Saturday 22nd July,200612350العددالسبت 26 ,جمادى الثانية 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

حينما تعودين.. وحينما تغيبين! حينما تعودين.. وحينما تغيبين!
فوزية ناصر النعيم

يأتيني حنينك عبر أنفاسي التي تجتر معك كل جرح أبقيته وسماً على قلبي ويختطف معه كل شعور الانقياد فقلبي لم يعد يحتمل جراحاتك المضجرة بالدماء والدموع، ويعتصرني قلبي لأنني آليت على نفسي ألا أصم أذني عن ندائك..
ولكن اعذريني فمواقفك معي كلها هزيمة وهروب.. لكَ الله يا هذا القلب الملبد بغيوم لا تمطر ولا تبرق أو ترعد..
ومع ذلك واحتك دائماً غناء وأنت لأولئك الأحبة دوماً ظل ظليل حتى خيل لهم أن هذا المرفأ لم يكن ليدنس بطول البقاء فأصبحوا يرتادونه كمحطة للراحة حينما تنهكهم الحياة يأتون سعياً ليتنفسوا الهواء النقي والحب الصادق والعاطفة التي لا تشوبها المصالح ولا المعطيات.. ثم يعودون الى ضجيج الحياة والأجواء المعكرة والأنين الذي لا يفتر وهكذا حتى تكون الحياة بالنسبة لهم سعياً وطوافاً!
هذا المرة تختلف..ليس لأن العاطفة تبخرت.. بل لم تكن قط أعظم ولا أثمن من هذه المرة.. ولكنها تختلف.. تبحث عن مرفئها.. فلا مجيب.. تسأل:
لماذا لا مجيب.. ويأتيها صوت من أعماقها المهجورة.
إن الجرح يا حبيبتي هذه المرة حتى العظم.. لم تبالِ بهذا الجرح ولم تعرف أعراضه ولم تفكر ولا حتى كيف تمنحه مسكناً لتفادي الألم..سوى أنها أزاحت الستار عن احتياجها إلى الحديث والرغبة!! شعور سيئ أن تعودين إلى تلك المحطة التي كانت تحتضنك طول هذه السنين وتجدينها حطاما..على الرغم من أنها محطتك وأنت على يقين ألا أحد يمكنه أن يمتلك فيها عود ثقاب..
كان حري بكِ قبل الركون إلى المرفأ أن تبادري إلى ترميم محطتك وتبذلين جهداً في ذلك حتى يصعب عليك بعدها أن تتركينها وتهجرين.. ولكنك لم تتعودي على هذا العطاء..
تعلمت أن تعودين إليها وتجدينها منظمة ومرتبة ومكانك فيها خالياً إلا من الانتظار ليحظى في بقائك.. أياماً.. أول لعلها تكون شهورا.. ثم ترحلين بلا سابق إنذار ولا حتى مجرد إشعار وتتركين الألم ينخر عظمي.. وتتساءلين.. كنت في سبع عجاب أجيب هاتفك ولو كنت في المحراب.. إلا هذه المرة.. لأن الألم مختلف!!
كنت حتى في زحمة المرض والألم والحنين والفقد أبادر إليك ولا أنتظر منك ولا حتى أن تحدثي رجساً.. إلا هذه المرة فالحزن مختلف!!
ولكن صدقي معك يحتم علي أن أقول لك.. إلا الحب لم ولن يكون مختلفا فأنت كما أنت تتربعين على عرش القلب الصاخب بالأنين والتعب وكل ما أستطيع أن أمنحك إياه الآن.. أن أقسم أيماناً غلاظ ألا يتربع عليه سواك ما حييت.. أعدك لا يتأثر قلبي بقسوتك ولن يكون لغيرك إن كان هذا كله يرضي غرورك لتسعدي..
يتبقى أيتها الحبيبة على الجزء الآخر من المرفأ شعور بل يقين أنك تترنحين بشوارع مهجورة ليس فيها ولا صريخ.. أولئك الذين يرونك مثلما ترينني مجرد مرفأ.. أبلغيهم أن المرافئ تختلف وأن العاطفة الصادقة تحتاج الامتحان حتى نجدها نابضة باقية كما هي في قلبي الآن.. وكما هي العام وبعد عام.. وحينما لا تجدين غيري..
أريدك فقط أن تعلمي علم اليقين أنني لم أبقي عليك لأن لا أحد غيرك.. كثيرون أولئك الذين أقاومهم ويتسللون وكثير منهم يستحقون أن يلجون إلى أعماقي ولكن مع الأسف أنك حينما غادرت جعلت على قلبي أقفاله.
هل يعنيك كل ما أقول؟!! ليتني أستطيع أن أجعل قلبي لا يخفق ولكنه لا يطيع لي أمراً وأنا من البشر الذين لا يأمرون!!لقد خلقتِ داخل أعماقي جيوشا من المتناقضات..
فكل الذي أحبه فيك أكرهه في البشر وأمقته في الآخرين.. وكل الذي أكرهه فيك تمكنت بعد سيل من الألم أن أحبه من أجلك وأبليت في ذلك بلاء حسنا.. ورغم التعب.. لم أذكر مرة واحدة أن قلت لك إنني تعبت.. فيا كل التعب.. أم آن الوقت الذي نقلم فيه أنا وأنت أجنحة طائرك المهاجر!!

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved