في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ما معناه من أحبّ منكم أخاه في الله فليخبره، فما بالنا بمن أمرنا أن نطيعه بعد الله ثم رسوله الكريم، فقد حثّنا ديننا الحنيف على طاعة ولاة الأمر.. هذا على مستوى الأمر والنهي للحفاظ على تلاحم وتماسك الجماعة ليكون وطناً آمناً متحاباً متسامحاً متآلفاً.. ومصدر الفخر كل الفخر ويحق لنا أن نفخر بأن تتدفّق مشاعرنا حباً وإخلاصاً وتفانياً وفداء لمليكنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وللحكومة الرشيدة ولهذا البلد الطيب المعطاء المحب لمن هم على ثراه.
مليكي الغالي خادم الحرمين الشريفين، يشهد الله ثم يشهد كل من له عقل يعقل به أنني أحبك في الله حباً فاق حبي لنفسي - فداك نفسي - فأنا ممن هم متيمون في تتبُّع مآثركم حفظكم الله، فكم من بادرة صدرت منكم بكل تلقائية غرست في نفسي تجذر الحب والإكبار والإجلال.. وكم تمتلكني الغبطة بل وأجزم بأنّ كل فرد من أفراد هذا الشعب الكريم لديه هذا الشعور من الولاء والحب والطاعة في الله ورسوله، فمآثر أبي الجميع موحِّد كيان بلادنا الطاهرة ومع قلة الإمكانيات ومحدوديتها كان فاتحاً بابه باذلاً ما في وسعه وأكثر خادماً لدين الله ولسنّة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، محباً لكل شبر من ثرى هذه البلاد الطاهرة مطبقاً لأحكام الشريعة متسامحاً فيما يخصه من حقوق، ولو أنّه فقط ما قدم شيئاً سوى توحيد هذه البلاد على قلب واحد وليس كل قلب بل قلب واحد موحِّد مسلم لكان ذلك كافياً منه رحمه الله ولكنه لم يتوقف عن البذل والعطاء وترسيخ المواطنة الإسلامية الحنيفية، حتى أصبح أفراد شعب هذا الوطن ينعمون بالأمن والأمان والراحة النفسية المطمئنة، جمعهم حتى أصبح هذا الشعب كأنهم فرد واحد في المعتقد والتسامح والإخلاص لله ولدينه ولسنّة محمد صلى الله عليه وسلم، رحل رحمه الله وهو يوصي بأمته خيراً، ثم أعقبه ذريته الصالحين المحبين لله ثم لرسوله ولكل من يعيش على ثرى هذا البلد الطيب جلالة الملك سعود وجلالة الملك فيصل وجلالة الملك خالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمة الله عليهم أجمعين، وجزاهم الله عن أمة الإسلام كل خير وأسكنهم فسيح جناته، فقد بذلوا كل ما في وسعهم لخدمة دين الله وخدمة شعبهم وخدمة أمة الإسلام كافة.
وها نحن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي رسم مسيرة التنمية والتطوير لعهد زاهر إن شاء الله تعالى ليزيد شعبه رغداً، فنحن ولله الحمد نسير بخطى وثّابة منذ عهد المؤسس رحمة الله عليه، وكل من خلفه امتدت يد العطاء من ملوكنا الراحلين إلى جوار ربهم رحمة الله عليهم.
