أقرأ كثيراً عن حوادث صدم الأعمدة على جنبات الطرق بين المدن وفي محافظتي (البدائع) و(الرس) توجد مشكلة خطيرة لا توجد في محافظات القصيم الأخرى إلا بشكل قليل ونادر.. وقد عانت هاتان المحافظتان من هذه المشكلة دهراً وذهب بسببها ضحايا أبرياء.. إنها مشكلة (الأعمدة الهوائية للكهرباء) أو(الضغط العالي)، هذه الأعمدة وجدت على الطرق الرابطة بين محافظات المنطقة وفي الشوارع بمحافظة الرس ومحافظة البداع وشوارع في محافظات أخرى.. وجدت بتخطيط عشوائي نادر.. ففي بعض الشوارع توجد في وسطه تماماً ومحاطة بالأسفلت من كل جانب وكأنها (مسمار جحا) المشهور.. إن لهذه الأعمدة مشاكل كثيرة جداً أستعرض طرفاً منها:
1 - الاصطدام بهذه الأعمدة زاد بشكل كبير وخصوصاً الموجودة على الطرق الرابطة: طريق البدائع - الرس، البدائع - عنيزة، البكيرية - المطار.. وهي توجد على حافة الطريق وملاصقة للإسفلت في كثير من الأحيان وفي حالة أي اختلال لعمود (عمود الاتزان) للسيارة أو انحراف بسيط لها ترتطم بأحد هذه الأعمدة فوراً وبنسبة قد تزيد على 50% لأنها مزروعة على مسافات متقاربة (كل 50 م) وبشكل ثابت وبشكل مصفحّ يجعل السيارة التي تصطدم بها تنشطر إلى نصفين أو تغدو عجينة دون أن يتأثر العمود أو يصيبه شيء إلا خدوش بسيطة وحتى إذا كانت السرعة قانونية. ولنفترض أن السرعة العالية هي السبب فلماذا يتم زرع هذه الأعمدة بهذا الشكل الخطير.. وكأنه لا يوجد لها أي مكان آخر في الفضاءات الواسعة والصحاري والقفار الخالية والتي قد تكون أقرب مساراً. وحوادث الاصطدام بهذه الأعمدة مهلكة وقد يحدث بسببها ماس كهربائي وفي كل فترة نسمع عنها ونسمع حوادث الارتطام بها من مكان بعيد ونرى السيارات المنشطرة والمحطمة بسبب هذه الحوادث.. فلماذا الاصرار على زرعها على حواف الطرق ونحن نرى هذه الحوادث تزداد.. ونحن نرى في كل عمود ضربة.. وفي كل عمود ندبة.. وكل عمود قد شهد حادثاً.. ولكل عمود عدد من الضحايا والمشلولين..!!
2 - داخل المدن (الرس والبدائع خصوصاً) نشاهد هذه الأعمدة وهي تزاحم الشوارع وتزرع في منتصفها وعلى حوافها وكل المسارات وكل مواقف السيارات وتسبب حوادث مروِّعة وسجلات المرور تشهد بذلك.. وبشكلها المقزِّز والمشوه وكأنها بثور في وجه المدن ترى وهي تحمل خزاناتها التي هي أشبه بالقنابل الموقوتة التي تهدد بالانفجار.. والكيابل الممتدة فوق سطوح المنازل وهي تحمل الموت والدمار فوق رؤوسنا وفوق منازل وتستبيح أجواءها.. وترسل المجالات المغناطيسية التي أثبتت الأبحاث العلمية ضررها على الإنسان.
3 - هذه الكيابل الهوائية والأعمدة والخزانات التي تمتد فوق أسطح المنازل لها قصص مرعبة وحوادث مروعة.. حيث أن كثيراً من الأطفال الذين لا يفقهون شيئاً يصعدون إلى أسطح المنازل ويعبثون بها بأسياخ حديدية فيغدون جثثاً متفحِّمة بسبب الماس الكهربائي.. كيف استباحت شركة الكهرباء أسطح المنازل وزرعت الدمار فوقها بهذه الطريقة.. لسبب بسيط وهو أن تكلفة الكيابل الهوائية أقل من الأرضية المدفونة تحت الأرض. وفي كثير من الشوارع تقص الأشجار من أعلاها حتى لا تصل إلى أعمدة (الضغط العالي) وتلتمس بها.
4 - إن الحل الوحيد لهذه الكيابل والأعمدة هو تحويلها إلى (كيابل أرضية) وخصوصاً في محافظة (الرس والبدائع) لأنها مشاهدة بها في كل شارع وفوق سطح كل منزل.. حتى وإن زادت تكلفتها فحياة الإنسان أهم من المال.. وأرجو من شركة كهرباء القصيم أن تلتفت لهؤلاء الأبرياء وتنظر لعدد الضحايا وتعيد حساباتها. وأملنا كبير في مجلس منطقة القصيم النشط الذي يقوده الأمير الهمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بالتوجيه بدراسة الحلول الكفيلة بحل هذا الأمر وإيقاف مسلسل الضحايا.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني محافظة البدائع |