لا ندعي الكمال ولا أقول إن منظمي مهرجان بريدة قد حققوا رضا الجميع فرضا الناس غاية لا تدرك ولكن الذي أؤكده ويؤكده معي كل من حضر أو نقلت له فعاليات المهرجان عبر أي وسيلة أن المهرجان اعتمد في برامجه على الترفيه والإثارة والتحدي وعني بالأطفال والشباب والنساء والرجال من خلال مناشط تتناسب مع أذواقهم ورغباتهم.
ومهرجان بريدة الذي كان افتتاحه غير نمطي كشف عن وجهة احترافية رائعة انتهجها منظمو المهرجان.. وأبدعت الشركة المنفذة للفعاليات وإعداد جدول يومي حافل بالألعاب ولم تغفل الأدب فيما كان التراث وإرثنا الغالي والمتمثل في عقيلات بريدة حاضراً وبقوة.
وأما سباق بريدة الدولي للسيارات والدراجات النارية والذي حضره أكثر من ثلاثمائة ألف مشاهد على مدى أيامه الثلاثة الحدث الأهم والمفاجأة الكبرى للمهرجان. وعشنا على مدى الأيام التي مضت من المهرجان مع أطفالنا ونسائنا في فرح غامر متنقلين من منشط إلى آخر وسط براعة المنفذين ورحابة صدور المنظمين من اللجنة العليا أو اللجان المساندة..
ولا زلنا نتوق لمفاجآت في مهرجاننا الكبير تحمل الجديد والمفيد..
صحيح أن هناك برامج جدولت في روزنامة المهرجان ولم تنفذ لسبب أو لآخر..
وصحيح أن النساء لم يكن لهن فعاليات بمستوى الفعاليات الأخرى رغم وجود فعاليات جيدة لا سيما الأمسيات الشعرية التي كشفت عن موهوبات عديدات سيكون لهن شأن في ساحة الشعر.
وصحيح أيضاً أن مدة المهرجان قصيرة قياساً على نضوج التجربة واحترافية منظمة. لكن كل هذه لا تقلل أبداً من نجاحات المهرجان وتحقيقه لأهدافه بل وكسب إعجاب كل زوار المهرجان والمشاركين فيه وقد ذكر بدر هلي البطل الإماراتي في سباق الدراجات النارية أنه يتمنى أن تكون كل سباقاته القادمة في بريدة لما شاهده من روعة في التنظيم وقوة في التنافس وحضور جماهيري ملأ جنبات المضمار ومدرجاته.
إن مهرجان هذا العام وما سبقه من مهرجانات قد حققت نجاحات باهرة فاقت كل التوقعات وأشعرتنا بأننا أهل النجاح وعشاقه.
وعلينا أن نعيد مراجعة ملفاتنا لمهرجان هذا العام وما سبقه لنبدأ من الآن الإعداد والتحضير للمهرجان القادم.. فنجاحنا سلط الأنظار علينا.. وإبداعات شبابنا أجبرت الآخرين على الحضور من مناطق بعيدة لمشاهدة ما يجري من أعمال هي أقرب للإعجاز .
وأما المتشائمون والذين ينظرون إلى النصف الفارغ من الكأس فهؤلاء إما يشكون من مركب نقص ويستعدون كل عمل جيد ويصوبون سهامهم تجاه كل مبدع أو موهوب كي لا يسحب البساط من تحت أقدامهم أو لا يعريهم أمام المجتمع على أن أنهم خاملون فاشلون لا يستطيعون وضع لبنة واحدة في هذا الصرح الشامخ..
فيجب ألا نلتفت إليهم ولا نلقي لهم بالاً بل لندع القافلة تسير كي نواصل التألق وننعم بما لدينا من كنوز بشرية تقدم لنا المتعة والإثارة والتشويق دون أن يؤثر علينا هؤلاء أو ينالوا من نجاحاتنا التي هي اليوم محل الفخر والاعتزاز.
* المدير الإقليمي لمكتب الجزيرة بالقصيم |