في صبيحة يوم الاثنين الماضي جاءني الخبر الذي هز أركاني وجعلني أعيش ساعات وأنا في عالم آخر من الرهبة والخوف والحزن الذي اكتسى جسدي، كيف لا والخبر الصاعقة حمل عنوان: (الصحفي راشد المطيري إلى رحمة الله).
لقد مات أخي وحبيبي وصديقي العزيز راشد المطيري إثر حادث مروري أليم أودى بحياة هذا الشاب الغالي الذي غمرنا بحبه وكرمه وكثرة فزعاته لنا في الخطوط الجوية العربية السعودية مقر عمله - رحمه الله-، ولعل من المصادفات أنني كنت في جدة يوم الجمعة وكنت وقتها أبحث عن حجز للرياض وكانت جميع الرحلات محجوزة فقلت لابد أن اتصل براعي الفزعات أبو القلب الكبير الزميل والصديق الراحل راشد المطيري ولكن تسيير رحلة إضافية حالت دون الاتصال برفيق الدرب -رحمه الله- فحرمتني هذه الرحلة الإضافية سماع صوت ذلك الرجل الكريم وما هي إلا يومان فقط ويصلنا خبر رحيل الإنسان الذي أحببناه بكل مشاعرنا لأنه فرض حبه بقلوبنا لما يتمتع به من سمو أخلاق وخصال حميدة.
بعد سماعي لهذا الخبر الفاجعة بدأت استرجع شريط الذكريات التي جمعتني بأخي الحبيب الفقيد الراحل راشد المطيري في البطولات الخارجية التي كان يشارك بها الهلال والمنتخب حيث رافقته في كذا رحلة وكان الصحفي الوحيد الذي يغرقك بكرمه وحبه لتقديم الخدمات التي يحتاجها الجميع خصوصاً متطلبات الصحفيين التي لا تنتهي، وكان دائماً يحرص على خدمة كل الزملاء الصحفيين ولعل ما يميز الفقيد الراحل أنه كان يتعامل في رسالته الصحفية بمنظار واحد لم يكن للميول دور في مهنته الصحفية وهذا ما أكده عددٌ من الرياضيين في جريدة اليوم الذين نعوا هذا الرجل الحبيب وتطرقوا لسيرته الصحفية النزيهة وهذا ما جعله يسكن قلوب الجميع من إعلاميين وإداريين ولاعبين ورؤساء أندية وحتى المسؤولين لأنه طيلة 12 عاماً كان مثالاً للصحفي الناجح ولم نسمع يوماً أنه أساء لأحد أو تقول على لسان الآخرين وأستاذنا الكبير المحبوب محمد البكر أكثر الأشخاص الذين عملوا مع الفقيد الراحل وهو الشخص الذي يعرف من هو راشد المطيري؟ وكيف كان تاريخه الصحفي؟ وقد رثاه بذلك العامود الذي جعلنا نذرف الدموع ونحن نقرأ كل سطر من سطوره، فالمصيبة على الجميع وفقدان الأخ الحبيب راشد المطيري آلمنا كما آلم الزميل محمد البكر وأسرة جريدة اليوم فإن كان أخا لهم فهو أخ عزيز وغالٍ على قلوبنا ونحن نعزي أنفسنا أولاً ونعزي إخواننا في جريدة اليوم وعلى رأسهم سعادة رئيس التحرير الأستاذ محمد الوعيل والأستاذ محمد البكر وجميع الزملاء المحررين في القسم الرياضي في جريدة اليوم وتعزية لأسرة وأشقاء وأقارب الفقيد الراحل وتعزية خاصة للزميل العزيز علي الأحمدي أحد الأشخاص المقربين من الفقيد الراحل.
في هذه اللحظات الحزينة لا نملك أمام هذه الفاجعة المؤلمة سوى الدعاء لصديقنا الغالي راشد المطيري ونقول:
اللهم اني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت.. اللهم يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد.. اللهم اني أسألك بعزك الذي لا يرام.. وبملكك الذي لا يضام.. وبنورك الذي ملأ أركان عرشك.. أن تغفر لعبدك راشد المطيري اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم افسح له ضيق لحده.. اللهم نور عليه قبره.. اللهم آنسه في وحشته.. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة.. اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم إن كان عبدك راشد مسرورا فزده كرامةً وسروراً.. وان كان حزينا فابدل حزنه فرحاً وسروراً.. اللهم ابدله داراً خيراً من داره.. اللهم انزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور.. اللهم اجمعنا به في جناتك جنات النعيم.. اللهم ألهم أهله وأحبابه الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وإنا على فراقك أيها الأخ العزيز لمحزونون ولكن لا ينفع الحزن والبكاء فهذا هو مصيرنا في دار الفناء .. وختاماً وداعاً راشد!.. والموت حق.. ولكل أجل كتاب.
|