* بيروت - حيفا - القدس المحتلة - الوكالات:
بدت الحرب الإسرائيلية على لبنان تسير باتجاه مزيد من التصعيد مع التطور المحوري المتمثِّل في إصابة صواريخ المقاومة أهدافها بدقة في مدينة حيفا، حيث قتلت هذه الصواريخ 9 إسرائيليين الأمر الذي دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى توجيه تحذير شديد اللهجة إلى لبنان متوعداً إياه بعواقب بعيدة المدى، في الوقت الذي كانت فيه طائراته تصب حممها على مختلف أنحاء لبنان وبتركيز أكثر على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله.
فقد أعلنت القيادة الإسرائيلية للمنطقة العسكرية الشمالية في إسرائيل أن الجيش الإسرائيلي أمر أمس الأحد سكان جنوب لبنان بالتوجه شمالاً إثر إطلاق حزب الله دفعة كبيرة من الصواريخ على حيفا ما أسفر عن سقوط تسعة قتلى وإصابة منشآت للصناعة البتروكيماوية. ولم يوضح الجيش الإسرائيلي بأي وسيلة وجّه هذه الأوامر إلى سكان جنوب لبنان. وكان الجيش عمَّم في الماضي أوامر مماثلة على سكان المنطقة خلال الحرب التي شنَّتها إسرائيل على لبنان في حزيران - يونيو 1982 بواسطة منشورات كانت تلقيها مروحيات. وقد عدّ الهجوم الصاروخي للمقاومة أمس على حيفا أشد الهجمات فتكاً للمقاومة خلال عشر سنوات على الأقل وأكثر الهجمات التي توقع قتلى في إسرائيل منذ سقوط 11 قتيلاً في هجوم فدائي فلسطيني وقع في تل أبيب في أبريل - نيسان. وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس لبنان (بعواقب بعيدة المدى).
وقال حزب الله في بيان (بعدما تمادى العدو الصهيوني قتلاً وتدميراً وبعد ليلة طويلة من القصف المدمر في الضاحية الجنوبية والمناطق اللبنانية المختلفة وبعد ضرب الموانئ والبنى التحتية وآخرها معمل الكهرباء في الجية تعلن المقاومة الإسلامية أنها قصفت مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع رعد 2 ورعد 3 وذلك في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد).
وسقطت خمسة صواريخ على الأقل على حيفا أصاب أحدها محطة للقطارات. وتقع حيفا ثالث أكبر مدينة في إسرائيل على بعد 35 كيلومتراً جنوبي الحدود مع لبنان. وهذا ثاني هجوم صاروخي يشنه حزب الله على المدينة منذ بدء الهجمات قبل خمسة أيام. وأكَّدت قيادة حزب الله، عقب قصف حيفا أنها لن تستثني أي مكان داخل إسرائيل من هجماتها الصاروخية إذا واصلت الأخيرة هجومها على لبنان. وقالت إسرائيل، من ناحية أخرى، إنها تعتزم رفع مستوى التأهب في العاصمة التجارية تل أبيب في أعقاب الهجوم الصاروخي على حيفا. وبعد الهجوم على حيفا ارتفع عدد القتلى إلى 12 قتيلاً في شمال إسرائيل بعد سقوط مئات من صواريخ حزب الله على المنطقة لليوم الخامس على التوالي. وفي المقابل ركَّزت إسرائيل قصفها أمس على الضاحية الجنوبية، كما قتلت 15 لبنانياً في قرية جبشيت، وبذلك ارتفع قتلى هذا العدوان إلى حوالي 115 شخصاً. فقد قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية طوال الليلة قبل الماضية، حيث تعرض تلفزيون المنار التابع لحزب الله لقصف مركز وانقطع البث مرتين قبل عودته سريعاً كما دمرت المباني المحيطة بالتلفزيون. وقالت تلفزيون إن الغارات الجوية التي وقعت في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد ألحقت أضراراً بجسر يربط الضواحي الجنوبية بالجزء الشرقي من بيروت.
وشهدت عمليات اليوم الرابع للمرة الأولى قصف موانئ في مناطق مسيحية كما أطلقت طائرة هليكوبتر صاروخاً على منارة في شاطئ بيروت. وقد أقفرت شوارع وسط العاصمة اللبنانية بعد الغارات التي استهدفت بيروت. وفي بعلبك شرق لبنان، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على أحد مقار حزب الله. كما شنّ الطيران الإسرائيلي صباح أمس ثلاث غارات على القليلة جنوب صور. وأمس أعلن الجنرال غدي ايسنكروات قائد العمليات في هيئة الأركان الإسرائيلية أن كوماندوس إسرائيلي خاص يقوم بعمليات برية في لبنان في موازاة الغارات الجوية والهجمات البحرية. وذكرت تقارير إعلامية غير مؤكّدة أن أعداداً صغيرة من جنود الوحدات الخاصة بالقوات البرية الإسرائيلية دخلوا لبنان لتنفيذ ما وصف بعمليات (محدودة).
من جانبها أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن وحدة كوماندوز تابعة للبحرية الإسرائيلية دخلت لبنان. ورفضت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه الأنباء. وأمس أيضاً حذَّرت إسرائيل الجيش اللبناني من إطلاق النار على طائراتها أثناء شنّها هجوماً تقول إنه يهدف إلى أضعاف حزب الله. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن القوات اللبنانية أطلقت النار يوم الجمعة على طائرة إسرائيلية كانت تعمل فوق الساحل اللبناني ولكن الطائرة لم تصب. وأضافت المتحدثة أن إسرائيل تجنبت إيذاء الجيش اللبناني حتى الآن ولكن إسرائيل لن تتردد في ضرب أي طرف يعمل ضدها.
|