أحقاً مرّ عامٌ مذ توسدت الترابا؟
أحقاً مرَّ عامْ؟!
ثوانيه مضتْ شهراً فشهراً
سراباً.. لم يكن يوماً شرابا
أحقاً مرَّ عامْ؟!
وحزنٌ يا أبي يكسو ابتساماتي.. وضحكاتي
أنينُ القلبِ.. أسمعه لدى كل الزياراتِ
ومُرّ - يا أعز الناس - يطغى في حلاواتي
وأيامي.. يُظللها سواد الانتظارْ
أظلّ معلقاً عيني على الساعات في صبر
وأنتظرُ الرجوعْ
لعلك تستطيعْ
وأرصد كل جوال يرنّ كزفرة الصدر
وأطرق في خُضوعْ
لعلي لا أضيعْ
ولكني أسوق الوهم أسعفةً
أدورُ بها مدى العمر
لتحرقها أمامي حافة القبر
بأضواء الشموعْ
نهاية كل أسبوعٍ
أزورك فيه.. في الظهر
كملسوع.. أفرُّ.. أفزُّ.. أجمعُ كل أشتاتي
وأنتظر الرجوعْ
لعلك تستطيعْ
فأعيننا يمزقها مشاهد الاحتضارْ..!
***
أحقاً مرَّ عامْ؟!
أحقاً غبتَ عنا يا أبي ذاك الغيابا؟
بما لا يحتوي قاموسه إلا الذهابا؟
نراك فتفتح الآمال باباً يفتح البابا
وتُشرعُ نحونا الآفاق أفراداً وأسرابا
وتكسرُ بيننا الأقفالْ
تقرّب بيننا الأميال
وتجعلنا نحسُّ وجودك العطريّ فوّاحا
كأنك لم تكن ميتاً طوال العام مرتاحا
نزورُ القبر.. ندعو نذرفُ الدمعاتِ في حزن
فتأتي بعد أيامٍ
تزور منامنا كالنورِ:
تضحكُ ترشدُ المحتاج في المحن
نصرُّ على مماتك إذ شهدنا الروع والجللا
وأنت تصرّ في شغفٍ على محياك مُرتجلا
تدور تدور في الدنيا وأنت بباطن الأرض!
كأنك خالدٌ.. فالذكر يمضي حيثما تمضي
وآثارٌ تدل عليك ملء الطول والعرضِ
فقدناكم أيا أبتي
ولم نفقدك يا أبتي!
ألم يحمل ذهابك يا أبي معه الإيابا؟!
***
أحقاً مرَّ عامْ؟!
وجودُك بيننا مهما خفى يستظهر الأنسا
ويدفعنا إلى أن نترك الأحزان في المرسى
ونبحر في بحار الحور
نعلو في (جبال الطور)
نسمو في سماء النور
نغدو البدر والشمسا
وتبقى أنت في العلياء دوماً ترفع الرأسا
أحقاً مرَّ عامْ؟!
سيمضي العام والأعوامُ
لن نأسى ولن تأسى
فأنفُسنا ستلقاكمْ
وقد تستنطق الحسّا
وتبقى أنتَ - مهما غبتَ - في الأذهانِ
لا تُنسى!
|