* لارناكا (قبرص) - وكالات:
تستعد جزيرة قبرص الصغيرة لاستقبال نحو 10000 لاجئ من لبنان في الوقت الذي حثت فيه الأمم المتحدة المجتمع الدولي على إرسال مساعدات سريعة إلى أعداد أكبر من النازحين الذين أجبرهم الصراع على ترك ديارهم في لبنان.
ومن المتوقّع وصول 14 سفينة إلى مينائي لارناكا وليماسول في قبرص على مدى الثلاثين ساعة القادمة في إطار عمليات إجلاء جماعية مستمرة منذ أيام شملت حتى الآن أكثر من 25 ألفاً من عشرات الدول ولا يوجد ما يوحي بقرب تراجعها. ووصل إلى شاطئ قبرص في ليلة صيف رطبة أكثر من ألف كندي. وحاولت النساء تهدئة الأطفال الباكين المذعورين وهم يصطفون لدخول مركز استقبال مزدحم.
وقالت سينثيا ايد وهي طالبة (نحن مرهقون حقاً كانت رحلة طويلة جداً... عدد كبير من الناس لم يتمكّن من المغادرة. الزوارق كانت مكتظة للغاية).
وذكر ايلي كورياتي وهو استشاري هندسي من مونتريال أن كندا تأخرت في التحرك مقارنة بدول أخرى. وقال (الكنديون تأخروا في الأيام القلية الأولى هذه دوماً مشكلة كندا لكن الآن الأمر يتسارع... إنهم يعوّضون الوقت الضائع).
ورست سفينتان تحملان نحو 2000 أمريكي إلى ميناء ليماسول بالإضافة إلى نحو 8000 أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها أجلتهم بالفعل من لبنان عبر قبرص وتركيا.
ومن المتوقع أن يبقى عدد كبير منهم في مخيمات مؤقتة أقيمت في ساحات معرض بالعاصمة نيقوسيا انتظاراً لوصول طائرات مستأجرة لتقلهم إلى الوطن.
وقال البنتاجون إن واشنطن أجلت 7731 مواطناً أمريكياً من لبنان حتى أمس. وبعضهم سافر من خلال تركيا التي فتحت ميناء مرسين أمام عمليات الإجلاء.
وفي المقابل وصل 5000 بريطاني جرى إجلاؤهم من لبنان إلى القاعدة الجوية البريطانية في اكروتيري بجنوب قبرص ونقلوا فوراً إلى الوطن.
وقالت اوليفيا درابر وكانت واحدة من عدد من المتطوعين البريطانيين عملوا في القاعدة (حالة الناس الوافدين ساءت مع مرور الوقت. وصل رجل بلا حذاء. وأعطينا آخر فرشاة أسنان وانفجر في البكاء).
وقالت المتطوعة آن مكدوجال وهي متقاعدة تعيش في قبرص (آمل أن يكون بوسعهم أن يفعلوا شيئاً للناس الذين ما زالوا هناك (في لبنان) لإخراجهم. لا أستطيع أن أتصور أنهم سيتركونهم هناك).
وقال اللفتنانت كولونيل جون براون قائد فوج النقل 27 لرويترز إن آخر رحلة هليكوبتر ستغادر القاعدة اليوم وتعود حاملة 300 شخص. ومن المنتظر أن تقل ثلاث سفن من البحرية الهندية 900 هندي إلى قبرص اليوم الاثنين. وامتلأ الممر البحري بين لبنان وقبرص بزوراق خاصة ومستأجرة من قبل بريطانيا وفرنسا وأستراليا واليونان.
وقالت جاكلين ازي وهي أسترالية كانت تقضي عطلة في لبنان وهي تكبت دموعها (حمداً لله أنهم أحضرونا إلى هنا. شعرت أننا سنبقى إلى الأبد. كنا نعيش ساعة بساعة. الكل كانوا مذعورين).
وأرسل الاتحاد الأوروبي فريقاً لمساعدة قبرص في مواجهة التدفق الهائل للأجانب والذي تئن تحت وطأته موارد (الجزيرة) الصغيرة في أوج موسمها السياحي.
وقال وزير الخارجية القبرصي جورجيوس ليليكاس أثناء تفقد سفينة استأجرتها فرنسا نقلت أكثر من 1200 شخص إلى لارناكا (نتوقع أن يرتفع العدد لثلاثة أمثاله في الأيام القادمة. سيتم إجلاء ما يزيد عما يتراوح بين 60 و70 ألفاً عبر قبرص).
|