Tuesday 18th July,200612346العددالثلاثاء 22 ,جمادى الثانية 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

الفاشية الإسرائيلية ورد المقاومة الفاشية الإسرائيلية ورد المقاومة
عبدالرحيم محمود جاموس /مدير عام مكاتب اللجنة الشعبية الفلسطينية

اليوم الثاني عشر من تموز 2006م سيبقى يوماً مشهوداً في تاريخ المقاومة اللبنانية الفلسطينية العربية، يوماً جديداً تتلقى فيه الفاشية الإسرائيلية صفعة جديدة موجعة، فبعد أكثر من سبعة عشر يوماً من حمام الدم الفلسطيني والمجازر البشعة التي تنظمها وتنفذها آلة الحرب العدوانية الفاشية الإسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، رداً منها على العملية الفدائية البطولية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في كرم أبي سالم يوم 25 - 6 - 2006م وأسرها الجندي الصهيوني جلعاد شاليت الفرنسي الأصل، تأتي صباح هذا اليوم عملية المقاومة اللبنانية البطولية لتوجه صفعة قوية لإسرائيل ولتلقن هذه الفاشية الصهيونية الإسرائيلية درساً جديداً من دروس المقاومة والتصدي لآلتها الحربية وجبروتها ولسياسات القوة والغرور التي تلوح بها وتمارسها دائماً.
إن ما نتج عن هذه العملية من هزيمة ساحقة أذاقت الجيش الإسرائيلي كأس الموت والأسر معاً، فسقط سبعة من جنوده صرعى كما سقط اثنان منهما في الأسر بيد المقاومة الباسلة، فإنها تطرح عدداً من الأسئلة المهمة الباحثة عن جواب لها لدى إسرائيل وساستها من الفاشيين الجدد، فهل استطاعت هذه العملية الفدائية البطولية أن توقظ الفاشية الإسرائيلية من عقدة عظمتها ومن غرور قوتها؟!!
هل يستطيع أن يُدرك قادة هذا الكيان الصهيوني أن سياساتهم ومجازرهم في حق الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والقومية لن تجدي شيئاً، ولن تجلب لهم ولكيانهم الغاصب الأمن والسلام والاستقرار؟!!
وهل يُدرك قادة الفاشية الإسرائيلية أن سياسة التنكر والتغييب للشعب الفلسطيني ولقيادته السياسية ولحقوقه المشروعة والاستمرار في سياسة الغطرسة في إنكار كل ذلك، إنها سياسة مجافية للحقيقة ووهم يجب أن يتبدد من عقولهم ومن سياساتهم؟!!
هل تستيقظ هذه الفاشية الإسرائيلية من حلمها الغيبي، الهادف إلى تركيع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته السياسية ومعه الأمة العربية من خلال تبنيها السياسات القائمة على الفصل العنصري والأحادي الجانب؟! إن هذه السياسات لن تجدي ولن تحقق مرادها في فرض الأمر الواقع ولن تجلب الأمن ولا السلام لإسرائيل أو لغيرها من دول المنطقة والعالم.
إن مواصلة القيادة الفاشية الإسرائيلية لسياساتها القائمة على العنف وممارسة إرهاب الدولة المنظم لن يزيد الشعب الفلسطيني والأمة العربية وروح المقاومة فيها إلا صموداً وتشبثاً بمطالبها العادلة وحقوقها المشروعة، ولن تولد هذه السياسات الغاشمة أيضاً إلا المقاومة المشروعة للمشروع الصهيوني في فلسطين وفي كل الأرض العربية، لأن ذلك هو الرد الطبيعي والمنطقي والشرعي على هذه السياسات العنيفة الإرهابية الإسرائيلية الغاشمة وإنه رد طبيعي في الدفاع عن الذات الفلسطينية المستهدفة والمغيبة من أجل استرداد كامل الحقوق الفلسطينية والعربية المغتصبة.
إن هذه العملية البطولية للمقاومة الوطنية الإسلامية الباسلة في جنوب لبنان تأتي أيضاً رداً طبيعياً على هذا السلوك العدواني المستمر الذي تمارسه وتنفذه الآلة العسكرية الإسرائيلية منذ أكثر من أسبوعين في حق الشعب الفلسطيني الأعزل من كل سلاح والمعزول عن العالم على يد هذه الفاشية الإسرائيلية المارقة.
لقد جاءت هذه العملية البطولية لتقدم رسالة واضحة للعالم الصامت على استمرار الجريمة الإسرائيلية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني وللقيادة الفاشية الإسرائيلية المنظمة والمنفذة لها، إن جنون العظمة وغرور القوة العسكرية وإرهاب الدولة المنظم لن يجدي ولن يفيدها في تمرير وفرض سياساتها القائمة على مبدأ القوة والاستحواذ والصحار ونفي الآخر، لا لدى الفلسطينيين ولا لدى أشقائهم من العرب في لبنان أو غيره من أقطار العرب، وأن هذه الجرائم لن تمر أيضاً بدون عقاب أو حساب حتى وإن تأخر الحساب، ورسالة أخرى أيضاً للعالم الصامت وللفاشية الإسرائيلية أن حرية أسرى فلسطين ولبنان وجميع العرب لها ثمن وأن الطرف العربي المقاوم قادرٌ على دفع الثمن وهو أسرى جيش الحرب الإسرائيلي الذين سقطوا ويسقطون كالفراخ في يد المقاومين من أبناء فلسطين ولبنان في غزة وجنوب لبنان وما هي إلا بدايات والقادم منها أعظم، ولا سبيل لإطلاقهم إلا بعد ضمان إطلاق أسرى الحرية من الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من العرب في سجون ومعتقلات الفاشية الإسرائيلية، فهل أدرك العقل الصهيوني الغائب عن الوعي أن العنف لن يجلب إلا العنف؟!!
وهل أدرك العقل الصهيوني أن حرية أسراه في فلسطين أو في لبنان ثمنها لابد أن يكون حرية الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من العرب الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية ظلماً وعدواناً وبعضهم منذ عشرات السنين؟!!
إن الدرس المستفاد ومن هذا الرد المقاوم هو أن الطريق نحو الأمن والسلام في المنطقة له طريق واحد واضح هو الاعتراف الكامل بالحقوق العربية في فلسطين وجنوب لبنان والجولان وإطلاق سراح الأسرى العرب جميعاً، وإنهاء الاحتلال البغيض وذلك بواسطة المفاوضات والمفاوضات فقط التي تستند وترتكز إلى الشرعية الدولية والتي عالجت في قراراتها المختلفة منذ العام 1947م معظم جوانب الصراع، وللشرعية الدولية التي ترفض شرعية القوة ولا تجيز لها أن تستولي على أرض وحقوق الغير بالقوة واستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية كاملة غير منقوصة، فإلى متى ستستمر الفاشية الإسرائيلية في غيها وفي سفك الدماء الفلسطينية والعربية، وممارسة التسلط والعدوان على المنطقة وتلقي ردود المقاومة المشروعة على عدوانها وجرائمها المستمرة؟! إنها في استمرارها في ذلك تسعى ضمن سياق سياسة ممنهجة لإدامة دوامة العنف سيدة للموقف في المنطقة والعالم، تلك الحالة الأمثل لانتعاش مشروعها العنصري والفاشي في فلسطين وتحقيق أغراضه العدوانية التوسعية في المنطقة العربية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العيش بأمن وسلام وكرامة في وطنه فلسطين وعلى حساب الحقوق العربية المشروعة الأخرى.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved