من المضحك جداً أن يصدر التقرير السنوي عن وزارة الخارجية الأمريكية ليصنف المملكة ضمن 12 دولة متهمة بالاتجار بالبشر وسوء عاملتها للخدم والعمال، في الوقت الذي لم يشر فيه التقرير الى أمريكا كونها من الدول الأكثر اضطهاداً لحقوق الإنسان وأبشعها متاجرة بالبشر، فهذا والله مدعاة للسخرية والضحك.. أمريكا ما زالت تعيش أحلام الإمبراطورية وأوهام السيادة العالمية للعالم أجمع.. أمريكا يجب أن تعرف أنها آخر من يتكلم عن حقوق الإنسان وسوء معاملة الخدم والعمال.. أمريكا تتجاهل أن صورتها مكشوفة لكل شعوب العالم بما فيه الشعب الأمريكي، ومع هذا تضحك على نفسها قبل أن تضحك على الآخرين.. أمريكا تظن أن الحقيقة وصدق المعلومة تستمد وتستورد منها كما تستورد بضائعها ومنتجاتها، وتظن أيضاً أن جودة التقارير هي مستوحاة من جودة صناعاتها ومبتكراتها فهذه التقارير الكاذبة والمزيفة للحقيقية هي شهادات تدليس وتزييف ضد الدول.. أمريكا من الدول ذات السبق والمشهورة عالمياً في انتهاكها لحقوق الإنسان ومن الدول الرائدة في تجارة البشر وبشهادات بعض مراكز حقوق الإنسان في الغرب وبعض قادتها السياسيين والعسكريين.. فكل يوم نفجع بصور وتقارير استخباراتية غريبة توضح الممارسات اللا إنسانية للسياسة الأمريكية تجاه بعض الدول والشعوب ومنها أفغانستان والعراق ومن قبلهما فلسطين.
فجرائم سجن أبو غريب وصور الفلوجة والحديثة وسجن جوانتناموا هي تقارير حية لا تقبل التبرير، ناهيك عما تتعرض له الجاليات العربية والإسلامية في أمريكا من كل أنواع المضايقات والتمييز العنصر والاستجواب المستمر والسجن المتوالي كلها تؤكد تميز وتفرد أمريكا بسوء المعاملة لمن يعيشون على أرضها وفضائحها مستمرة، والسجون السرية التي فاحت رائحتها وروجتها بعض وسائل الإعلام الغربية توضح الوجه القبيح للسياسة الأمريكية تجاه الدول والشعوب الضعيفة.. وأمام كل الشواهد والحقائق والأدلة والبراهين تتجاهل كل ممارساتها واضطهادها للشعوب والدول لتصنف وتتهم دولا بانتهاكها حقوق الإنسان.
وهذا التقرير أعد لاعتبارات سياسية وليست إنسانية!! المملكة من الدول النادرة التي ترعى حقوق الخدم والعمال وتراعى مصالحهما، كما أن وازع الدين لدينا يحتم علينا احترام ومعاملة العمال والخدم وكفل حقوقهما الشرعية والنظامية، وإذا وجد من يسيء لهما فالنظام له بالمرصاد، والعمالة في المملكة بجنسياتها المتعددة ودياناتها المختلفة تعيش بكل حرية مطلقة وتمارس عملها وتتصرف بمالها كما تشاء، والمملكة هي من الدول القليلة التي لا تستخدم نظام فرض الضرائب على الحوالات المالية للعمال فهذه شواهد ومؤشرات تضع المملكة في مصاف الدول الرائدة بحفظها حقوق الإنسان وكفل حقوق الخدم والعمال ولن يضيرها كتابة التقارير الكاذبة والمزيفة من مكاتب الخارجية الأمريكية بوسائط عصابات صهيونية، ولن يثني المملكة عن المضي بدورها المشرف تجاه كل من يعيش ويقيم على أرضها الطيبة.
نعم نحن في زمن يثير الدهشة والعجب فتحول المجرم إلى رجل سلام والمسالم إلى مجرم والمحافظ على الحقوق منتهكا والمنتهك راعياً وحافظاً للحقوق ووصيا على الشعوب!! وكل يوم سنضحك على تقارير أمريكية.
|