بالرغم من أن وحشية الحرب التي تشنها إسرائيل على مدار الساعة على لبنان لما يقارب أسبوعين متواصلين وفاشية أساليبها في الإبادة الجماعية لجميع المدنيين دون تمييز، بما يذكر بأفران الغاز النازية مع فارق أن بلداً بأسره وليس جماعة بعينها تُحول إلى فرن كبير، قد أجابت بالحديد والنار على الكثير من الأسئلة التي شغلت الرأي العام العربي والعالمي طوال الأيام الأولى للحرب فلا بأس أن نعيد طرح بعض تلك الأسئلة لكثرة ما اعتراها من التباس وبعد أن طال أمد هذه الحرب بما كشف ما كان غامضا من أهدافها وأبعادها. كما لا بأس أن نطرح المزيد منها مما يفجره استمرار هذه الحرب في محاولة التوصل إلى شيء من التحليل الموضوعي لهذا الوضع المنفلت على أي موضوعية.
ومن الأسئلة التي يجدر التوقف عندها المجموعات التالية من الأسئلة:
1- سؤال الحرب، لماذا قامت هذه الحرب؟ ما الذي تظهره وماالذي تخفيه، وما الذي تريد إنجازه؟
2- سؤال من اتخذ قرار هذه الحرب ومن المستهدف بها؟
3- سؤال ماهو موقع هذه الحرب على الشبكة المعقدة لخطوط الخريطة بالعالم العربي في علاقتها بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وفي علاقتها بطبيعة التسويات السلمية والتطورات السياسية على الساحة الفلسطينية وبالتداخلات والتدخلات الأمريكية في المنطقة، وخاصة الاحتلال الأمريكي على العراق وحملة ما تسميه أمريكا ومحافظيها الجدد بالحرب على الإرهاب؟
4- سؤال الربح والخسارة - الهزيمة والنصر في هذه الحرب وطبيعة المقاومة والموقف اللبناني منها؟
5- سؤال موقف الرأي العام العربي مما يجري، وزن هذا الرأي في ميزان مد وجذر الحالة العربية وما تتعرض له المنطقة من عمليات إخضاع وإلحاق أمريكي وإسرائيلي؟
هذه أسئلة يحتاج كل مواطن عربي أياً كان موقعه، عاطلا عن العمل، أو مزارعا أو راعيا، موظفا كبيرا أو صغيرا، صاحب قرار أو مثقفا أو مسرحا من الخدمة، صاحب تجربة سياسية أو مجرد مواطن مشغول بشأنه الخاص إلى التوقف عندها والتفكير فيها ومحاولة الإجابة عليها ليس بحسابات عجزنا الجماعي ولا بحسابات الموقف العربي الرسمي أو بالحسابات السياسية لهذا الفريق أو ذاك من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لمختلف الاتجاهات، ولكن بحسابات العقلانية والضمير إذ من أوليات هذه اللحظة التاريخية الجارحة أن نبحث مثل هذه الأسئلة ونجد الإجابات الموضوعية لها ونعرفها ونعترف بها، سواء كنا من المستقلين أو سواء خالفت القناعات المعطاة أو اختلفت مع الموقف السياسي لجهة هذا الانتماء أو ذاك من المواقع التي قد ينتمي إليها أو يكتفى بالتعاطف الفكري معها أي من المواطنين العرب.
وحين أقترح طرح هذه المجموعات من الأسئلة وسواها مما قد يكون أكثر تعقيداً فذلك ليس لأني أو غيري نملك إجابات جامعة مانعة لها، ولكن لأن الوضع من التعقيد والتشابك بحيث نحتاج فيه إلى ذاكرة قوية تربط بين لوعات الماضي ودروسه وبين انتكاسات الحاضر وتواصل الكبوات في علاقته بكل من طبيعة تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والمصالح الاستراتجية الغربية/الأمريكية بالمنطقة وفي علاقته بطبيعة واقعنا ومواقفنا من ذلك الصراع وتلك المصالح. كما نحتاج فيه إلى قسوة على الذات لا توهمنا بالتحليل التبسيطي الذي لا يرى الوضع إلا بمنظور اختلال ميزان القوى العسكري لصالح المعتدي ولا يربطها باحتمالات إن لم يكن بطبيعة مخططات المستقبل بين ما نريده وبين ما قد يفرض علينا.
أما ولم يستطيع العالم العربي بأسره أن يقدم شيئا، لا كموقف سياسي أو مجهود دبلوماسي، ولا كضغط اقتصادي ولا مجرد تلويح شكلي بأسلحة المخازن التي يدفع عليها المجتمع العربي من ميزانية الخبز والخدمات للمواطنين ملايين الدولارات للعمل على وقف هذه الحرب أو حسمها لصالح لبنان ومقاومته، فإن ما يشغلنا في طرح هذه الأسئلة هو ألا تكون مواقفنا عاملا إضافيا مساعدا في خلط الأوراق وفي تطميع العدو فينا لمزيد من الاستعداء. فالكارثة وقد عجزنا عن المشاركة في رفع كارثة الحرب عن لبنان هو أن نشارك في جريمة هذه الحرب مرة بالصمت المريب وأخرى بالانقسامات الموقفية، إن لم يكن بالمزايدات من حيث نريد لها حلا. وفي هذا فإننا لن نصبح إلا أسوأ حالا من كوفي عنان في خطابه الذي تأخر إلى اليوم التاسع من هذه الحرب حين لم يستطع أن يقترح وقفا للنار لا يكون ثمنه تقريع الضحية وتطييب خاطر الجلاد، ومحاولة إخلاء مسؤولية ذلك الجلاد من وحل حرب الإبادة التي شنها على لبنان وعلى مدنييه.
هذا مع التنويه أن فصل هذه الأسئلة في مجموعات هو فصل إجرائي بغية تسليط الضوء على المستتر من الالتباسات حولها، أما محاولة البحث فيها فتكشف عن تداخل وترابط فيما بينها يصعب فصل إجاباته عن بعضه البعض.
سؤال الحرب:
بالنسبة للمجموعة الأولى من الأسئلة المذكورة أعلاه، وفي سؤال: لماذا قامت الحرب، تحديدا فإنه جرى خلط متعمد تارة وخطأ أخرى من اللحظة الأولى التي شنت فيها إسرائيل حربها الوحشية على لبنان بينما تسميته الدقيقة والفعلية (ذريعة الحرب) وبين (دافع أو دوافع الحرب). فبينما تعتبر الذريعة أي شيء طارىء أو مفتعل أو مختلق في موقف - ما- كأن تكون اختطاف جنديين اليوم، وسقوط شهابا بإتجاه الشمال أمس أو انفلات طيارة ورق في سماء مصادرة غدا،، فإن الدافع هو الشيء الكامن والجوهري في معادلة الإتيان بفعل مقصود وموجه أياً كان نوعه وأيا كان نبله أو انحطاطه وبشاعته. ولهذا كادت أن تضيع دوافع الحرب نفسها ودوافع من شنوها ومن يقف معهم فيها ويعطيهم المهلة تلو المهلة للمضي فيها وللولوغ في المزيد من دماء ضحاياها امام كثافة التركيز على الذريعة وتعتيم الدافع لهذه الحرب.
وبسبب هذا الخلط جرت إدانة أو على الأقل توجيه لوم للمقاومة (ومن الخارج اللبناني أكثر من الداخل) بأنها اتخذت قرارا بالحرب دون الرجوع للنظام العربي ودون الاحتكام إلى الأطر الديموقراطية لبنانيا. وقد بنيت على هذا الخلط أو الفرضية الخاطئة (false premise) مع الأسف عدد من التحليلات السياسية التي ذهبت إلى حد القول بأن حزب الله هو الذي جر لبنان للحرب ويريد أن يورط العالم العربي معه فيها. أو القول بأن السيد حسن نصر الله هو الذي بادر إلى إعلان حرب مفتوحة مع أن الأمين العام لحزب الله حين قال بذلك لم يقله إلا في الرد على الوحشية الإسرائيلية بعد مضي أكثر من 24 ساعة على استمرار صب الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على رؤوس الشعب اللبناني العارية وبعد تدمير البنية التحتية وتقطيع أوصال البلاد ومحاصرة الساحلين الجنوبي والشمالي للبنان.
