أكتب مقالي هذا بعد معاناة أعيشها أنا وغيري من أمهات وأسر الأطفال المعوقين وذلك لتوضيح عدة نقاط تمس حياة المعوقين.. عندما يولد الطفل معوقاً أو تحدث له الإعاقة في سنواته الأولى تصدم أسرته بالواقع المر ولكنه قدر الله وما شاء فعل (سبحانه) وتعاني والدته بالتحديد من الألم النفسي والجسدي الشيء الكثير، تتألم نفسها لرؤيتها فلذة كبدها وهو يعاني ويتألم، ويتألم جسدها للمجهود الكبير الذي تبذله في رعايته (إعطاء الأدوية، العلاج الطبيعي، المواعيد الطبية في المستشفيات، المراجعة في مراكز التأهيل الطبية والاجتماعية) وأعتقد أن من حق هذه الأسر أن يحاول الجميع تخفيف العبء عنها ومن ذلك أن تتعاون الجهات الحكومية التي لها علاقة بالمعوق بأن يكون بينها اتصال آلي (بالحاسب) وأقصد بذلك وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم، فعندما يولد طفل معوق يحدد المستشفى نوع إعاقته ودرجتها ومدى التحسن المتوقع مستقبلاً أو العكس، ثم يرسل هذا التقرير تلقائياً عبر الحاسب إلى وزارة الشؤون الاجتماعية حتى يتم صرف إعانته السنوية وإصدار بطاقة معوق له دون اضطراره وأسرته إلى العديد من المراجعات المتعبة في وزارة الشؤون ومراكز التأهيل وفي حالة الوفاة لا سمح الله تصدر شهادة الوفاة وترسل وبالحاسب الآلي إلى وزارة الشؤون حتى يتم إيقاف صرف الإعانة.
وأيضا يرسل التقرير الصادر من المستشفى إلى وزارة التربية والتعليم ويوضح فيه حالة الطفل الجسدية والعقلية حتى تساهم الوزارة في توجيهه إلى المدرسة أو المعهد المناسب لحالته وحتى تشعر الأسرة أن الأبواب التعليمية غير مغلقة أمام ابنها.
كما نتمنى من جمعية الأطفال المعوقين إنشاء فرع آخر لها في مدينة الرياض وذلك لاتساع مساحتها وكثافتها السكانية، فمركز الجمعية الموجود في شمال الرياض لا يستطيع تقديم خدماته على الوجه المأمول لكثرة الأطفال المعوقين كما أن موقعه بعيد جداً عن سكان جنوب وغرب الرياض.
كما أنه يغادرنا سنوياً العشرات من المعوقين وأسرهم إلى الدول الأوروبية للخضوع إلى علاج طبيعي مكثف والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا لا تنشأ مراكز علاج طبيعي في مملكتنا في مستوى المراكز في الخارج وبرسوم معقولة وبذلك يتم توفير المال والجهد أما مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية فإن كلفة العلاج بها باهظة جداً لا يستطيع الفرد ذو الدخل المتوسط الاستفادة من خدماتها.
في الختام نتمنى من الجميع ونحن في بلد الخير مملكة الإنسانية أن يجد المعوقون الكثير من التسهيلات وأختم مقالي بقول سيد البشر عليه الصلاة والسلام (ابغوني الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم) أو كما قال.. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، والله من وراء القصد.
*(والدة طفل معوق) |