فما من عطاء وتفريج كرب وإيواء أيتام ومعوزين وتيسير على الناس، إلاّ ويأتي منكم بكل تلقائية ودون من ولا منّة بل يسبقه ويعقبه ثناؤكم على الله سبحانه وتعالى، وما بارحت مخيلتي لقطة عبر التلفاز أثناء استقبالكم حفظكم الله لأحد أبناء شعبكم وهو يشرح لكم معاناته وذرفت دموعه، فما كان من لدنكم إلاّ أن استعجلتم ردن غترتكم وبكل تلقائية تمسحون هذه الدمعة وكأنكم تعترضون على نزولها إلاّ لله عز وجل وبذلتم العطاء له ولكل من يقف بين يديكم تقضون حاجات الناس بكل محبة ورحابة صدر، وقد خصصتم من وقتكم الثمين الوقت الكافي ليتم استيعاب من هم في بابكم.. كيف لا وهو باب لا يغلق في وجه من قصده - لا حرمنا الله منكم - وتواليتم في أسر قلوب شعبكم عبر عملكم الدؤوب وتحدثت إنجازاتكم على أرض الواقع ولم تغفلوا حفظكم الله الجانب الإنساني في صحة الإنسان بصفة عامة وبصحة مواطنيكم بصفة خاصة فبادرتم بالإنفاق من مالكم الخاص على إجراء عمليات تعتبر نادرة سخّرتم كل الإمكانيات لها بدءاً من تهيئة الكوادر الطبية المؤهلة والمتخصصة وتذليل كل ما يعيقهم في عملهم وتسخير كل الإمكانيات الطبية تحت تصرُّفهم حتى أصبحوا ولله الحمد ممن يشار لهم بالبنان في كل بقاع الدنيا بل وتفوقوا في عديد من المناحي الطبية على من سبقونا من الدول المتقدمة في هذا المجال، أصبح اسم عبد الله بن عبد العزيز رمزاً بارزاً من رموز هذا الوطن المعطاء الممتد بيده لمساعدة مكروب أو رفع ضر عمن وقع عليه.. إننا ولله الحمد نرى في ثبات خطواتكم وتتبُّعكم لكل ما هو يهم المواطن والوطن امتداداً جذره الدين الحنيف في نفوس المسلمين، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتفقّد الرعية بأسلوبه وإمكانياته المتاحة له في عهده، وأنتم سيدي ضربتم أروع إشراقة نور الإسلام في النفوس بتفقُّدكم أحوال شريحة من رعيتكم حفظكم الله، ونزلتم على أرض الواقع للوقوف عليها بأنفسكم حفظكم الله ولسماع هذه الشريحة من هذا المجتمع المترابط والمتحاب وعلى جميع مستوياته المعيشية.
لقد رأى شعبكم فيكم معاني تترجم جذوة الإيمان وتجانس الجسد الواحد وترابطه في أفراحه وأتراحه محب للخير باذل للعطاء مؤدٍ لحق الله المفروض منه لعباده على عباده.. ولم يتوقف هذا العطاء الذي نسأل الله العلي العظيم أن يديمه من لدنكم يا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهدكم الأمين الأمير الحبيب سلطان بن عبد العزيز.. وسبحان الله العلي العظيم فها هو عهدكم الزاهر بإذن الله قدر الله أن يحمِّلكم هذه الأمانة الجسيمة في ظل ظروف ساخنة محيطة في بلادنا إحاطة السوار بالمعصم، فقدر عليكم تحمُّلها وألهمكم الحكمة، وأمدكم بعونه، وآزركم بحب متوارث وتلاحم بين الشعب والقيادة، توارثها الجيل ممن سبقه وسقي هذا الحب، بالحب من القيادة والتواصل والتفقُّد والرحمة وتلمُّس همومهم وتفريج كروبهم بإذن الله.. سيدي لم يلهكم هذا الهم من متغيرات حدثت في هذه البلاد الطاهرة الآمنة بأمان الله من فئة ضالة مضلّل بها، وهموم الدول المجاورة وهموم دولية وأحقاد يحركها الحسد لهذه البلاد الآمنة، كونها كذلك لمحاولة تقويض أركانها بالدسائس والتأليب والمحاربة السليمة من فكر وعادات وتقاليد أجزم بأن أي إنسان في أي بقعة من بقاع الأرض عندما يعلم حقيقة هذا الاستقرار والأمان والتلاحم، إلا أن يحسدنا على ما نحن عليه من هذه الصفات المطبقة ويتمنى أن يكون كما نحن كائنون ولله الحمد والشكر، رحم الله عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.. كل هذه الهموم التي يكفي واحد منها لأن يكون مستحوذاً على وقت وفكر من ولاّه الله أمر هذه البلاد، ولكن بمنٍّ من الله وتوفيقه وسداده، ومؤازرته لكم أعانكم، حتى تزامنت العطاءات من لدنكم بكل حكمة ومباشرة