وهناك بطبيعة الحال فرق بين اختطاف جنديين إسرائيلين في عملية عسكرية محدودة بهدف محدد هو مبادلتهما بعدد من الأسرى اللبنانين الذين أكلت السجون الإسرائيلية زهرة أعمارهم، وقد كان هناك سابقة ناجحة في الضغط على إسرائيل لاسترجاع أسرى لبنانين وبين اختطاف بلد بأكمله وإعلان حرب لا تبقي ولا تذر ومن طرف واحد هو الطرف الإسرائيلي بهدف تصفية الشجر والبشر والحجر اللبناني وأي ذي روح تصفية جسدية جماعيا. هذا القول لا يعني بحال من الأحوال تبني موقف دفاعي عن حزب الله، فهو كحركة مقاومة شعبية قادرة على الدفاع عن نفسها وهو كحركة سياسية له ما له وعليه ما عليه إلا أن قرار دخول لبنان الحرب ودون لبس أو مزايدات لم يكن واحد منها. فقرار الحرب كان قرارا اسرائيليا خالصا فرض على المقاومة بل على لبنان والعالم العربي برمته. فهل كان المطلوب من المقاومة وهي القوة اللبنانية التي تملك تجربة وخبرة مواجهة العدو أن تسارع وقد شقت إسرائيل أبواب السماء بقصفها الجوي المريع لأرض لبنان أن تسارع بالاعتذار لإسرائيل عن المطالبة بحق عودة الأسرى اللبنانيين وتدير ظهرها للبنان وتمتنع عن المقاومة إمعانا في الاعتذار والطاعة؟ وهل على فرض أن المقاومة كما يتخرص بعض المنظرين لم تقم باختطاف الجنديين أصلا فهل كانت إسرائيل لن تجد لها ذريعة أخرى لترويعه كذريعة عناقيد الغضب في قانا، أو هل كانت سترضى عنها كرضاها اليوم عن الجيش اللبناني وهي توزع طلعاتها الجوية القاتلة على ثكنات جنوده ب(رفق وحنان)لا يقل تشفيا عن ضربها لبقية الشعب اللبناني؟. وهل جدلا أيضا، لو أن المقاومة لم ترد لا حقا على هذه الحر ب المفتوحة كانت إسرائيل ستقدر هذا النوع من حسن السيرة والسلوك وتتوقف عن قصف لبنان وتدخل دبابتها الحربية لتوزع على اللبنانين الورد والرز بدل القنابل والقذائف كما فعل الجيش الأمريكي في العراق فحول البلاد إلى مقبرة جماعية توصل خدماتها العامة إلى المنازل بالمجان.
إن طبيعة هذه الحرب الإبادية والكيفية المترصدة لتقتيل الشعب اللبناني خصوصا بعد الإصرار الإسرائيلي على عدم ترك حجر على حجر في لبنان وعدم ترك حليب في ثدي مرضعة أو طفل دون ذبح أو جرح أو ترويع هي وليس التحليلات السياسية من يجيب على هذا السؤال. كما أن الطبيعة الإرهابية لهذه الحرب هي ما يفتح عيوننا على الفارق الموضوعي بين الذريعة وبين الدوافع الجوهرية. وليس صعبا لأي مطلع على الطبيعة التطلعية التوسعية للحركة الصهيونية ولا على أي متابع لطبيعة الوجود الإسرائيلي بالمنطقة وبجواره العربي تاريخيا وعبر مجرى أو بالأحرى تعثر التسويات السلمية بين الفلسطينين والحكومات الإسرائلية المتلاحقة ونوع العلاقة التي تربط إسرائيل بالإدارات الأمريكية المتعاقبة، وتلك التي تربطها بالإدارة الحالية خاصة بعد الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق، أن يحدد عدداً من دوافع إسرائيل لشن هذه الحرب الإرهابية على لبنان.
