أجرى اللقاء - أحمد العجلان
محمد البكر اسم تستوحي منه مئات المقدمات في أي حوار تجريه معه فهو المعلق المبدع صاحب الحنجرة الذهبية هو الصحافي المميز والكاتب الكبير، البكر، هو القدرة البارعة في زمن قل فيه الموهوبون، وهو الرجل الوفي في معترك الجحود، البكر وهو الإنسان ذو القيم الرفيعة والمبادئ السامية، نستضيفه هنا في (الجزيرة) في حوار ظهر من خلاله زعيم المعلقين كعادته متألقاً قوياً جريئاً واثقاً من كلامه، لن نطيل المقدمة الكلاسيكية عن رجل من المستحيل اختصاره في مقدمة لنترك لكم حرية الاستمتاع بحديث (أبو أريج)
* نبدأ معك من حيث وصلت.. أين محمد البكر عن التعليق؟
- في الموسم الماضي وجدت نفسي بعيداً عن التكليفات المهمة، وهو ما أحرجني، ووجدت أن من العيب أن أطلب هذه المباراة أو تلك بعد هذا المشوار الطويل، هذا من ناحية، أما الناحية الثانية وهي المهمة فإنني وجدت نفسي هدفا مباحا لتكتل صحفي محدد توحدوا للنيل مني، وكنت أستغرب ما يحدث واخترت الابتعاد مؤقتا ليراجعوا أنفسهم ويعرفوا حجم الخطأ الذي ارتكبوه بحق زميل لهم لم يسمح في يوم من الأيام بالإساءة لهم رغم أنه يشرف على ملحق يومي، ويملك كامل الصلاحية ليكتب ما يريد فيه أو عبر زاويته.
* الوضع في رعاية الشباب بات متغيراً كما يشاع، فالمحسوب عليهم كمنصور الخضيري وخالد الحسين ظهر من هو أقوى منهم، وقد تدفع الثمن لميولك لهما؟
- سؤالك يحتاج إلى إجابة من شقين، الشق الأول هو ما يخص الأستاذين منصور الخضيري وخالد الحسين، وما أشرت إليه من أن هناك أقوى منهما وقد يحتل مكانهما، وأقول لك ولجميع القراء: إن الاستاذ منصور الخضيري ليس مجرد موظف يشغل أحد المراكز القيادية في الرئاسة فقط، بل إنه علامة من علامات الاعلام العربي وأحد قياداته البارزة، وواحد من صناع الاعلام الرياضي، وهو مرجع وعضو مؤسس في الاتحاد العربي للإعلام الرياضي وله مكانة كبيرة في المملكة والخليج والوطن العربي والقارة الآسيوية، ومن الخطأ والمؤلم ان نختصر شخصا في قامة منصور الخضيري في منصب مهما كانت مكانته أو صلاحياته.. إن الخضيري أكبر من أن نضعه في قائمة المقارنات مع احترامي الشديد للآخرين.
أما خالد الحسين فهو يملك من الخبرة ما يجعله مؤهلاً لتمثيل إعلامنا السعودي وهو قادر على تحقيق ما هو أكثر من منصبه الحالي، ويكفي ان كلاهما حظي بثقة مطلقة من سمو الراحل الكبير الأمير فيصل بن فهد، ومن بعد من صاحبي السمو الملكي الأميرين سلطان بن فهد ونواف بن فيصل.
اما الشق الثاني والمتعلق بشخصي واحتمالية تأثري بما تعتقد انه سيحدث فأنا والعياذ بالله من هذه الكلمة أملك من الخبرة والمؤهل والقدرة والتجربة ما يجعلني أفرض نفسي في المجالين التعليقي والصحفي، مع التأكيد على الدور الكبير الذي لعباه في حياتي الرياضية.
* تألقت كمعلق وتميزت كصحافي، أي المجالين أقرب لقلبك، وهل ستضحي بأحدهما في الوقت الحالي؟
- أشكرك على هذا الإطراء، وأعتقد أن التعليق والصحافة بالنسبة لي كالعينين لا أستغني عن إحداهما لصالح الثانية. وهما على نفس المسافة من قلبي. ولدي فكرة منذ سنة بالتضحية بزاوية سواليف لأنها ترهقني يومياً خاصة وإنني غير متفرغ للعمل الصحفي، لكن ضغوطا كبيرة مورست وتمارس علي للاستمرار.
* الميدان الرياضي مميز جدا، وأنت تشرف على صفحاته، ألا تخشى من تشبع النجاح أم مازال لديك الحماس والبحث عن الجديد؟
- الحمد لله ان أصبح الميدان الرياضي جزءا من أولويات القارئ الرياضي في المملكة، لكنني متأكد بإذن الله ان لدينا أشياء جديدة سنتفوق فيها على أنفسنا وسنقدم المزيد من الأفكار والكثير من الجهد.
