المكرم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - حفظه الله -..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أطالع ما يكتب في الجزيرة عن صدور الكتب الممتازة، وتعليقاً على ذلك أقول: هنالك مقولة مشهورة تتداول بين طلبة العلم وهي: (من كان شيخه كتابه كان خطأه أكثر من صوابه). وبقدر ذيوع هذه المقولة إلا أنها لم تأخذ حظها من البسط والتفصيل، وغاية من يوردها في كلامه يأخذها بظاهرها بغض النظر عن الظروف التي نشأت فيها هذه الحكمة، وفي رأيي أنها غير صحيحة وأن فيها تنفيراً مبطناً من القراءة وإن كان الذي يوردها غير قاصد لذلك، إذ لو صحت لما نبغ العلماء المبرزين والذين كان للقراءة دور كبير في بروزهم وتفوقهم على أقرانهم، فكثير منهم تلقوا عن أشياخهم كماً غزيراً من العلم لكن أضعاف هذا تلقوه عن طريق القراءة والبحث والتحقيق، وهذا لا يعني تهميش دور الشيخ أو الأستاذ، فلا يشك أحد في أهميته ولا سيما في العلوم الشرعية لكن الشأن في الحط من قدر الكتاب.
وفي اعتقادي أن هذه المقولة نشأت في ظروف لم يكن للنقط والتشكيل فيها وجود فكان يكثر التصحيف والتحريف من الجهلة والمبتدئين في العلم فيكثر بذلك خطأ من يتعلم عن طريق الكتب، أما الآن فالوضع يختلف تماماً فنحن نجد الكتب تطبع بعناية فائقة من حيث التشكيل والنقط بل وأصبحت كثير من الكتب محققة تحقيقاً علمياً، فلا خوف عندئذ من الخطأ، فليس على أحد سوى أن ينتقي كتب من يثق بعلمه وقوة أسلوبه العلمي واللغوي فيقرأ كتابه فيكون كمن أخذ عنه مشافهة فحينئذ يكثر صواب القارئ ويقل خطؤه بإذن الله بخلاف المقولة المشهورة.
عبدالإله موسى بن سودا - الرياض |