لقد سبق إعلان إسرائيل لحربها على لبنان سعار لا يقل وحشية تمثل في هجمتها الهمجية الأخيرة على غزة التي وإن أتت ضمن سلسلة حروبها اليومية التي تشنها على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية فإنها كانت جزءا من خطة منهجية تحاول القضاء بها على حماس كحركة وكحكومة منتخبة حيث تأتي الحرب الإسرائيلية على لبنان لتشكل الجزء الآخر لهذه الخطة المنهجية التي دافعها القضاء على حركتي المقاومة الوحيدتين في العالم العربي اللتين تحظيان بتأييد شعبي واسع من مختلف البلدان العربية لم تستطع أن تنتزعه مقاومة العراق رغم الاحتلال العسكري للعراق نتيجة خلط الأوراق الأمريكية إعلاميا على الأقل بين المقاومة وبين الإرهاب.
وإذا كان هناك من قال دون دليل موضوعي بأن اختطاف حزب الله للجنديين الإسرائيليين جاء في وقت تريد فيه إيران أن تقوي ملفها النووي أمام قمة الثمان التي كانت معقودة وقتها، فإن هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن حرب إسرائيل على لبنان جاءت بقرار إسرائيلي أمريكي لتخفيف ضغوط وحل الاحتلال الأمريكي وفضائحه عن كاهل الإدارة الأمريكية كما جاءت ضمن تلاقي المصلحة الأمريكية الإسرائلية فيما يسمى (الحرب على الإرهاب) لإعادة تشكيل خارطة المنطقة على أساس الشرق الأوسط الكبير أو (الجديد) بتعبير وزيرة الخارجية الأمريكية المبتكر الأخير. فيعمل عندئذ القضاء على لبنان بتلك الروح المدمرة لكل ذرة هواء فيه على فض شعبية المقاومة بتحميلها مسؤولية ما آل إليه الحال اللبناني من دمار. كما يعمل على إرسال رسالة تحذيرية وتذكيرية للأنظمة العربية تقول: لبنان أولا... إن هم سولت لهم أنفسهم التساهل في رد الفعل على المقاومة اللبنانية وتحميلها وزر الحرب بذريعة خطف الجنديين أو إن هم تسامحوا مع أي مد مقاوم أياً كانت قواه الاجتماعية. أما إذا لم تنجح الحرب في كسر روح المقاومة كليا فإنها على الأقل تخلق حالة من الاحتراب الداخلي على امتداد الوطن العربي وعلى الساحة اللبنانية بالذات نظراً لطبيعة تعدد نسيجها الاجتماعي من ناحية، ونظراً للخراب الذي تكون قد خلفته الحرب من الناحية الأخرى. وإذا أضيف إلى ذلك طبيعة الفكر الصهيوني وحلمه التوراتي في الامتداد من الفرات إلى النيل فهمنا معنى الإصرار الإسرائيلي على جعل تهجير سكان الجنوب وملاحقتهم بالقصف الجوي المحموم على طريق الفرار إلى بيروت جزءاً من حربها على لبنان. أما إذا أخذنا في الاعتبار الطبيعة الاستعمارية لإسرائيل وطبيعة مفهومها لأمنها الاستراتيجي فقد نفهم كيف شكلت عدم قدرة إسرائيل على السلام وعلى العيش بسلام باعتبار القوة العسكرية وليس السلم السياسي مصدر وجودها دوافع وجودية إضافية لإسرائيل في شن الحرب على الشعبين اللبناني والفلسطيني سواء في حملات أمطار الصيف الاقتلاعية أو في عاصفة لبنان الإبادية المستمرة على مدى أسبوعين لهذه اللحظة.