واقتدار وتفاعل في كل محفل ومحافل صنع القرارات، وما يريده شعبكم المحب لكم فقد أحبكم الله وأنزل حبكم في قلوب شعبكم، فتلمّستم همومه وتوالت البشائر تترى فها هو دعم صندوق التنمية العقاري وإخفاض تعرفه المحروقات ورعاية المحتاجين وزيادة الرواتب والتقاعد والتدخُّل في توقُّف تدهور سوق الأسهم، ومشروع برِّكم بوالديكم تقبّله الله منكم وجزل لكم الخير ولوالديكم، وغيرها كثير لو أردت سردها لكان هذا المقال لتعدادها في صفحات تسبق كل بادرة خير من لدنكم نور الفرح وحروف الشكر والدعاء لكم نوراً يملأ الدنيا زغاريد وهتافاً بحبكم حفظكم الله ذخراً لنا وللإسلام والمسلمين.. هذا جزء يسير من إنجازاتكم التي إذ لم يتوقف العطاء فخصصتم حفظكم الله من وقتكم الثمين لمشاركة شعبكم في مناطقهم .. سعيتم لهم قبل أن يسعوا لكم، وسعينا لكم هو حقٌّ لكم علينا، ولكنكم رحمتم الكبير والصغير والأم والأخت، فآثرتم أن تتحملوا مشقة السفر والعناء لهم، وشاركتموهم أفراحهم بمقدمكم ووقفتم مباشرة على بزوغ الفرح والنشوة من وجوههم وعيونهم، وأنتم تكرمون كل منطقة بمنجزات شاركتم بها حتى من هم داخل السجون من ذوي الحق الخاص والعام من المعسرين، ففرّجتم عنهم كربهم بإذن الله، فكان إنجاز المباني يعلوه إنجاز تحرير الأنفس من هموم الدَّين - أقسم بالله أنني أحبكم في الله - الكل دعا لكم، الكل فرح وهو في بيته وبين أُسرته، الكل فرح وكأنه يستشعر عظمة وتواضع ومحبة عبد الله الوالد والأخ والحبيب والإنسان .. كل هذا سبق كلمة ملك، فأنت بحق الملك الإنسان تقلّدت وسام خدمة الحرمين الشريفين من مليكنا الفقيد - رحمه الله - فهد بن عبد العزيز ورحم والديه، فلنا الفخر بكم ونعاهدكم على تجديد البيعة لكم، فإني أحبكم في الله، وفي كل منطقة تحلون بها يحل بها النماء والبشائر، كل بشرى تفرح أفراد الشعب بأسره، وها أنتم تضربون أروع صور المحبة والرحمة والتلاحم إبان استقبالكم لأبناء شهداء الواجب والوطن في حفل القصيم، فيا ترى ما الذي أبكاكم حفظكم الله فتاة أسرّت لكم بحبها لكم مستغلة فرصة قربها لكم واحتضانكم لها مع بقية إخوتها الأيتام، فما الذي أخرج الدرر - فدتك نفسي - هي الرحمة التي في قلبكم هي تصوُّركم لفقد من لم يقدر لكم الالتقاء بهم ومع ذلك أحسستم بأبوَّتكم الحانية ومسؤوليتكم الملقاة عليكم وشعوركم الإنساني المسلم السليم بمعنى هذه الكلمة التي لن يسمعها أبوها بعد الآن فكنتم الأب لها - للجميع - فحياكم الله .. حياكم الله .. حياكم الله، ولم تكن هي الأولى فقد حاولتم بكل معنى الإنكار لعدم نزول دمعة واحدة من عين أي من أفراد شعبكم وأنتم تعلمون، ففي مقابلة سابقة للمواطنين بكم حفظكم الله حدت هموم بأحد المواطنين من كبار السن وهو يلتقي بكم إلى انحدار دمعة عينه، فما الذي حصل، بكلِّ تلقائية تناولتم ردن غترتكم - التي أود أن أقبِّلها - ومسحتم دمعته وأنتم تقولون ما الذي أهمك يا والدي أي الديون ستقضى بإذن الله، أهو المأوى سيوفر بإذن الله، أياً ما كان الذي يهمك ويحدو بدموعك للخروج سيقضى بإذن الله إن كان في مقدورنا، وكأنّ هذه الدموع لواهيب تخيفك من الله خوفاً أن يكون ما به من تقصير له مسببات ولو أنّها غير مباشرة من مسئوليات الراعي عن الرعية.. لا والله لم يكن هناك تقصير وإن كنا نريد المزيد، فأنتم أهل البذل والسخاء ونحن شعبكم المحب لكم، لقد خالج نفسي وأنا أرى المشهدين الفخر والاعتزاز بقيادة بلادنا المحبوبين والرحماء..
أمدّكم الله وولي عهدكم الأمين الأمير المحبوب والأب الرحيم (كحيلان) سلطان بن عبد العزيز وحكومتنا الرشيدة بتوفيقه وتسديد خطاكم على الخير ومؤازرتكم بتوفيقه ونصره، ودفع عنكم وعن هذه البلاد الطيبة كل بلاء ونوائب، وأدام عليكم الأمن والرخاء وعزّز حبكم في قلوب شعبكم.
|