هذه الليلة.. ليتها تنقطع من حياتي.. بل ليت حياتي تنقطع منها.. لا أريدها أن تأتي أو تمر عليه.
في كل دقيقة منها.. أرسل عبراتي عبره تلو العبرة تدفئ دموعه
أرسل زفراتي زفرة تلو الزفرة تبحث عن أنفاسه
في تلك الليلة أحتاجه.. بمقدار صدق كل ليالي معه...
في تلك الليلة أبحث عنه ويبحث عني، وكلانا يهرب من الآخر.
في تلك الليلة أحتاج أن أبكي على كتفه.
أحتاج أن أفرغ كل حزني... كل... خ... و... ف... ي...
أحتاج ضعفي وقوته...
أحتاج أن أبكي بين ذراعيه ملء ما أحببته...
أحتاج أن أشهق على صدره ملء ما ضحكت معه...
أحتاج أن أدفن رأسي وكل حسراتي فيه...
أحتاجه بكل ما تعنيه الكلمة.. عيناه ويداه وحناياه...
أحتاج قلبه وحبه...
أحتاج حتى حروف اسمه...
آه... أيها الليل التواق.. الشواق...
وآه أيها الفجر القتال...
لا أريده أن يتعذب بسببي... لا أريده أن يذرف دمعة واحدة علي...
لو لم نتلق ما تعذب.. لو لم نتلق ما بكى.. ما تذكر...
لا أدري أألوم على القدر الذي فرقنا.. أم ذاك الذي جمعنا...
أألوم على قلبه الذي يعطي؟؟ أم على فؤادي الذي يتعلق؟؟
ادعو الله بصدق أن ينساني...
في تلك الليلة..
ليت روحي تفيض قبل أن أشعر بغصته...
ليت أنفاسي تموت قبل أن تضطرب أنفاسه...
ليت ذا القلب يفنى.. يهلك قبل أن تذبحه الذكرى...
ليت تلك الليلة نقطة في السراب.. بل ليتها لا شيء يسبح في اللاشيء ويموت في اللاشيء...
ليتني لم أكن له...
لكن قدري أن أكون ألم من أحب...
وأن أحمل من العذاب ضعفاً.. ومن الأنين حملين ومن الحنين بقدر ما عشت...
لكم أكره أن أكون تحت رحمة الأيام.. لكم أكره لغة الدموع.. لكم أمقت حرارة الرحيل.. ولكم تكويني صورة اللقاء... وذكرى البسمات.. لكم تقتلني تلك الذكرى ألف مرة...
أف لظلم دنيا جائرة كذبت ملء ما صدقت...
أف لقسوة ظروف ما رحمت عيناي.. ما رحمتني...
أف لضحكات تبكي ملء ما اشتاقت.. ملء ما خافت.. وصيتي إليك يا عمري.. يا صدقي.. أن تنساني وأن تذكرني.. وصيتي لعينك أن تحتويني قبل أن أرحل.. وعن قلبي لا تسأل.. فلن أنساك يوماً.. أقسم أن أخنقه قبل أن ينساك...
فايزة الحميد |