوتر الأجواء، ولا تزال منطقة حارة حريك المعروفة ب(المربع الأمني) مقفلة أمام الزائرين مع أن جميع المراكز والهيئات التابعة لحزب الله التي كانت فيها قد سوتها القنابل الإسرائيلية الضخمة بالأرض.
حتى مجرد الاقتراب من حارة حريك اعتبر من المحاذير على سكان الضاحية الجنوبية من بيروت.. كل ما هنالك دمار وخراب وظلام.. و(ممنوع على أي كان دخول هذه المنطقة) و(الرجاء إخلاء المنطقة على الفور هناك طائرات من دون طيار تحلق في الأجواء والطيران الإسرائيلي لا يوفر أحدا).
ولا يتجول ناشطو حزب الله بالسلاح ولا باللباس العسكري في الضاحية الجنوبية , وما يميزهم هو اللحية فحسب، والطريقة الحازمة التي يخاطبون بها أي فضولي يتجرأ على دخول هذه المنطقة المعرضة كل لحظة للقصف. سكان الضاحية الجنوبية كانوا يعدون نحو نصف مليون قبل القصف..
وقد غادر غالبيتهم الساحقة منازلهم , وباتوا موزعين على مدارس وحدائق العاصمة بيروت والمناطق الاخرى في ظروف حياتية صعبة.
فالموت والدمار يهدد هذه الضاحية بشكل يومي فهي تتعرض لقصف جوي يومي بمختلف العيارات وأحيانا بقنابل فراغية مدمرة لا تحدث دويا كبيرا، كما تستخدم أحيانا أخرى قذائف البوارج من عرض البحر لدكها.
فكلما اقترب المرء من قلب الضاحية الجنوبية أي من حارة حريك تبدو الشوارع، وكأنها تعرضت لزلزال مدمر.. هناك أبنية كانت تتألف من أكثر من عشر طبقات تحولت إلى تلة من الركام لا يتجاوز ارتفاعها العشرة أمتار انزلقت إلى وسط الشارع والدخان لا يزال يتصاعد منها.
أما الأبنية التي لا تزال منتصبة فهي مشرعة الأبواب والنوافذ وبعضها متصدع بشكل قد لا يسمح بالسكن فيها مجدداً.
ولا تزال في بعض الشوارع أعلام ألمانيا والبرازيل وإيطاليا وفرنسا تتدلى من على بعض الشرفات أو فوق الشوارع بين الأبنية، إلا أن مدلولها ليس سياسيا على الإطلاق بل هو من بقايا حماس اللبنانيين المنقطع النظير لكرة القدم خلال المونديال السابق.
|