* في الفترة الأخيرة ظهر بعض الصحافيين الذين لا ينتقدونك بل وصل الأمر للهجوم عليك، لماذا أنت فقط دائما من بين المعلقين؟
- لدي مبادئ أتمسك بها، ومواقفي واضحة وقراراتي حاسمة، وأهدافي بعيدة عن المصالح الشخصية، لكن المشكلة ان هذه المبادئ والمواقف والقرارات والأهداف لا تعجب بعض الأطراف، وهذه الأطراف لديها القوة المالية التي تُسخر أقلاما تهاجمني وتسيء إلي. ولأنها لا تستطيع مهاجمتي كصحفي فإنها تهاجمني كمعلق.
* زاوية سواليف ألم تستنزفك ونحن نعرف غرورك الصحافي حيث لابد من أن تكتب ما هو مميز؟
- كما قلت لك كنت أفكر بأن أجمع ألف سالفة وسالفة في كتاب يحمل اسم سواليف، وقد وصلت لذلك العدد، وكنت أنوي التوقف ومازلت أفكر، والمطلوب مني ان أقاتل لأقنع البعض ممن لهم علاقة بالامر بالتوقف عن الكتابة.
* مؤخراً تم تأسيس هيئة للصحفيين الرياضيين وأنت أحد أعضائها، ما رأيك في الفكرة وهل تعتقد أنكم ستنجحون في المهمة؟
- أستطيع أن أقول: إنها فكرة في الطريق الصحيح وأنها البداية وأجزم انها ستعالج الكثير من الخلل في العمل الإعلامي بوضعه الحالي.
* من يعجبك من كتاب الزوايا الرياضية؟
- عبدالله العجلان وأحمد الرشيد وخلف ملفي، وصالح السليمان ومساعد العبدلي ومساعد العصيمي وعبدالكريم الجاسر وحمد الدبيخي، والدكتور عثمان عبده هاشم وعادل عصام الدين.
* في صحيفة اليوم يعتبر عيسى الجوكم مساعدك الأيمن، ما رأيك في عيسى؟
- الجوكم ليس فقط ساعدي الأيمن بل عيني التي أرى بها، وأذني التي أسمع منها، ويدي التي أكتب بها، إنه أكثر من زميل وأعز من صديق وفوق كل ذلك فهو واحد من أفضل الصحفيين العرب، وعلى يديه وبمتابعته ظهرت أسماء إعلامية كثيرة، ومن ضمنها الدكتور عبدالله المغلوث، وعدد من الزملاء. إنه طاقة عجيبة لا يمكن لجريدة اليوم الاستغناء عنه.
* يؤخذ عليك الشدة في العمل، ألا تعتقد أنك بهذا قد دفعت الثمن في خسارة صحافيين مميزين مثلاً؟
- صحيح أنا شديد وديكتاتوري ومزعج لمن يعمل معي لكنني طيب القلب والحمد لله يحبني كل من عمل معي، ومنذ أن جئت لجريدة اليوم لم نخسر إلا اثنين هما د. المغلوث وذلك لرغبته في إكمال دراسته والزميل وليد الفراج الذي تبوأ مركزا مرموقا في الزميلة الرياضي قبل أن تنتقل ملكيتها، أما من عمل معي منذ أن جئت فلا يزال معي رغم عصبيتي.
* لك شعبية كبيرة، كيف تتعامل مع جماهيرك وماذا يعني لك كل هذا الرصيد؟
- شكلك يا أحمد بتخليني أصير مغرور، يعني أقدر أقول نعم لي محبين- والحمد لله- وأنا استقوي بهم، ولا أجد نفسي بدونهم، فهم الذين صنعوا محمد البكر حتى أصبحوا جزءا مني أحافظ عليهم، وأعمل على زيادتهم.
* يرى بعض المراقبين بأنك بت خصماً لإدارة القادسية والياقوت وأحمد الزامل، هل هذا صحيح؟
- اختلفت معهم على مواقف معينة وليس اختلافا مزاجيا، والاختلاف من وجهة نظري ظاهرة صحية، ومع ذلك كانت لدي نية صادقة بإنهاء كل الخلافات معهم ومع غيرهم ممن اختلف معي لاقتناعي المتزايد بأن الحياة قصيرة، ولا تستحق كل هذا التشنج، ولذا بادرت بقلب الصفحة معهم أثناء وجودي في ألمانيا مع الأخ والصديق جاسم الياقوت، وأتمنى ان نستمر متعاونين لما فيه مصلحة القادسية.
* في صفقة انتقال ياسر القحطاني للهلال كتبت في زاويتك مطالباً ببقاء ياسر في القادسية، لماذا؟
- القادسية كانت تملك فريقا قويا، ووجود ياسر معها كان أمرا مهما إذا ما أرادت القادسية تحقيق بطولة، ولهذا كنت ميالا لبقاء ياسر، ومع ذلك روج البعض بأنني كنت أقاتل لنقله للهلال على حساب الاتحاد وهذا كلام صحيح لكن لم يكن من البداية بل عندما تأكدت أن انتقاله أمر حتمي فانحزت للهلال لأني أحب ياسر والهلال، وكنت متأكدا أن نبتته ستكبر وستثمر في الأرض الهلالية.
