إشارة إلى ما كتبه الدكتور عبد الرحمن بن صالح العشماوي بعنوان الرشوة في صفحة محليات يوم الاثنين الموافق 5 - 3 - 1427 هـ بالعدد 122410، فقد اعتراني الخجل من أن أعقب على ما كتبه الدكتور عبد الرحمن لأنه أعطى الموضوع حقه، وعرّفه اجتماعياً ولغوياً، وبيّن أضراره على المجتمع بأسره، ولكن أحببت أن أشارك في تفعيل الكتابة عن موضوع الرشوة التي انتشر فيروسها بين المجتمعات، فأصبحت كالسرطان والإنفلونزا والإيدز تفتك بأجساد البشر، يتداولها بعض ضعاف النفوس في قضاء الحوائج بالباطل في شتى أنواع المصالح الخاصة والعامة، وأصبحت مطية لهم يخترقون بها ضمائر وعقول البعض للوصول وتحقيق أهدافهم بغير حق شرعي أو نظامي، وقد تجاوزوا بتلك الرشاوى والهدايا الخاصة كل القوانين والأنظمة والتعليمات وألحقوا الضرر بالآخرين وأكلوا أموال الناس بالباطل والبهتان.وقد دخلت الرشاوى في كل المجالات عالمياً كتزوير العملات والغش التجاري وتزوير الوثائق والمستندات الرسمية والتستر على المجرمين والإرهاب وتجارة المخدرات والسلاح، والحصول على الوظائف والمناصب الإدارية والفنية والمالية المرموقة، كذلك المناقصات والمقاولات المتعلقة بالمشاريع العملاقة وبيع الأدوية المغشوشة والمسرطنة والمواد الغذائية الفاسدة والكماليات المستهلكة الضارة صحياً.هكذا دخلت الرشوة وفتكت في خصوصيات المجتمع حتى تساقطت المشاريع العملاقة على رؤوس الناس بسبب بيع الضمير بحفنة من المال، وارتكبوا الجرائم بحق الدولة والوطن والمواطنين، لقد حطت الرشوة رحالها في عقر الإدارات والشركات والمؤسسات حتى حل بها الفساد الإداري والاختلاس المالي والتخلف الإنمائي ففتكت البطالة بالمجتمعات، وأصبح الرجل ممن يحمل العلم والأدب والثقافة والمهنة يحسب في عداد البطالة، بينما توكل الوظيفة لغير أهلها مما زاد العمل الإداري والمالي تعقيداً بسبب ترسيخ الرشاوى في الضمائر الميتة في كل دول العالم تحت مسميات مختلفة كالهدايا والواسطة.ألا تستحق جريمة الرشوة الوقوف ضدها عالمياً بعقد اللقاءات والمؤتمرات، لأنها خطر على البشرية بكل أديانها، وقد ورد في الحديث الشريف: (لعن الله الراشي والمرتشي، والرائش الذي يمشي بينهما) واللعن الطرد من رحمة الله - عز وجل -.ألا تستحق الرشوة أن يقام لها أسبوع يسمى أسبوع مكافحة الرشوة مثل أسبوع الشجرة وأسبوع المرور والصحة وغيرها... وذلك لتذكير الناس بخطرها على الفرد والمجتمع والوطن، وتقام فيه المحاضرات والاجتماعات على كل المستويات محلياً وعربياً وخليجياً، ويعلن ويكافأ من يستحق المكافأة في الكشف عن المرتشين، يكافأ أمام الملأ تشجيعاً على قطع دابر المفسدين واجتثاث هذا المرض الخبيث الذي فتك بكل المجتمعات، أسأل الله لنا ولهم الهداية إنه سميع مجيب وبالله التوفيق.
عبد الله الدعزاز الموسى - الرياض
|