إن لإسرائيل عند حزب الله ثأراً بائتا، فمقاومته هي الوحيدة التي استطاعت أن تقهرجيشها عسكريا وتنهي احتلالها لأرض الجنوب خارج معادلة المعاهدات والتسويات غير العادلة، وإسرائيل في عدائها لحزب الله وفي إصرارها على هزيمته وتجريده من السلاح لا يعنيها ما إذا كان الحزب شيعيا أو سنيا أو مسيحيا أو سواه بقدر ما يعنيها الانتقام من المقاومة.. تلك القوة الوحيدة التي استطاعت أن تحقق نصراً عليها بتحرير الجنوب عام 2000. دون أن يعني ذلك أن العدو لا يرى أو لا يريد ما أمكن توظيف هوية الحزب للبلبلة على مفهوم المقاومة وفعلها البطولي في مناخ عربي يسمح مع الأسف بتوظيف الطائفية والمذهبية ومختلف أشكال التعددية توظيفا إقصائيا ضد نفسه وقضاياه وإن كانت مصيرية.
إن سؤال ما الذي تظهره هذه الحرب وما الذي تخفيه يكشف أن ما تبديه هذه الحرب ليس إلا رأس الجليد وأن ما خفي كان أعظم. فعلى الرغم من أن هذه الحرب تتخفى تحت غطاء الشرعية الدولية للقرار 1595 القاضي بنزع سلاح المقاومة في الجنوب اللبناني وبسط سلطة الجيش اللبناني على أرض الجنوب فإن قلة من تسأل من الذي يخول إسرائيل تطبيق هذا القرار بعملية إرهابية منظمة ضد شعب لبنان، وما الذي يخولها للتدخل في شأن لبناني خالص هو من صلب سيادة لبنان، وهل تاريخها في انتهاك القرارات الدولية يخولها أخلاقيا على الأقل لتقوم بذلك على غيرها.
أما سؤال ما الذي تريد إنجازه هذه الحرب فإن الإنجاز المطلوب لا تصعب قراءته في موقف أمريكا المتصلب بأن لا يجري وقف لاطلاق النار إلا بعد القضاء التام على المقاومة بمعناها المعنوي كثقافة لممانعة الاستسلام وبمعناها المادي كقبول بشروط الاستسلام بما في ذلك التنازل عن مزارع شبعا وحق عودة الأسرى اللبنانين. ولذا فإن كوندليزا رايس تصل إلى المنطقة في اللحظة التي تصل إلى إسرائيل من أمريكا مباشرة مزيد من الامدادات الحربية ومنها شحنة جديدة من الصواريخ الذكية لتعلن مخالفتها لكل المبادرات العربية والعالمية لوقف الحرب بتمديد مهلة الحرب أسبوعا آخرا على أمل إعطاء الجيش الإسرائيلي وإرهابه المنظم بقتل المدنيين اللبنانيين فرصة إضافية لإنجاز ما عجز أمام المقاومة من إنجازه بالعودة لاحتلال الجنوب اللبناني وبإخماد ما تخاله أمريكا وإسرائيل آخر جذوة من بصيص مقاومة الاستسلام العربي للمشروع الأمريكي الإسرائيلي بالمنطقة. فإذا كان المطلوب إسرائيليا من هذه الحرب فك الارتباط بين المقاومة وبين لبنان وإيجاد جيش لبناني مقلم الأظافر في علاقته بإسرائيل كبقية الجيوش العربية فإن المطلوب أمريكيا يذهب إلى أبعد من هذا المطلب، ومن أدلة ذلك أن وعودها بدعم الحكومة الحالية في لبنان لم يكن أكثر من ورقة سياسية أسقطتها على مذبح هذه الحرب لصالح مصالحها بالتخلص من الجبهة اللبنانية في سبيل إطباق قبضتها على خناق المنطقة من الوريد إلى الوريد مرورا ببغداد وبيروت إلى استكمال إعادة سيرة سقوط دويلات الأندلس واحدة بعد الأخرى.
لاحقاً سيتم تحليل الأسئلة المذكورة أعلاه
|