* بيروت - صيدا - تل أبيب - الوكالات:
هاجم سلاح الجو الإسرائيلي 130 موقعاً في لبنان خلال الليلة قبل الماضية وفي وقت مبكر من فجر أمس الجمعة حيث دخل هذا العدوان الشامل أمس يومه السابع عشر، وتركز القصف الأخير بصفة خاصة شرق وجنوب لبنان حاصدا المزيد من الأرواح ومخلفاً دماراً طال المنازل والمؤسسات التجارية المدنية وما تبقى من الطرق حيث باتت تعيش بلدات وقرى الجنوب حصاراً محكماً.. وفي المقابل أطلق حزب الله المزيد من الصواريخ على بلدات إسرائيل الشمالية.
وتركزت الغارات الجوية الإسرائيلية المتتالية على أي هدف متحرك في الشرق بين نقطة المصنع الحدودية البرية مع سوريا ومنطقة البقاع وصولاً إلى الطرق المتفرعة من طريق بيروت - دمشق الدولية جنوباً وشمالاً مما أدى إلى مقتل مواطنين داخل سياراتهم في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية على طرق مختلفة في منطقة سهل البقاع المحاذية للحدود مع سوريا.. كما أدى قنص الشاحنات والسيارات في البقاع الأوسط في الساعات الأخيرة إلى تدمير ست سيارات سياحية وبيك أب وسقوط أربعة قتلى وخمسة جرحى بينهم عسكريون.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن من بين الأهداف التي تم قصفها قاعدة في منطقة سهل البقاع الشرقي والتي يوجد بها الصواريخ بعيدة المدى التي تطلقها جماعة حزب الله على شمال إسرائيل.
وأضاف أن سلاح الجو قصف أيضاً 57 من المنشآت التابعة لحزب الله وستاً من منصات إطلاق الصواريخ وستة مراكز قيادة.
وتجنب المسؤول العسكري الإسرائيلي الإشارة إلى القصف الذي طال المنشآت المدنية والمنازل والسكان الذين سقط الكثيرون منهم في هذا العدوان.
ومن جانبها أعلنت قوى الأمن اللبنانية ان طائرات وطوافات إسرائيلية شنت ليل الخميس الجمعة أكثر من ستين غارة على معقل لحزب الله في جنوب سهل البقاع، من دون أن تشير إلى وقوع إصابات.
وأضافت قوى الأمن أن أربع طوافات ألقت ثمانية صواريخ جو - أرض على منطقة قليا والدلافة التي تكثر فيها الوديان المؤدية إلى جنوب لبنان.
أما في البقاع الغربي فقد شن الطيران عشرات الغارات على بلدتي قليا والدلافة وتلال السريرة التي تربط المنطقة بجنوب لبنان.
وفي الجنوب استهدف الطيران الإسرائيلي مختلف المناطق بغارات مركَّزة كما حاول الجيش الإسرائيلي إجبار من تبقى من مواطنين ونازحين في المناطق الحدودية على مغادرتها منذرا سكان عدد من البلدات ولا سيما بلدة عين ابل بإخلائها قبل المساء علما ان هذه البلدة تضم إلى سكانها ما لا يقل عن عشرة آلاف نازح من بلدتي عيتا الشعب وعلما الشعب المتجاورتين.
كذلك استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية صباح أمس بلدات في مناطق النبطية وصور والبقاع الغربي وذكرت المعلومات الأولية أنها أسفرت عن مقتل شخص وجرح عائلة من خمسة أشخاص وتدمير منازل سكنية عدة.
وكانت إسرائيل قد وسعت ليل الخميس - الجمعة عملياتها الجوية باتجاه البقاع الغربي وإقليم التفاح في موازاة استمرار الوتيرة نفسها ضد مناطق صور والنبطية وبنت جبيل ومرجعيون مستهدفة السيارات والدراجات النارية والشاحنات المحملة بالمواد التموينية والطبية ما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص على الأقل وجرح عدد آخر فضلاً عن استهداف وسط مدينة صور وتوجيه إنذارات بإخلاء قرى جنوبية جديدة هي عين ابل وعين بعال وبافليه.
