* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
وسط حضور نخبة مميزة من العلماء والمفكرين والمثقفين ورجال الإعلام والصحافة وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي بالقاهرة، دشن صالون غازي الثقافي العربي دورته الرابعة عشرة في احتفالية موسعة أقامها بأحد الفنادق الكبرى المطلة على نيل القاهرة.. والاحتفال بتدشين الدورة الجديدة التي أقيمت في ظل رعاية الشيخ عبد الخالق سعيد كان من أبرز حضورها المستشار السياسي للرئيس مبارك الدكتور أسامة الباز والسفير الجزائري بالقاهرة عبد القادر حجار والناقد الأدبي منصور الحازمي والروائي محمد جلال والفنان محمود عبد العزيز والأديب عبد الله الشهيل وحشد كبير من الإعلاميين والصحافيين، إضافة إلى الأسماء التي تم تكريمها وإعطاؤها شهادات التكريم وهم:
****
الفنان محمود عبد العزيز والناقد والمذيع الرياضي ولاعب نادي الزمالك السابق الكابتن حمادة إمام، ومن المثقفين الدكتور حسن صالح جمال والروائية والقاصة شريفة الشملان والسفير عبد القادر حجار سفير الجزائر بالقاهرة، والدكتور عبد الله علي باحطاب عميد كلية الاتصالات بجدة وصاحب براءة اختراع علمي، والدكتور عبد الملك علي جليدي عميد كلية المجتمع بجامعة الملك عبد العزيز بجدة والشاعر البحريني علي عبد الله خليفة والروائية الكويتية فاطمة يوسف العلي والأستاذ محمد عبد العزيز العقيل الملحق الثقافي بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة، والدكتور مدكور ثابت رئيس أكاديمية الفنون العربية ومعالي الأستاذ منصور الخريجي نائب رئيس المراسم الملكية السعودية سابقاً والشاعرة البحرينية نبيلة زيباري.. كما تم تكريم الأم المثالية السيدة آمال شحاته صنفر.
وقد شهد الاحتفال إطلاق موقع الصالون الإلكتروني على الشبكة العالمية لتكون أنشطته متاحة على نطاق واسع، وليقيم الصالون عبر فعالياته جسور اتصال وتواصل بين المثقفين العرب على مختلف اتجاهاتهم وفئاتهم العمرية، كما أصبح واحداً من أبرز أدوات التواصل الثقافي والعلمي بين المملكة العربية السعودية ومصر، واتخذ خلال سنواته الماضية مكانة مهمة لدى مفكري ومثقفي البلدين على المستوى غير الرسمي.
معايير علمية
بدأ الحفل بتقديم الدكتور جمال حماد قائلاً: إن هذه الدورة تأتي كأهم دورة منذ أنشئ صالون غازي الثقافي العربي في عام 1994، مشيراً إلى أن الصالون ومن خلال مجلس إدارته وبالتنسيق مع اللجنة العلمية والاستشارية أقر اختيار عدد من المكرمين يزيد على 22 شخصية عربية مبدعة، بناء على معايير وأسس علمية دقيقة بعد الاطلاع على عطاءاتها وإنجازاتها في تنمية مجتمعها وخدمته وإسهامها في إثراء الفكر العربي.
أما الدكتور غازي زين عوض الله رئيس مجلس إدارة الصالون فقدم الشكر في البداية على رعاة الصالون عبد الخالق سعيد والشيخ وسام غازي المدني وأثنى على جهودهما في تدعيم الثقافة والفكر، كما أهدى دورة هذا العام إلى روح الفقيد الدكتور سمير سرحان وقال: إن هذا الصالون مشروع ثقافي ومعرفي وجمالي له غاية ويلتمس إليها الوسيلة النبيلة، وأن المنطق الذي يحركنا هو تفعيل دور الكلمة في ترسيخ الأساس الذهني للمنظومة العربية التي تحتاج إلى تضافر الآراء الناضجة لتصنع النسيج المتلاحم المتناسق في تعدد لوني وشكل وخطي والنسيج العقلي للحركة التنويرية التي تدفع خطانا العربية إلى قلب العصر بربط الماضي بالحاضر في أفق المستقبل الآتي بالحلم الكامن في فجر تتحدى طاقاته ظلمات الطريق.
