إن الحب هو أحد أنبل المشاعر التي غمرت حياة الإنسان منذ بداية التاريخ الإنساني على الأرض، فهو الحافز الأساس وراء كل أنواع العطاء الخالص، وهو الطاقة الداخلية التي تحفز السلوك الإنساني نحو العطاء السخي من أجل أن نجعل من نحب سعداء.
إن هذا الجزء الوجداني والحساس من الروح الإنسانية على المستوى الكوني هو الذي يوجه معظم سلوكيات العطاء الخيري في كل أشكاله المختلفة.
والعمل الخيري لشركة العثيم يشكل جزءاً من أهدافها الاجتماعية والإنسانية إيماناً منها بأن هذا العمل يحث عليه الدين الإسلامي الحنيف من أجل تكافل المجتمع واستقرار أمنه.
وعن إسهامات العثيم الخيرية ، والأهداف التي تتوخاها من تلك الإسهامات وجدوى الإعلان عنها كان هذا الحوار مع الأستاذ عبدالله العثيم الرئىس التنفيذي لشركة العثيم القابضة.
في البداية يقول: تُعدُّ شركة العثيم القابضة جزءاً من هذا المجتمع، وتحرص دائماً في رسالتها بل وتؤكد للجميع أنها شركة وطنية، شركة خيرية، شركة منكم وإليكم، الشركة الأقرب إلى العائلة، فهي تهتم بالمواطن لأنه جزء منها.
لذلك فإن رسالتها تنطلق من هذا المبدأ، ومن حيث أن تقدم لديننا الإسلامي الحنيف ووطننا الغالي كل دعم وجهود لأجل أن نكون في مصاف الدول المتقدمة، بإذن الله تعالى.
إضافة إلى كيفية دعم العمل الخيري بشكل عام، وحث الجميع على أن العمل الخيري جزء منهم، وليس العمل الخيري محصوراً فقط بالمال كما يراه البعض، بل بالكلمة الطيبة، والتطوع بالنفس والجهد والوقت، وبكل ما نملك من مقتنيات، فمجالاته متعددة والأجر والمثوبة يكون من عند الله.
*هل تقيمون أعمالكم الخيرية من حيث الإنفاق المالي عليها؟
جميع الأعمال الخيرية التي قامت بها الشركة ولله الحمد، كانت نتائجها وآثارها سريعة جداً خاصة من الناحية النفسية، فالإنسان عندما يعمل عملاً تطوعياً يشعر بالارتياح، خاصة أنه أشبع قناعته الشخصية بأنه قدم عملاً تطوعياً لمجتمعه هذا من الناحية الأولى، أما من الناحية الثانية فالمردود المالي يزيد، فكما هو معلوم، ما نقص مال من صدقة، فكلما تأخر الشخص في الدفع لأي مشروع خيري أو في العطاء لغيره من الأعمال، شعر بالضيق النفسي والشخصي وتجاوز ذلك إلى أعماله فأثر في مردودها، نعم هذه الحقيقة التي لا يشعر بها إلا من يعيشها بصدق.
*ما المنطلق الذي تنطلق منه الشركة تجاه الأعمال الخيرية؟
المنطلق هو أننا جزء من هذا المجتمع الإسلامي وجزء من هذه البيئة، نحن أبناء فطرة، منذ أن تربينا غرست فينا هذه الخصلة الحميدة المباركة، ترعرعنا وقبلنا آباؤنا وأجدادنا وولاة أمرنا وعلماؤنا ومشايخنا كلهم ولله الحمد نحو هذا التوجه، فلا ترى فيهم الأنانية أو حب الذات، إنما دائماً أعمالهم في العموم لا في الخصوص، دعم للجميع، فلا يقتصر دعم المؤمن وجهوده على محيط أسرته، بل يتجاوزه ليصل إلى الجميع ويعم نفعه الجميع، وهذا تأكيد بأن ما تقدمه من خير في الدنيا تجده عند الله خيراً وأعظم أجراً، ومن هنا تدعو شركة العثيم القابضة إلى المسارعة إلى العمل الخير ليكون ثوابه في الآخرة عند الله أعظم وأبقى.
