* مكتب الجزيرة - غزة -القدس - أنقرة - القاهرة - رندة أحمد:
كشفت مصادر صحافية إسرائيلية أنَّ الحكومة التركية تقود مبادرة سرية للوساطة بين إسرائيل وحركة حماس لحل الأزمة العالقة في قطاع غزة، تقضي بتحرير الجندي الإسرائيلي المختطف في غزة ووقف إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية على البلدات الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وذكرت صحيفة معريف العبرية في عددها الصادر الإثنين المنصرم أنّ وسيطًا تركيًا مقربًا من رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان زار دمشق مؤخرًا والتقى عددًا من قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومن بينهم رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
وجاء في معريف أنَّ الجهود التركية حلّت مكان الوساطة المصرية حاليًا بعدما استمرت الوساطة المصرية أسبوعين.
وتحاول تركيا في هذه الآونة على بلورة صفقة تتضمن وقفًا لإطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ووقف إسرائيل لسياسة التصفيات.
وتقوم حماس حسب المبادرة التركية بالتوقف عن إطلاق صواريخ القسام على إسرائيل وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط. وقالت معريف: إنَّ حجر العثرة الأساسي في الصفقة هو قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وتحاول تركيا إقناع إسرائيل بتحرير أسرى فقط بعد هدوء تام يتم تحديده بين الطرفين.
ونتيجة هذه الوساطة، أجلت تركيا موعد الحوار الاستراتيجي بينها وبين إسرائيل التي كان من المقرر عقده في الأسابيع الأخيرة.. بحيث أراد الأتراك- حسب معريف - أن يقودوا وساطةً لا تتعلق بحوار استراتيجي مع أحد الطرفين من أجل الحفاظ على وساطة موضوعية في هذا الشأن. تجدر الإشارة إلى أن تركيا هي أول دولة استقبلت وفدًا رسميًا عن حركة حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وتربطها علاقة جيدة مع حماس ولها تأثير على سورية وايران، وتتمتع تركيا حسب صحيفة معريف بقرابة ولها تأثير لا بأس به في إسرائيل.
وذكرت معاريف أن واحدًا من مساعدي رئيس الوزراء التركي اقترح على عضو الكنيست الإسرائيلي داني يتوم (من حزب العمل) وقفًا لاطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين بوساطة تركية.. وقد جاءت هذه المبادرة قبل اندلاع الأزمة الحالية. ونقل عضو الكنيست يتوم الرسالة إلى مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود اولمرت إلا أن الأخير شكّك في مصداقيتها.. وتم بعد ذلك خطف الجندي شليط واندلعت المواجهات الحالية.
وردّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد أن قضية الوساطة التركية ليست جادة.. ورفضوا ربط قضية الوساطة مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت إلا أن معريف نقلت اقوالاً عن مسؤولين آخرين قالوا إن هذه المبادرة تعود لمستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي يورام طوربوبيتش.
وأعرب المسؤولون عن تأييدهم للمبادرة التركية ووصفوها بالفرصة الحقيقية لخلق أدوات لحل مقبول على الطرفين.
وكانت قد ذكرت إذاعة سوا الأمريكية يوم الأحد الماضي أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلف عضوين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالتوجه إلى دمشق للتباحث مع قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والقيادة السورية في شأن مصير الجندي الإسرائيلي الاسير والأزمة التي يمر بها قطاع غزة.
وقالت إذاعة سوا إن الوفد المكون من تيسير خالد وعبد الله حوراني سيجري محادثات مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقادة الفصائل الفلسطينية الأخرى في دمشق بالإضافة إلى مسؤولين في الحكومة السورية.
وشهدت العلاقة بين عباس ومشعل توترا قبل بضعة اشهر عندما اتهم مسؤول حماس الرئيس الفلسطيني بأنه يتصرف نيابة عن إسرائيل والولايات المتحدة.. كما اتهم مشعل عباس بشكل مباشر بأنه يسعى لتقويض الحكومة التي تقودها حركة حماس.
وأعرب وسطاء مصريون في قضية الجندي الإسرائيلي الأسير عن اعتقادهم بان مشعل يقف وراء عرض الهدنة الذي اقترحه رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية السبت وسارعت إسرائيل إلى رفضه. وقال أحد الوسطاء إن العرض ربما كان قد تم إعداده بالتنسيق مع مشعل.
|