وأضاف أن الباحث الدقيق حينما يرصد حركات التحضر لتاريخ الأمم فسيجد الكلمة هي أساس كل رؤية، وسيراها المرجعية الفكرية التي تكتب الأبجدية المعبرة عن شفرة الحضارة ونحن لم نفعل سوى إعادة النظر في أبجدية التعامل الثقافي العربي لكي نكتب بعض السطور الجديدة القادرة على النفاذ إلى قلب الإنسان واستلهام روحه الكامنة بقوتها الخلاقة العاشقة لكل إبداع جدير بإضافة قيمة جديدة إلى مسارنا التاريخي، ولهذا كان وضع الهدف وتحديد اتجاهنا بوضوح للوصول إلى غايتنا، فنحن لا نعيد للكلمة مكانتها لأن مكانتها لا تتأثر بالمتغيرات وإنما نعيد إليها النشاط الذي يضيء حيوية هذه المكانة وهذا النشاط متعدد المحاور.
وأشار غازي إلى أن تكريم أهل العطاء يأتي لأنهم القدوة التي يراها المجتمع ويسعى للأخذ بحكمتها ويراها الجيل الجديد نموذجاً يتطلع إليه باستيعاب ما قدمه واستكمال خطواته.
وحيَّا الدكتور غازي روح الفقيد الدكتور سمير سرحان وقال إنه كان نجماً يشع بريقا في الأركان نقتدي به في عملنا وإبداعنا وسلوكنا اليومي كان باحثاً عن تواصل حميم مع البشر والأشياء والطبيعة انه سمير سرحان.
تدعيم الثقافة
وفي كلمته قال عبد الخالق سعيد الراعي الرئيس للصالون: رجالات وسيدات الفكر والأدب والاقتصاد والإعلام والفن والرياضة أحييكم جميعاً بتحية الإسلام الخالدة فسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته.. أيها السيدات والسادة الأفاضل من أرض الحرمين الشريفين الأرض المباركة إلى القاهرة أرض الكنانة وعاصمة الثقافة العربية، أتينا نحمل لكم رسالة محبة وسلام ورسالة لقاء وحوار، لقد تشرفت بدعوة كريمة من مؤسس هذا الصالون لرعاية فعالياته وقد سعدت كثيراً بذلك؛ لأن مجموعة شركات عبد الخالق سعيد أخذت على عاتقها رسالة سامية منذ نشأتها فهي تقدم ما يخدم شرائح كبيرة من المجتمع في مجالات عديدة منها مستلزمات التجميل والأغذية والأدوات البلاستيكية والصناعات الخفيفة، لقد آمنت بأن العلم والثقافة هما المفتاح الحقيقي للنجاح في الحياة، ومن ثم أعطيت الفرصة لأصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية لتبوؤ مناصب القيادة لأن الخدمة الاقتصادية تقوم على أساس فهم ثقافات المجتمع المتنوعة.
لقد وازنت دائماً بين العلم والثقافة من جهة وتحقيق النجاح والمنجزات من جهة أخرى، ومن ثم قامت المجموعة برعاية البرامج والفعاليات والمؤتمرات والندوات والمعارض التي ترتقي بثقافة المجتمع وتزيد نسبة الوعي بين أفراده وتخدم قضاياه وأهدافه.. لقد كان الهدف دائماً هو المساهمة في بناء الوطن والإنسان العربي المسلم.
أنا في غاية السرور لرؤية هذه الوجوه النيرة والنجوم العربية المضيئة في محافل شتى يجمعها هم واحد مشترك هو الارتقاء بالإنسان العربي المسلم.
لقد حمل الصالون على عاتقه تكريم الرموز والنخب العربية، وهذا عمل رائع لأننا تعودنا في عالمنا العربي أن نكرم المبدع والمفكر والرمز بعد مماته وننساه في حياته، إلا أن البادرة الرائدة من مؤسس الصالون تعيد بريق الأمل لتكريم الرواد والرموز، فهنيئاً للصالون ورجالاته وسيداته وهنيئاً للمكرمين والمكرمات وهنيئاً لعالمنا العربي بوجود هذا الصالون.