*في شركة العثيم القابضة، هل تنتظرون من يطلب منكم الدعم والتبرع أم أنكم تبادرون من تلقاء أنفسكم نحو العمل التطوعي؟
إن لدى الشركة لجنة خيرية، ولها سياستها وإجراءاتها، ولكن هناك أعمالاً يجب المبادرة بها ويتم دراستها، ومعرفة الدعم المناسب لها، والمسارعة في تقديم الدعم إلى كل من يحتاج إليه.
*البعض يرى أن نشر الأعمال الخيرية وإعلام الآخرين، هو من باب الرياء أو الدعاية للمنشأة، أنتم كيف تنظرون إلى ذلك؟
الإعلان عن العمل التطوعي أو عمل الخير بشكل عام، نتمنى أن يكون للاقتداء به ليتسنى للآخرين المساهمة والمشاركة فيه. فالدال على الخير كفاعله، ومن هنا فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة، ولهذا أرى ألا يبخل أهل الخير ورجال الأعمال المتبرعون والمساهمون في الأعمال الخيرية بالإعلان عن أعمالهم وتبرعاتهم لأجل القدوة الحسنة وتذكير وتنبيه الغافلين، وكثير من الناس غافل، بل قد يقول البعض إن غيري وهو أكثر مني مالاً لم يتبرع فكيف أتبرع أنا؟ على الرغم أن غيره يتبرع ولكنه لا يخبر أحداً، وهنا أوضح أن هذا الأمر يعود إلى نية الإنسان، إن كان يقصد الرياء أو يقصد وجه الله سبحانه وتعالى، وإعلانه عن أعماله الخيرية بقصد حث الآخرين له بذلك ينال أجرين، وليس أجراً واحداً، كما ذكر بعض المشايخ جزاهم الله خيراً، ومن هنا فكثير من الآباء ورجال الأعمال الذين ينفقون لوجه الله أعرفهم أنا شخصياً، ولكن غيري لا يعرفهم، ومن ثم فالإعلان عن أعمالهم سيذكر الغافل ويعزز روح التنافس في سبيل الأعمال الخيرية، وهنا أحب أن أذكر أن أي عمل خيري يوضع له سجل يقيد موارده، بمعنى أن هذا المكان أسهم وتبرع له الشخص الفلاني أو غيره، خاصة أننا في هذا الوقت أصبح العمل الخيري شبهة، ونحن في أمس الحاجة إلى إزالتها، لمصلحة ديننا ووطننا ومصلحة الأعمال الخيرية والمستفيدين منها.
أعمال شركة العثيم الخيرية
غطت الداخل والخارج
إيماناً منا بأننا جزء من الوطن وهذه الأمة شاركت شركة العثيم القابضة في قائمة طويلة من الأعمال الخيرية سواء لمساعدة فئات من الشعب أو للمساهمة في خدمة قضايا الوطن.
القائمة طويلة قد لا تتسع الصفحات لحصرها، فقد أسهمت شركة العثيم في الحملة الوطنية لمكافحة الإرهاب، أما حملة بر الوالدين، فقد نظمتها بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية إيماناً منها بأهمية المحافظة على تقاليد البر والتواصل والتراحم التي يستمدها مجتمعنا من الشريعة الإسلامية. ولم تقف جهود الشركة الخيرية على الدعم والمشاركة في مؤسسات قائمة بل بادرت شركة العثيم القابضة بإنشاء أكاديمية العثيم للتدريب والتطوير تصدت للمساهمة في حل أكبر مشكلة تواجه المجتمع ألا وهي بطالة الشباب فأسهمت الأكاديمية في تخريج أكثر من ستة آلاف شاب توظف بعضهم في شركات العثيم، وانخرط الآخرون في سوق العمل بعد تأهيلهم.
