* دير البلح - القدس - وكالات:
ما ان انسحبت الدبابات الإسرائيلية صباح أمس الجمعة من دير البلح ومناطق شمال خان يونس في وسط قطاع غزة وجنوبه حتى سارع محمد القدرة بنقل ابنه وسام ذي الأعوام الستة إلى المستشفى.
وقال القدرة (45 عاما) الذي كان يحاول بسيارته المرور عبر شارع صلاح الدين باتجاه مستشفى (شهداء الأقصى) في دير البلح لعلاج ابنه الذي يعاني من مرض في البطن (كنا لا نستطيع الخروج بسبب نيران الجنود الإسرائيليين التي لم تتوقف حتى صباح أمس، هذه بلا شك أيام سوداء).
ويروي سفيان الذي يسكن في غرب مفترق المطاحن بخان يونس أن الأيام الثلاثة الماضية كانت (مرعبة) مضيفا (لم نستطع حتى النظر من نوافذ المنزل بسبب إطلاق النار والقذائف في كل الاتجاهات، لا كهرباء ولا مياه لكن الحمد لله رغم صعوبتها مرت هذه المعاناة).
وقد انسحبت الدبابات الإسرائيلية أمس الجمعة من دير البلح وخان يونس في وسط قطاع غزة وجنوبه على ما أفاد شهود. وقال أحمد الكرد رئيس بلدية دير البلح التي تسيطر عليها حركة حماس إن الجيش الإسرائيلي (دمر عشرين منزلا كليا أو جزئيا).
وأضاف الكرد الذي كان يشرف مع عدد من رؤساء البلديات على أعمال ترميم طريق صلاح الدين (هذه جرائم حرب) وتابع (هم يتذرعون بالبحث عن الجندي المأسور لكن الواضح أن الهدف هو القتل والتدمير والتخريب).
وفي الناحية الشرقية لطريق صلاح الدين في دير البلح اختلط ركام منزل صغير لعائلة أبو العجين مع عشرات المنازل التي كانت دمرتها القوات الإسرائيلية قبل انسحابها من قطاع غزة في ايلول - سبتمبر الماضي.
وبدت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية مجروفة حيث اقتلعت الجرافات العسكرية الإسرائيلي الأشجار وأحدثت حفرا في هذه الأراضي الزراعية.
وأوضح الكرد أنه (تم تجريف 300 دونم في البلدات التي كانت تحتلها الدبابات والمدرعات الإسرائيلية وغالبيتها مزروعة بالفاكهة وأشجار الزيتون) مشيرا إلى أن (الخسائر كبيرة ونحاول حصرها).
وبعد وقت قليل من انسحاب الدبابات من بلدتي القرارة (خان يونس) ووادي السلقا وأجزاء من دير البلح التي كانت احتلتها في الأيام الثلاثة الأخيرة شرعت عدة جرافات فلسطينية بطمر حفر كبيرة احدثتها الجرافات العسكرية الإسرائيلية في شارع صلاح الدين الواصل بين شمال وجنوب القطاع.
وأقامت بلدية القرارة أربع خيام لبعض العائلات التي فقدت منازلها في البلدة وبلدة وادي السلقا المجاورة.
وقال عيد العبادلة رئيس بلدية القرارة (دمروا عددا من المنازل ونعمل ما بوسعنا لمساعدتهم وإيوائهم ولو مؤقتا) مطالبا الدول المانحة (بتقديم مساعدات عاجلة من أجل إعادة إعمار ما دمرته قوات الاحتلال).
وفي ساعات الصباح كانت حركة المرور غير سهلة للمركبات التي تمر عبر طريق صلاح الدين. وكانت الدبابات الإسرائيلية تقطع هذا الطريق.
وقال أسامة الفرا محافظ خان يونس إن (العدوان الإسرائيلي أدى إلى نشر الرعب وإرهاب المواطنين خصوصا الأطفال) مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية (تجري اتصالات مع دول العالم بهدف وضع حد للتصعيد العسكري والجرائم الإسرائيلية ومساعدتنا في إعادة الكهرباء والمياه لهذه المناطق المنكوبة).
وتعاني خان يونس ودير البلح كباقي مناطق قطاع غزة من عجز في توفير الكهرباء والمياه المطلوبة بعد تدمير الطائرات الإسرائيلية قبل أسبوعين محطة توليد الكهرباء الرئيسية في وسط قطاع غزة.
كما سمح تراجع الدبابات وناقلات الجند الإسرائيلية لأفراد من الأمن الوطني الفلسطيني بالعودة إلى موقع يقع على مفترق (المطاحن) في شمال خان يونس بعد أن اضطرهم القصف المدفعي الإسرائيلي لإخلائه فور بدء عملية التوغل في المنطقة.
ورفع أحد أفراد القوة العلم الفلسطيني فوق الموقع بينما راح أفراد آخرون يعملون على تنظيف ساحة الموقع من الحجارة والأتربة التي خلفتها مدرعات إسرائيلية كما قال الضابط عبد العزيز.
وتراجعت الدبابات التي كانت انتشرت على طريق صلاح الدين إلى محيط معبر كيسوفيم شرق بلدة القرارة الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية.
من جهة أخرى استهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر الجمعة مكتبا تابعا لنواب من حركة حماس في منطقة الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية.
ودمرت غارة أخرى جسرا بين مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة ومنطقة الزهراء في جنوب مدينة غزة على ما أوضحت المصادر نفسها.
من جهة أخرى أفاد الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة صواريخ يدوية الصنع أطلقت من قطاع غزة، سقطت صباح أمس الجمعة في إسرائيل من دون أن تتسبب بإصابات.
وسقطت الصواريخ على مدينة سديروت في صحراء النقب (جنوب إسرائيل) متسببة بأضرار مادية طفيفة. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي في بيان مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ يدوي الصنع على سديروت في حين أن كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أكدت أنها أطلقت صاروخا آخر على مدينة عسقلان.
وأتى إطلاق هذه الصواريخ في وقت يشن الجيش الإسرائيلي منذ 27 حزيران - يونيو عملية واسعة النطاق في قطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ ومحاولة استرجاع جندي إسرائيلي أسرته ثلاث مجموعات فلسطينية في 25 حزيران - يونيو.
|