* برأيك لماذا اختفت معالم صفقة عبده حكمي مع الاتحاد؟
- إذا كانت صفقة حكمي قد اختفت معالمها عن أعضاء مجلس الإدارة وأمينها العام فكيف تريد مني أن أعرف كيف اختفت تلك المعالم، باختصار أعتقد أن الصفقة مثلها مثل أسرار الحروب لا تتضح سريعاً.
* لماذا مازالت الكرة السعودية مكانك راوح في منافسات كأس العالم؟
- لأننا لم نغير شيئا منذ مونديال 2002 تفكيرنا لم يتغير.. مسابقاتنا لم تتغير.. إعلامنا لم يتغير.. إعدادنا لم يتغير.. قراراتنا لم تتغير.. فإذا كان كل شيء لم يتغير فكيف تريد أن يتغير منتخبنا وأداؤه.
* أفردت صحيفة اليوم مساحة كبيرة لقائد المنتخب سامي الجابر، لماذا كل هذا الاحتفاء؟
- السؤال جاء مقلوبا، فالصحيح هو أن تسأل لماذا لم تقم الصفحات الرياضية في صحفنا المحلية بفرد مساحات كافية للنجم سامي الجابر الذي أعطى منتخب بلاده الشيء الكثير، نحن في اليوم تعاملنا معه كنجم وطني فذ ومتميز، ولم نعطه إلا حقه الذي يليق بمكانته.
* يقول المعلق الشهير علي حميد بأنك تقف على هرم التعليق العربي، ما هو رأيك في التعليق العربي؟
- علي حميد باعتباره من أقرب أصدقائي وأحبابي أراد مجاملتي، وقال: إنني على رأس التعليق العربي، وأقسم لك أنني لا أريد أن أجامله جراء هذا الكلام، لكنني أقول الحقيقة: إن علي حميد مدرسة متميزة في التعليق الرياضي ومن الصعب على المعلقين الآخرين اللحاق به وبتاريخه.
* لقبتك صحيفة (الجزيرة) بزعيم المعلقين.. ما هو رأيك؟
- يكفي أن هذا اللقب جاء من (الجزيرة) إنها معقل الصحافة الرياضية ومصدر إلهام للصحف الأخرى. إن هذا اللقب أكبر وسام على صدري وهو الذي ارتبط بي طيلة السنوات الماضية.. شكرا لكم.
* كثر المعلقون في الساحة.. والمنافسة باتت شديدة ألا يحرجك ذلك؟
- بعيدا عن كثرة المعلقين في الساحة أريد أن أقول لك: إنني إنسان قنوع، ولا أجد أن من المنطقي ان آخذ حقي وحق غيري، إنني الآن في الطريق لتسليم الراية لزملاء جدد، لقد أعطاني التعليق كل شيء، وحققت مع منتخب بلادي معظم الألقاب، وارتبط اسمي بكثير من النهائيات بفضل الثقة الكريمة من سمو الأمير فيصل بن فهد- رحمه الله- الذي أكن له تقديرا لا حدود له، وأدين له بالفضل بعد الله على ما وصلت إليه. ومن ثم الثقة التي منحني إياها سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو الامير نواف بن فيصل. لدي قناعة الآن ان أكتب مقالا أخيرا بعنوان (أنا صار لازم أودعكم) وهي أغنية شهيرة للرائعة فيروز. وقد يكون ذلك في نهاية هذا الموسم بإذن الله.
* لك وقفة ضد التشفير وقناة art تحديد لماذا كل هذا التشنج؟
- تشفير كأس العالم فيه ضرر بالغ على الكثير من الأسر والشباب، وهو يقسم المجتمع إلى قادر وعاجز، وفيه إحراج لأولياء الأمور غير القادرين على تحمل الاشتراكات، لذا كنت وسأظل وسأستمر ضد تشفير كأس العالم. أما تشفير البطولات العربية للأندية وليس المنتخبات فأنا أؤيد ذلك وأدافع عنه مع التذكير بأن الشركة صاحبة الحقوق في البطولة العربية هي art أي نفس الشركة التي أهاجمها في تشفير كأس العالم الذي أعتبره ابتزازا مرفوضا وتحديا للفقراء وهذا مبدأي ولن أحيد عنه.
* الآن art حصلت على حقوق نقل الدوري السعودي كيف ترى ذلك؟
- إكمالا للسؤال السابق أقول: إن تشفير بعض المباريات غير المؤثرة في الدوري السعودي أمر مقبول بل ومطلوب سواء حصلت على حقوقه هذه الشركة أو تلك فإنني أؤيد ذلك بقوة وأتمنى لراديو وتلفزيون العرب التوفيق في هذه المهمة حتى لا تفشل تجربتنا على المدى البعيد.
* هل من مزيد في نهاية الحوار؟
- أشكركم وهذا يكفي يا ولد العجلان.
محمد البكر
عيسى الجوكم
البكر يظهر شغفه بحب الصقور
|