وفي تصريح خاص ل(الجزيرة) قال عبد الخالق سعيد: إن صالون غازي الثقافي العربي يعد فرصة كبيرة لتلاقي العلماء والمفكرين مع رجال الأعمال وبذل الجهود المشتركة للارتقاء بمجتمعنا العربي، وقال إنه سعيد بهذا التجمع الفكري والثقافي من مختلف المجالات وسعيد بهذا التقليد الجميل الذي سيتم فيه تكريم علمائنا، مشيراً إلى أن مجموعة عبد الخالق سعيد تقف دائماً في وصف تدعيم الثقافة العربية والعلماء العرب، وتتطلع لزيادة مساحة هذا الدور خلال الأيام القادمة.
شهادات المكرمين
وانتقلت الكلمات إلى المكرمين فقال الدكتور حسن صالح: بكل الحب والتقدير تلقيت خبر تكريمي في بلد هي الأم والحبيبة والغالية على نفوسنا جميعاً، ومنذ أشهر قليلة كرمتني جامعة عين شمس باختياري كأحد خريجيها المتميزين على مستوى الوطن العربي، فشكراً لأرض الكنانة وشكراً للدكتور غازي، وأضاف أن لحظات التكريم من أجمل اللحظات التي تختلط فيها المشاعر وأتمنى مستقبلاً واعداً للأمة التي تواجه تحديات صعبة، ونحن مطالبون بإحداث ثورة علمية لتحريك كل ما هو راكد في حياتنا وأكرر شكري للصالون.
وأكد عبد القادر حجار سفير الجزائر بالقاهرة أن تكريمي هو تكريم لكل المناضلين الذين حملوا السلاح في وجه الاستعمار، ولقد عرف الشعب الجزائري المناضل الأبي كيف يقدم قوافل الشهداء لاستقلال بلده وعودتها إلى مكانها الطبيعي بين أمتها العربية، وأنا سعيد بهذا التكريم لأنه وسام لكل المناضلين ضد ما يواجه الأمة من هجمات شرسة خاصة في فلسطين المحاصرة حتى تسترد حريتها كاملة وتقام دولة فلسطين وعاصمتها القدس.
واعتبر الملحق الثقافي السعودي أن هذا الصالون الكبير يعد مجمعا ثقافيا وفكريا فيه الجغرافيا ذلك الموقع البديع على ضفاف النيل في قاهر المعز وفيه من التاريخ ذلك التآخي الحبيب الذي بدأت شرايينه بين أهل الجزيرة مع مصر، وما الحضور السعودي في أرض الكنانة إلا أحد الشهود على ما نقوله وهي اللغة والعادات والتقاليد الواحدة والأمل الواحد، ذلك المزيج من العلم والأدب والفن ورواد الصالون الذين يمتلكون رؤى واعية تثري الثقافة العربية.
أما منصور الخريجي فقال: أتيت لهذا المكان تكريماً من الأخ غازي الذي أشكره بإخلاص كبير، كما أشكر المقدم الذي أعطاني أكثر مما استحق أما الدكتور غازي فأقول له إن دعوتي بين هذا الحشد الكبير من الشعراء والأدباء والعلماء هو شرف لي وإنني أشعر بتواضعي بينهم مقارنة بما قدموا للغة العربية والأدب العربي.
وعبرت الشاعرة البحرينية زينب زيباري أنها سعيدة بهذا التكريم قائلة: سعيدة كوني وسط هذا التجمع الثقافي والفكري والإنساني، وهذا الصالون عمل رائع يضم نجوماً على صفحة النيل الخالد. وأضافت أنها تشعر وسط هذه الكوكبة أن الثقافة العربية لها دور كبير في خدمة قضايا المجتمع ولا يمكن تجاهل هذا الدور، وأشارت إلى مكانة صالون غازي الثقافي المهم ودوره الكبير في إحداث حركة ثقافية مهمة.
فيما قالت الكاتبة شريفة الشملان إنها سعيدة بهذا التكريم الذي أهدته لكل من والدها وزوجها عبد الله الشملان، لينهي الاحتفال مع أمل في التواصل وبدء سلسلة عقد الندوات التي سوف يستهلها الصالون بندوة للأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة في أحد فنادق القاهرة ويلقي خلالها محاضرة عن تجربته الصحافية.
|