ضد الإرهاب
في كل الأحداث الوطنية كانت شركة العثيم حاضرة، وعندما هب الوطن في وجه الإرهاب كانت شركة العثيم في المقدمة، فقد أطلقت عدداً من الشاحنات التي تحمل عبارة مناهضة للإرهاب مساهمة منها في فعاليات حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب التي انطلقت في مدينة الرياض، وقد جهزت شركة العثيم شاحنات تحمل عبارات تدعو لمكافحة الإرهاب واستنكار ما قامت به الفئة الضالة من الإخلال بالأمن والقتل والتدمير وإشاعة الفوضى وتفريق الكلمة ووحدة الصف. وقال الرئيس التنفيدي للشركة الأستاذ عبد الله العثيم، إن هذه المشاركة تتزامن مع إطلاق المملكة حملة وطنية كبرى للتضامن ضد الإرهاب في جميع المناطق والمدن السعودية بمشاركة جميع الإدارات والمؤسسات الحكومية والقطاعات الخاصة، مشيراً إلى أن شركة العثيم حريصة على أن تكون من أوائل القطاعات الاقتصادية المشاركة في هذه الحملة. إلى جانب ذلك قامت شركة أسواق العثيم بوضع رسائل توعوية على ملابس جميع العاملين بأسواقها المركزية إضافة إلى وضع شعار حملة التضامن الوطني ضد الإرهاب على صدور المحاسبين (بادجات)، كما ذكر العثيم إلى أن الشركة اختارت بعض مواقع لوحاتها الإعلانية لتحمل العبارات الخاصة بالحملة الوطنية ضد الإرهاب.
مع الأيتام
كما تحارب العثيم الإرهاب فإنها ترعى الأيتام، فقد أصدرت بالتعاون مع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام إنسان بطاقة الخير الخاصة بالأيتام والتي تمكنهم من التسوق في شركة أسواق العثيم.
هذه البطاقة حلت بدلاً من القسائم الشرائية التي كانت تعطى للأيتام وتصرف شركة أسواق العثيم، حيث رأت الشركة تطوير القسائم ببطاقات مميزة حتى لا تتعرض للتلف ولتخفيف الضغط على الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام والتي كان يقصدها الأيتام للحصول على قسائم الشراء، علماً أن البطاقات الجديدة تعمل بنظام ممغنط بين صفة حاملها ورصيده.
وقد سلمت الشركة الجمعية البطاقات لمنحها لمستحقيها من الأيتام ليتمكنوا من استخدامها فوراً في شراء احتياجاتهم من المواد الغذائية والاستهلاكية من شركة أسواق العثيم, وأكد الأستاذ عبد الله العثيم دعم شركة العثيم لكافة الأعمال الخيرية والإنسانية والتي تسهم في التخفيف من معاناة المحتاجين والأيتام وأصحاب الظروف الخاصة، حيث إن الشركة لديها عدد من الاتفاقيات بهذا الشأن، وعلى استعداد لعمل كل ما فيه مصلحة العمل الخيري.
تيسير حفظ القرآن
حفظة كتاب الله أيضاً كان لهم نصيب من دعم شركة العثيم التي دأبت على التبرع للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن .
فقد تسلمت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض شيكاً بقيمة (112) ألف ريال تمثل قيمة المبالغ المستقطعة من عمليات الشراء التي تمت في شركة أسواق العثيم خلال ثلاثة أشهر. وسلم الرئيس التنفيذي لشركة العثيم القابضة الأستاذ عبد الله بن صالح العثيم الشيك إلى الشيخ عبد الله بن محمد الحماد مشرف إدارة تنمية الموارد بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وذلك في مقر الشركة بالرياض. وكانت شركة العثيم القابضة والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض قد وقعتا في وقت سابق اتفاقية تتضمن استقطاع مبلغ مقابل كل عملية شراء تتم في فروع شركة أسواق العثيم بالرياض.
وذكر العثيم أن دعم المشروعات الاجتماعية والجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تتولى الدعوة والإرشاد يعد مبادرة وطنية يحثنا عليها الدين الإسلامي الحنيف مؤكداً أن شركة العثيم ماضية في تقديم المساعدات للأعمال الخيرية.
خارج الحدود
لم تقتصر الأعمال الخيرية لشركة العثيم في داخل الوطن فقط، بل امتد عطاؤها إلى خارجه ، وكان أحدث هذه المساهمات في دارفور فقد قدمت شركة العثيم القابضة 20 طناً من المواد الغذائية و1684 بطانية كمساعدات إغاثية لمتضرري إقليم دارفور بجمهورية السودان.
|