من المؤسف أن جهل بعض الأمهات أثناء فترة الحمل بأخذ الاحتياطات اللازمة في حالة المرض بالامتناع عن تناول كثير من الأدوية أو أخذ التطعيمات اللازمة قبل حدوث الحمل بمدة ثلاثة أشهر، قد تزيد من احتمالية إصابتها بكثير من الأمراض منها الشلل المخي، أو ما يُعرف أيضاً بالشلل الدماغي، وهو عبارة عن مجموعة اضطرابات تحدث نتيجة إصابة مباشرة أو غير مباشرة تؤدي إلى تلف في الأنسجة، ويحدث ذلك في فترة الحمل أو أثناء الولادة أو حتى في السنوات الأولى من العمر.. وهناك أربعة أنماط رئيسة من الشلل المخي كلها تترتب على فقدان القدرة على التحكم في العضلات وهي: التخلجي أو الهزعي، الكنعاني، ناقص التوتر، التشنجي.
مسببات حدوث هذا المرض
قد يحدث الشلل الدماغي نتيجة إصابة الأم أثناء فترة الحمل كتعرض الأم للحصبة الألمانية التي قد تصيب الجنين بالأذى حتى لو كانت الأعراض طفيفة جداً.. وقد يحدث نتيجة عوز الجنين للأكسجين أي نقص وصول الأكسجين لأنسجة الجسم لفترة طويلة الذي قد يسبب موت الخلايا المخية خصوصاً في وقت الولادة.. وقد يُصاب الطفل بعد الولادة نتيجة لمرض ما أو نتيجة تعرضه لحادث ما أو إصابة في الرأس.
الأعراض المصاحبة للشلل المخي
كما ذكرنا أن هناك أربعة أنماط رئيسة للمرض هي: التخلجي أو الهزعي، الكنعاني، ناقص التوتر التشنجي.. حيث تكون حركات المصاب الإرادية ارتجاجية.. وفقدان التوازن في الشلل التخلجي.. أما في الشلل الكنعاني فنجد عضلات المريض تتحرك باستمرار وتمنع هذه الحركات الأفعال الإرادية للمريض والمصاب بالشلل ناقص توتر فيبدو أعرج في مشيته، ولا يتحرك كثيراً وذلك لعجز عضلاته عن التقلص.. أما مصابو الشلل التشنجي فيجدون صعوبة في تحريك بعض أجزاء من أجسامهم بسبب تيبس عضلاتهم.
وعموماً فمصاب الشلل الدماغي قد يعاني من اضطراب عضلي واحد، أو قد يُصاب بعجز طفيف أو يُصاب بشلل كامل.
وسائل العلاج
تُعد الوقاية من الأذى الدماغي أثناء فترة الحمل أو الولادة والفترة التي تتلوها من أهم الطرق لمكافحة هذا المرض.. حيث يجب على المرأة قبل حملها أن تتطعَّم ضد أي مرض يمكن أن يؤذي الجنين.. وألا تتناول من الأدوية إلا ما يصفه الطبيب.. وإذا لا قدر الله وحدثت الإصابة بالشلل الدماغي فالعلاج يهدف إلى منع تدهور حالة الطفل.. ويحتاج كل نمط من أنماط المرض إلى علاج مختلف ورعاية منفردة.
العلاج الفيزيائي
في كثير من حالات الشلل الدماغي.. في الحقيقة تساعد المعالجة الفيزيائية العديد من مرضى الشلل الدماغي حيث يتعلم المريض المحافظة على توازنه إن أمكن وذلك بتدريبات معينة وتطوير مهارات ذاتية تساعده على ارتداء ثيابه وتناول طعامه.. ويمكن وصف أدوية للمرضى تساعدهم على إرخاء عضلاتهم والتحكم في تشنجاتهم، وتساعد العكازات وغيرها من الأجهزة الآلية في دعم مساعدة المريض.. وقد يفيد في بعض الحالات إجراء عملية جراحية تُسمى البضع الانتقائي للجذر الخلفي في التخفيف من تصلب عضلات المريض، وذلك بأن يقوم الطبيب الجراح بقص ألياف عصبية معينة في الحبل الشوكي.
|