سرني ما رأيت عبر صفحنا اليومية تلك الوقفات الحانية والصادقة مع إخواننا العائدين من معتقل غوانتانامو من خلال برنامج الرعاية الذي أبدعته وزارة الداخلية بقيادة الرجل المحنك والموفق بإذن الله سمو الأمير نايف - حفظه الله - ليندمج العائدون مع مجتمعهم وأسرهم في عيش رغيد وفي أمن وريف مقدمين لهم كل عناية ورعاية ودعم مادي ومعنوي ابتداء من استقبالهم وتهيئتهم إلى تأمين وظائف لهم ومساعدتهم في إكمال دراستهم.
كما شدني موقف نبيل، وحضور كريم، للرجل المبدع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف - حفظه الله - ليحضر حفل زفاف أحد هؤلاء الإخوة داعماً له بتكاليف زفافه ومهدياً له ولزوجته سيارة تجمعهما ويقضيان فيها شؤونهما، مما دعاني لأكتب حباً ووفاءً لما يقدمه ولاة الأمر لرعيتهم من دعم لا محدود في سبيل رفاهيتهم وسعادتهم، مما يؤكد للجميع صدق المشاعر ونبل الصفات التي يتحلى بها ولاة أمرنا.
وفي الحقيقة تأتي هذه المواقف الكريمة امتداداً لتلك المواقف الخيرة التي تنتهجها دولتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والتي تنطلق من نهج قويم رسمه وسار عليه المؤسس الباني والإمام الصالح الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وسار عليه من بعده أبناؤه الكرام حتى عهدنا الميمون والزاهر.
وإزاء هذا وذاك لأستنكر من زمرة مارقة، تقابل المعروف بالمنكر!! والإحسان بالإساءة!! والوفاء بالنكران والجحود!!
وأتساءل: لماذا هذا التخريب؟! ولماذا هذا الهدم في وطن تنتسبون له اسماً؟! وفي صالح من تريقون دماءكم ودماء أبرياء إخوان لكم؟!.. أواهذا يسركم؟!.. ويشفي صدوركم؟!.. أوايرضي ربكم؟!
كلا والله.. إنها حسرات تعيشونها!! وندم ستلاقونه؟! فلا دنيا أصبتم؟! ولا دينا ابتعتم؟! هواكم أرداكم! فأعمى قلوبكم وأصم آذانكم؟!
فإلى متى أنتم؟!... أما تعقلون؟!.. أما تتفكرون؟!.. بلدّ أمين، أهله مسلمون!! وحكامه موحدون!! أقام الله على أيديهم الدين، ويتشرفون بحمل راية التوحيد!! عرفناهم وعرفهم آباؤنا وأجدادنا وعلماؤنا فلم يحيدوا عنهم!! ونافحوا معهم! ليشيدوا دولة التوحيد والسنّةّّ.. كل هذا وأنتم لستم مارقين؟! أو خارجين؟!..
بلى والله وبالله وتالله العظيم أنكم خرجتم عن ولي أمركم، وخالفتم جماعة المسلمين؟!.. فلم ولن يتلقفكم إلا عدو مبين!! وشيطان رجيم!!
فإذن.. ارجعوا إلى دينكم العظيم.. وإلى أهليكم المشتاقين.. لتلحقوا بركب العائدين التائبين.
|