علمٍ لفا بين الثلاثا والاثنين
في ليلة كانت بعمري كئيبه
خدّي على كفي مسلهم بعينين
وجفني من الغفوه قليلٍ نصيبه
استرجع الذكرى مع دمعة العين
وأنا طفل بين الرياض ورغيبه
ما أذكر إلا خيرك يسار ويمين
صوم وصلاة وبذل ما يندري به
وداع يا أم الضعوف المخلّين
يالطاهرة .. يالطيّبة .. يالحبيبة
وداع يا أم اليتامى المساكين
يا شيخةٍ .. من كل خيرٍ قريبه
يومك على العذله طلاقة حجاجين
وطاعة ووصل أرحام وكفٍ رطيبه
لو ضاقت الجدران .. نفسك ميادين
للضيف والأقراب دايم رحيبه
حتى بمرضك ترحّبين وتهلّين
عجيبةٍ يا أم الجمايل .. عجيبه
يا جعل قبرك لك رياض وبساتين
بأمر من لا تعلم الناس غيبه
ويا جعل ما صابك طهور وتأمين
من فقد غالي أو مرض أو مصيبه
والله يغفر لك خطاياك .. آمين
ويبقي لنا محمد وحصه النجيبه
وعبد العزيز أكبر عيالٍ مسمّين
والجوهرة وسارة حنانٍ وطيبه
وتبقى حياة الروح للخير تومين
وابو فهد يا جعل ربي يثيبه
ما ينكر المعروف غير الرديّين
والفضل لأهل الفضل ما نستعيبه
يا أمي خطاك السوّ لا عاد تبكين
عيني تغالبني وروحي صويبه
إدعي لها الله يوم وضع الموازين
المعتلي .. سامع دعانا ومجيبه
يا شمعةٍ ضوّت لنا بنورها سنين
والله لو نبكيك ما هي غريبه
ولو البكاء والحزن بيرد غالين
لأبكى على المرقب وأسيّل شعيبه
مير أحمد اللي له يصلّي المصلّين
ربٍ فتح بابه لمن يلتجي به
غرة جماد آخر لسبعة وعشرين
كتبتها لك في ظروفٍ صعيبه
يجمع على حبك الاباعد والادنين
فلتة زمان وفي الخلايق عجيبه
لولاه مالي عيوننا فعلك الزين
ما كان سمّيناك أمي الحبيبه