|
انت في"الرأي" |
|
أصبح البعض منا في هذه الأيام يجهل حقيقة مشاعر صديقه أو زميله نحوه وصار لا يعرف قدر قيمته وميزانه الحقيقي عندما همّ على وجه التحديد وأصبح أيضاً يدرك مكانته بالنسبة لأصدقائه وزملائه على الرغم من الجو المليء بالمحبة والطاعة الدائمة والاحترام.. إلخ المحيط به والذي يطوقونه به ويهيئونه من أجله متنافسين في ذلك، فهو في خضم ذلك يقف حائراً متسائلاً بينه وبين نفسه عن سبب هذه المعاملة التي بدأ يحس أنها أخذت تخرج عن القاعدة المتعارف عليها وتقفز فوق الحدود أنه يتساءل ويقول: أنا مدير كأي مدير آخر أعمل ما يمليه علي ضميري وما تفرضه متطلبات العمل وإنجازاته فما الذي يدعو هؤلاء إلى احترامي وطاعتي إلى هذا الحد هل لأني عزيز عليهم لهذه الدرجة؟ وهل هم مقدرون عملي وسني إلى درجة طاعتي حتى في حالة الخطأ غير المقصود رغم إدراكهم له واحترامي إلى أبعد الحدود حتى أنه في النهاية يصدق ذلك ويحسب أنه هو الوحيد الذي يجهل نفسه ويجهل قيمته وأهميته ومكانته وتمضي به الحال ثم لا يلبث أن يقارن بين هذه الفئة والفئة الأخرى من موظفيه فيتساءل مرة ثانية لماذا معاملة هؤلاء تختلف عن هؤلاء؟ ويبدأ في المقارنة فيجد أنهم في أداء عملهم ونشاطهم سواء بسواء غير أن الفرق بين الفئة الأولى والفئة الثانية: أن الأولى تحاول دائماً أن تكثر من التودد وتقدم أي شيء حتى خارج نطاق العمل لماذا هؤلاء لا يفعلون مثلهم؟ وهنا المشكلة ويبدأ داء الحساسية والحقد اللا إرادي يسري في نفسه وقلبه حتى يطغى على كل تفكيره لدرجة انه يوجه كل اهتمامه إليهم لعل نظره يقع على خطأ صغير من أخطائهم اللا إرادية أو يقع على مسمع منه هفوة صغيرة حتى يسارع بالعقاب وبزيادة الكره في قلبه الطيب الذي امتلأ بسواد الظلم والتملق تلك الفئة، جاهلاً أن ما يفعلونه من أجله كما يعتقد ليس إلا زيفاً في زيف وليس محبة نابعة من القلب واحتراماً صادراً من نفس طيبة، وفكر نظيف، في حين أنه لو يحال إلى التقاعد أو ينقل إلى مكان آخر لا يجد من يسأل عنه أو يزوره ويذكره بالخير بمجرد معرفة متملقيه أن لا فائدة مرجوة منه ولا مصلحة يأملون في الوصول إليها على يديه إنه عصر التملق والمحاباة أبعدني الله وأياكم عن مثل هذه الفئة. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |