العروسان الجميلان
وليد اللحظة وعصفورة الشرق
بعينين تزهوان ببريق الفرح
وشفتين ترتجفان بهمس الود
وقلب ينتعش لكما بنبض الحب
أقول:
ليتكما تدريان
كم هي سعادتي!
أود لو أملك
فأدعوكما
إلى زفة فلسطينية خاصة
لا تخافا
فالدعوة تتسع لجميع الأحبة هنا
قصر أفراحنا
مخيم دير البلح
حيث عشت أحلى مراحل عمري
بكل ما اعتمرها من مرارة
طفولتي.. مراهقتي.. شبابي!
هناك
سيجتمع كل أحبتي
ليبدأ التحضير:
خنساوات فلسطين يتسابقن
كل خنساء
تطرز بمهارتها وصبرها
ثوباً فلسطينياً يروي قصة بلدتها في فلسطين
تُجمع الثياب في تسلسل مهيب
كل ثوب ينتظر دوره
لتكتمل زينته بأنفاس
عروستنا - عصفورة الشرق - الجميلة!
وشباب فلسطين
يأخذونك يا وليد
يحمّمونك كما تحمّم الأم وليدها
وبعناية فائقة وببطء جميل وعلى دندنة الأهازيج الفلسطينية
يلبسونك السروال والهندية والكوفية
والعقال (أبو شراشيب)!
وعلى كرسي الخيزران
نجلسكما
ومن حولكما
وعلى أنغام الشبابة واليرغول
نُسعِدُ الأرض.. نُطرِبُها
بالدبكة الفلسطينية!
الدبكة تراث عريق
يحكي قصةً بدأت
وبإذن الله ستبقى!
الأيادي حيرى
تارة تتشابك؛ يشد بعضها بعضاً
وتارة تلوّح بمناديل فلسطين!
والهامات
تستعرض عنفوانها وشموخها!
والأكتاف
تراقص الريح بهزاتها!
والوجوه
تتباهى بإشراقات أنوارها!
والأصوات
تلتقي في غناء بهيج
العتابا.. يا ميجنا.. يا غزيل..يا ظريف الطول!
ثم يحين موعد الزفة
ترفرف بيارقنا الجميلة
السعودي ب
(لا إله إلا الله.. محمد رسول الله)
يزيِّن سماء عرسنا!
والفلسطيني بألوانه الزاهية الناطقة
يتوسطكما!
والعماني والإماراتي
يتشابكان.. يتعانقان
وبالحب الذي جمعكما
خطوط مستقبل سعيد
يرسمان!
وابتسامات المهنئين
القريب منهم والبعيد
يستقبلان!
أنتما في المقدِّمة
وكلنا أمامكما
وجوهنا وقلوبنا
إليكما
نغني والفرحة تملؤنا
(على باب الدار اذبحوني)
(وشموا ولموا ها الريحان)!
وفي هناء ومرح وسرور
يسير موكب الزفة
بين
ما أبقته يد الغدر الصهيونية
من أشجار النخيل الباسقة السامقة!
ثم
ننتقل إلى هناك
إلى رمال شاطئ بحرنا الناعمة
نشهد سوياً
سباحة أطفال فلسطين
ونشنف أسماعنا بشدو الصيادين
ومن أسماكنا نشوي ونأكل!
ثم
يحين موعد الغروب
ويلامس ذلك الضياء الذهبي
سطح الماء وأوتار القلوب!
يهتف الحب
ويختلط العشق بالقصيد
وتنطلق الزغاريد
ونعود للدبكة من جديد!
عذراً (وليد اللحظة)
عذراً (عصفورة الشرق)!
ذلك الحلم الجميل
اليوم لا أملكه
ولكنني أملك الدعاء
وأرجو أن تفعلا
ويفعل كل قارئ
أن يمن الله علينا بالنصر والتحرير
وحينئذٍ كلنا
هناك
وفي كل مكان
بإذن الله
سندبك!
وحتى ذاك الموعد
أبتهل إلى الله العلي القدير
أن يبارك
لكما وعليكما وبكما ومنكما
اللهم آمين
*عضو تجمع الأدباء والكتَّاب الفلسطينيين |