فضيلة الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء السعوديين له مواقف فقهية مشهودة في الصحافة المحلية، فكثيراً ما دخل في حوارات ساخنة حول قضايا مهمة جداً خلالها عرض الرأي الفقهي عن تلك القضايا التي شملت السياسة والاقتصاد والأمور الاجتماعية، وتميزت مشاركات الشيخ صالح بمحاولاته التبسيط قدر الإمكان في آرائه بالرغم من أن المعتاد في الخطاب الفقهي أن يكون قطعياً وحسبما يملي ولا يقبل الحوار بحكم التخصص والاحتكار، ولهذا فإن الشيخ زاد الله فضله يترك باب الحوار مفتوحاً، وهذا لعمري هو عين الصواب، وفق الله شيخنا الجليل.
آخر مثال على ذلك مقاله في صفحة الرأي ليوم الأربعاء 2-6 العدد 12326 الذي شرح فيه رأيه حفظه الله عن سعي المرأة المسلمة في كسب رزقها، وفحوى الرأي أن الفقيه ينظر إلى المجتمع الإسلامي على أنه يتكون من رجال أقوياء أمناء ونساء صالحات يتزوجهن أولئك الرجال القادرون على القوامة الشرعية ويسكنونهن في بيوت مناسبة لا يخرجن منها لكسب العيش لعدم حاجتهن وحاجة المجتمع لذلك ويتفرغن لتربية أجيال إسلامية تتكون حصرياً من رجال أقوياء أمناء ونساء صالحات يتزوجونهن.. وهكذا يدوم المجتمع المسلم المثالي حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
السؤال الذي يطرح نفسه على فضيلة الشيخ هو: كم هي نسبة هذه البيوت المثالية من مجمل البيوت الإسلامية اليوم؟ وهل هي في ازدياد أو نقصان؟ وما هو الرأي الفقهي بالنسبة للبقية؟.
جواباً الشيخ صالح لابد أن يشير إلى ما يلي:
1- ليست هناك أرقام أو إحصائيات مؤكدة لعدد الزيجات المثالية أو عجز أو وفيات الأزواج الأقوياء الأمناء أو حالات الطلاق، وما هي احتمالات وكفاءة القوامة على المرأة من قبل أي رجل محرم غير زوجها.
2- يترك الحل والربط في أمور القوامة على المرأة المسلمة التي لا تعيش في بيت نموذجي كما شرح أنفاً وسعيها لكسب قوت يومها للأجراءات الوضعية حسب حاجة المجتمع وبالاستفادة من تجارب وخبرات الغير ممن مروا بمثل التغير النفاث الذي نعيشه يوماً بعد يوم.. الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني تصارع الأرقام الطوفانية للنساء المسلمات اللاتي يحاولن العيش بكرامة مرغمات خارج الوضع المثالي فقهياً الذي قدر عليه الشيخ صالح الفوزان.
كل من درس لنيل شهادة عليا كالدكتوراه يعلم يقيناً أهمية البحث والإحصاء والتقصي قبل البت في أمور المجتمع المعقدة، ولعل في ذلك فرصة للاقتراح على هيئة كبار العلماء السعوديين الموقرة أن تبذل الجهد لإعداد الدراسات والإحصاءات التي تساعد أعضاءها في أداء واجبهم على أكمل وجه.
والله من وراء القصد،،،
م. منصور الحميدان |