شرفت في العمل التحضيري مع اللجنة العليا لمهرجان بريدة الترويحي الأول قبل أربعة أعوام مضت وفي خضم الإعداد والملفات المطروحة والتي سيؤخذ منها ما يفيد المهرجان ويتناسب مع إمكاناتنا ومناخنا فتبادر إلى ذهني سؤال لم أتردد في الاستئذان من رئيس اللجنة المهندس أحمد بن صالح السلطان رئيس بلدية مدينة بريدة آنذاك وأمين منطقة القصيم حالياً لطرحه وكان نصه:
من المستهدف في هذا المهرجان؟ فكانت إجابته سريعة.. بأننا في تجربتنا الأولى سنستهدف الفئة التي لا تستطيع السفر لقضاء إجازاتها في مصايف المملكة أو خارجها.. لنسعدها بمهرجان خفيف ومتنوع الفعاليات لنعوضهم ما حرموا منه بفعل ظروفهم أو إمكاناتهم المادية.. وأمن على كلامه جميع أعضاء اللجنة العليا وكأنهم قد اتفقوا على ذلك مسبقاً وانطلق المهرجان بمناشط شيقة أمتعت الشريحة المعنية من مجتمعنا واجبرت شرائح أخرى على البقاء ببريدة والاكتفاء بما جاء به مبدعوا شبابها من عروض وبرامج شيقة وفئة أخرى سافرت ولكن بعد نهاية فعاليات المهرجان. ومن موسم لآخر يزداد مهرجان بريدة تألقاً واعجاباً متخطين كل الصعوبات ومختصر عنصر الزمن حتى اصبح اليوم لدينا مهرجان احترافي لا يقل عن كل المهرجانات التي تقام داخل المملكة أو خارجها وفيه من الألعاب والمناشط ما ينافس فيها المدن الترفيهية العالمية بل ويتميز مهرجاننا بحفاظه على تقاليد وعاداتنا الاجتماعية والتزامه التام بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.. شخصياً زرت مدينة ديزني الترفيهية بمدينة لوس أنجليس الامريكية فلم أشاهد فيها ما يفوق ما يقدمه شبابنا اليوم بل إن تلك المدينة رغم إمكاناتها المهولة إلا أنها كشفت لنا زيف ابطال هوليود الذين يؤدون ادواراً حية داخل المدينة وبين دهاليزها وكنا نشاهدها تلفزيونياً على أنها اعمالاً بطولية لا يؤديها إلا الشجعان فاتضحت لنا بأنها خدع سينمائية لا أكثر وإلا فأحدهم يطلق النار من مسدس غير حقيقي وهو يرتجف خوفاً وآخر يسقط من مسافة مترين على ديباج ويصور لنا على أنه سقط من ناطحة سحاب على الأرض!! وركبت في تلفريك بورصة التركية فلم يزدني إلا رعباً من رداءة تقنيته وهو الرعب الذي غيب عني ومن ركب معي في هذا المركب.
وشاهدت في ماليزيا التي هي حديث الناس اليوم ملاهي خطرة جدا يندر أن يقود أسرة من هناك إلا بحادث مروع يحول المتعة إلى تعاسة أبدية.
ومدينة الأعلام في مصر الشقيقة هي الأخرى على كبرها ليس فيها ما يميزها عن مهرجاناتنا سوى الصخب المضجر ودخان السجائر والمعسل وغيرها من مدمرات الصحة.
وأما مصايفنا ومناطق المملكة الأخرى التي تنظم مهرجانات مماثلة فهي تقدم برامج شيقة وماتعة ولكن رغم خبرتها التي تفوقنا تنظيماً فهي لا تتفوق علينا إلا بعامل الجو فقط في أبها والباحة والطائف وأما في المناشط وتنوعها.
وأما في تعدد المواهب والمبدعين.. وأما في روعة التنظيم واخلاص المنظمين وأما في الإثارة والتحدي.
فنحن دون مكابرة الأفضل ولا ندعي الكمال بيد أننا آمنا بضرورة اقامة مهرجان فكان ذلك سبيلاً للانطلاقة نحو المجد والتألق لتكون مهرجاناتنا مماثلة في نجاحاتها لكل ما يقام على ثرى مدينة النصف مليون نسمة من نشاطات متعددة.
لا أقول هذا من فراغ أو من وحي عاطفي بحت بل إن مدينة بريدة متكامل فيها عناصر نجاح أي عمل يقام فيها. فالمواهب موجودة وبكثرة من هواة السيارات المتوحشة التي اخترعت في مدينة بريدة مروراً بابداعات الموهوب عبدالرحمن الحميدان إلى روعة الابتكار والتنظيم والتخطيط والمتمثل في اللجان التي تعمل فيه وسأذكر في مقال قادم مجموعة من الشباب المتقد حماساً الذي يعمل بجد وإخلاص مواصلاً الليل بالنهار مكتفياً اليوم بذكر الأخ الأستاذ سليمان الفايز والذي تشعر أنك أمام كتلة مواهب في رجل واحد وهو فضلاً عن حسن تخطيطه وإعداده يأسرك بابتسامة لا تفارق محياه وتخفي إرهاق السهر والتعب.
وفي مهرجان بريدة أقيمت فعاليات لا تزال حديث الناس ومنها:
- لمسات الوفاء والتكريم لنخبة من مجتمعنا.
- تكريم أصحاب الاختراعات في كافة المجالات.
- إشباع أذواق كل شرائح المجتمع نساء ورجالاً شباباً وأطفالاً.
- انطلاقة أول سباق دولي للسيارات والدراجات النارية في بريدة.
- استعراض الصقور السعودية في سماء مدينة بريدة.
- استمتاع عشاق الانزال المظلي بما شاهدوه في مهرجانات بريدة من عروض شيقة.
- إجادة قرائح فطاحلة الشعراء في امتاع حضور المهرجان.
- ربط مهرجان بريدة بأحداث العالم من خلال كأس العالم الذي يشاهد فقط في مهرجان بريدة دون غيره.
وغيرها من المناشط الماتعة والندوات الهادفة ولا يزال لدينا المزيد نتركه للأيام كي تحدثكم عن
(*)مدير المكتب الاقليمي بالقصيم |