وفي مدينة بنت جبيل ومناطقها فقد تواصلت المواجهات لليوم الرابع على التوالي حيث استهدف حزب الله بعض التجمعات الإسرائيلية في محيط المدينة وبخاصة في (تلة مسعود) من جهة الطيري عين ابل.
كما واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية وسلاح المدفعية قصف المناطق السكنية في بنت جبيل وعيناتا وعيترون.
وفي منطقتي النبطية وإقليم التفاح أحكم الإسرائيليون عزل منطقة النبطية عن محيطها عبر أكثر من خمسين غارة شنها الطيران الحربي على أهداف في المدينة وقراها وإقليم التفاح حيث حدثت زهاء 14 إصابة.
وقد استهدفت الغارات الجوية المتتالية قرى وبلدات وطرقات عين قانا وعين بوسوار وجباع وجرجوع وعربصاليم وصربا وحومين الفوقا وكفر صير وعباو أنصار والزرارية وزفتا وعين ودير الزهراني وزحلتا والدوير وجبشيت والنبطية وشوكين وزبدين ووادي الكفور ومجرى نهر حبوش.
وقالت الشرطة اللبنانية إن المدفعية الإسرائيلية الثقيلة أطلقت في وقت متأخر من مساء الخميس نحو 160 قذيفة على بلدة عيترون الواقعة على بعد كيلومتر واحد من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وأضافت أن نحو نصف منازل عيترون أي ما يوازي مئة منزل تعرضت للتدمير أو أُصيبت بخسائر جسيمة.
وفي منطقة صور تعرضت قرى القطاع الغربي طوال الليلة قبل الماضية لقصف مدفعي متقطع من البوارج البحرية الإسرائيلية.. وشنت الطائرات الحربية فجر الجمعة غارات متتالية على محيط بلدات باتوليه والقليلة والحنية ومجدل زون وبدياس وقانا وصديقين وطير حرفا وشيحين.
وأطلقت البحرية الإسرائيلية نحو أربعين قذيفة على بلدة الحلوسية قرب ميناء صور جنوب وأدى القصف إلى تدمير نحو عشرين منزلاً في هذه البلدة.
وفي القطاع الشرقي من الجنوب تعرضت بلدة الخيام ومنطقة حاصبيا لقصف مدفعي وجوي كثيف طاول بلدات راشيا الفخار وكفر حمام وكفر شوبا وحلتا ومرتفعات جبل سدانة والهبارية وكفرشوبا وشانوح وبركة شبعا وسهل الماري والمجيدية والفرديس.. كما تعرض لقصف مماثل كل من سهل مرجعيون ومحيط بلدات جديدة مرجعيون والمحمودية وميس الجبل وكفر كلا وحولا.
وأفادت الشرطة اللبنانية أن مواطناً أردنياً قُتل وأُصيب ثلاثة من أفراد عائلته بجروح في غارة إسرائيلية استهدفت فجر أمس الجمعة منزلاً في قرية كفر جوز.
وعلى الصعيد الإنساني أرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول قافلة من المساعدة الإنسانية إلى قرية رميش الحدودية في جنوب لبنان، حيث يحتجز 30 ألف لاجئ منذ حوالي الأسبوعين بسبب الهجمات الإسرائيلية.
وأكد المتحدث باسم اللجنة الدولية هشام حسن لوكالة فرانس برس أن سيارتي إسعاف ترافقان القافلة نقلتا أربعة مدنيين أصيبوا خلال عمليات القصف ومريضين من القرية.
فبعد أربعة أيام من المحاولات غير المثمرة للوصول إلى هذه القرية المسيحية، وصلتها ثلاث شاحنات تنقل 30 طناً من المواد الغذائية واللوازم الشخصية وأدوات مطبخية وأغطية.
وقال: نقلنا ثلاثة آلاف صندوق تحتوي على 30 طناً من المواد الغذائية إلى رميش.
وخلال الطريق، وزع قسم صغير على المحتاجين في بلدة الناقورة وقريتي علما الشعب وعيتا الشعب.
|