* إعداد: محمد راكد العنزي:
الألعاب الإلكترونية مجال رحب لتعلُّق الأطفال والمراهقين بها لما تتضمّنه من خيالات وخدع فنية تناسب ملكاتهم ومداركهم وربما أضافت لبعضهم أفكاراً جديدة في مجال الإبداع والتصورات الحسنة التي تدل النفس الغضة إلى الخير، لكن القلق يساور أولياء الأمور من انعكاسات جانبية سلبية تبدو آثارها على صحة الأبناء وسلوكياتهم .. فعن هذا المحور يتحدث عدد من أولياء الأمور والمهتمين .. فالإدمان هو تعوُّد الإنسان على حاجة معينة قد تتحكم في حياة البعض ويصبح تابعاً لها، وتتعدد نوعية هذه السلوكيات فهناك الإدمان على المخدرات أو السجائر أو الكحوليات، أو الإدمان على مشاهدة التلفاز وقنواته الفضائية أو الإدمان على لعب البالوت والورقة بأنواعها .. وفي عصرنا الحالي الذي تطوّرت فيه وسائل التكنولوجيا الجديدة، فقد أصبح هناك بعض أشكال الإدمان التي ارتبطت بالحياة الحديثة مثل الجلوس الطويل على الانترنت أو اللعب بألعاب الفيديو والتي منها المعروفة بالبلاي ستيشن وغيرها .. وأغلب المدمنين في هذه الحالة من الأطفال وإن كان للكبار نصيب أيضاً في ذلك.
- يقول (محمد الرويلي): يأتي ابني من المدرسة متلهفاً للمنزل ليقوم بسرعة برمي حقيبته ويبدأ بتشغيل البلاي ستشين، حتى انه يتناول طعامه بيد ويمسك باليد الأخرى أداة التحكم باللعبة، ويظل متسمراً في مكانه أمام شاشة التلفاز دون ملل، بل إنه في بعض الأحيان لا يشعر بمن حوله ممن يدخلون ويخرجون من الصالة، وكأنه في عالم خيالي خاص به .. لقد أصبحت أخاف عليه كثيراً من إن يتحول ذلك الى إدمان قد يتسبب في إرهاقه جسدياً وذهنياً.
- ويشير (سعود صالح) بقوله: إنني وجدت صعوبة في تعويد أبنائي على الخروج من المنزل بعد ان رأيت شغفهم الكبير بهذه اللعبة الإلكترونية فخفت عليهم ان يفقدوا نظرهم وان تتردى صحتهم خاصة وأنهم يأكلون ويشربون وهم في مكانهم لساعات طويلة، مما ينذر لهم بأمراض إذا لم تتحرك وتنشط الدورة الدموية، لقد أخذتهم بصعوبة من أمامها ووعدتهم بالسماح لهم باللعب بعد المذاكرة وأداء الصلاة وبشرط ان يتركوها لفترات طويلة بين اللعب .. حتى أنني لاحظت انخفاض مستوى ابني الصغير الذي يدرس في المرحلة الابتدائية نتيجة إدمانه على هذه اللعبة.
- ويقول (فهد خالد): للأسف إن هناك ألعاباً تخدش الحياء حيث تعرض فيها نساء غير محتشمات وشبه عاريات، كما أنها منشورة على أغلفة الألعاب من الخارج مما يغري المراهقين والصغار بشرائها، وهناك نوعية من الألعاب خطرة وتهدد في تغيير سلوكيات الأطفال وتعليمهم طرق الانحراف والجريمة كاللعبة المعروفة لدى الصغار باسم (غرانديف) والتي يظهر فيها شخص يقتل ويضرب المارة والأبرياء دون رحمة ويسرق السيارات ويتحرك في المدينة كيفما يشاء دون ان يستطيع أحد إيقافه، وهناك لعبة مشهورة ايضا باسم (درايفر) حيث بلع فيها الصغار بسيارات للتفحيط والتهور وقطع الإشارات والهرب من الدوريات، وهناك ألعاب قد تؤدي إلى الشرك حيث تظهر فيها عبادات مختلفة ورموز دينية شركية وصور لعبارات منافية للأخلاق، وغيرها من هذه الألعاب التي أرى ضرورة مراقبتها من قبل الجهات المعنية وعدم السماح لها بدخول الأسواق، وكذلك وجوب مراقبة الآباء لصغارهم عند شراء هذه الأشرطة أو اللعب بها.
- وأخيراً يقول الدكتور (احمد عثمان - طبيب عام): بالفعل لقد تحولت هذه الألعاب لدى قطاع كبير من الأطفال إلى إدمان وباتت تتحكم بالفعل في حياتهم، ولها مضار كثيرة على صحتهم فهي تضعف النظر بسبب التركيز الكبير عند اللعب، كما تغرس فيهم العصبية والنرفزة وتتسبب في رفع ضغط الدم وضربات القلب عند الخسارة في اللعبة، ولها مضار عديدة على عضلات واعصاب الظهر وقد تؤدي بها مع الوقت إلى التقوس، وكثرة تركيز الطفل بشكل زائد قد يؤدي إلى زيادة الكهرباء في الجزء الأمامي من المخ مما قد يتسبب في حدوث نوبة تشبه الصرع.
|