ما هي إلا أيام ونجتمع لنحتفي بمن وفقهم الله لنيل الجائزة السنية جائزة المدينة المنورة الخيرية، هذه الجائزة الأصيلة في نشأتها الشريفة لشرف مكانها الثابتة في مسيرتها الصادقة في أهدافها ووسائلها العادلة فيمن يستحقها، فعلى مدى عمرها المبارك لم تمنح إلا لمن يستحقها فعلاً بأعماله الجليلة وأثره المحمود على وطنه الكبير والصغير.
ولذا فإن من أوصلته همته وعمله للحصول على الجائزة يعتز بها لأنها شهادة صادقة على تميزه وصواب منهجه، وهي أيضاً تعطي حافزاً للطموحين للعلا للفوز بالجائزة في أي من فروعها الباسقة.. وما تمنى أحد أن يفوز بها إلا عرفنا أنه محب للسبق في مضمار النافع والمفيد للمجتمع والأمة.
والجائزة غنية عن التعريف لأن الكل يعرفها ويعرف الجهود المباركة المبذولة من رئيس وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة الجائزة، فلهم منا جميعاً الشكر والتقدير والعرفان بالجميل، لأن الجائزة مفخرة للكل فقد أثبتت على مدى إحدى عشرة سنة أنها جائزة قديرة موجهة لتلبية حاجات المجتمع المدني في أهم مقوماته (البحث العلمي) في مجالاته (الشرعية) و(الآداب) و(العلوم الإنسانية) و(العلوم البحتة) و(التطبيقية)، إضافة للخدمات العامة في مجالاتها الاجتماعية والخدمات العامة والمرافق والنشاط الاقتصادي والنبوغ والتفوق الدراسي في مراحله التعليمية المختلفة وخدمة التعليم والمعلمين. فالجائزة محرك قوي للقوى الكامنة في أفراد المجتمع تدفعهم للإبداع وبذل المزيد من الجهود لخدمة الدين والمليك والوطن، كما أن الجائزة فيها رمز لشكر من أخلص وتفانى للأداء الأمثل والعطاء الأجزل، ومن لا يشكر الناس على إحسانهم له لا يشكر الله ومن لا يشكر الله فقد ظلم نفسه.
وبهذه المناسبة أهنئ جميع من فازوا بالجائزة، وأدعو الله لهم بالبركة وأن تكون حافزاً لهم لمزيد من العطاء والمضي قدماً في سبيل النافع والمفيد، كما أني أبارك لأخي الكريم مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة على فوزه بجائزة الخدمات العامة في مجالاتها الأربعة: الخدمة الاجتماعية، الخدمات العامة والمرافق، النشاط الاقتصادي، العمارة.. بل وأهنئ الجائزة أن يكون أحد الفائزين بها مقرن الخير الذي يعرفه الجميع بحب الخير والسعي إليه، فقد عرفته وعرفه غيري بأنه لا يوفر نفسه ولا جاهه ولا ماله لحاجة وطن أو مواطن، ولا غرابة فالذهب من معدنه لا يستغرب فهو ابن عبدالعزيز وأخو أولاد عبدالعزيز الذين هم الوجوه في الخيرات والمبرات وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ملك القلوب بحبه لشعبه ووفرة عطائه وحنانه ولطفه ويليه سلطان الخير وكلهم يرمون من مشكاة واحدة وأرجو أن تكون دعوة صالحة من والدهم لهم ولبلادهم استجابها الله سبحانه، فنحن ننعم بها ونسأل الله استمرارها إن الله سميع مجيب، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
|