|
انت في |
* الرياض- شيخة القحيز :
المنسية وتأتي قصيدة (المنسية) للشاعر سامي البكر لتجدد مواجع الأمة التي تعيش شتاتاً وفرقة وتمزقاً فأين أبناؤها مما أصابها؟ وأين حماتها من أعدائها المغتصبين؟ وأين نور الهداية الذي يمسح ظلمات الجهل والتخلف؟ وتمضي القصيدة تبث أساها في مقاطعها الثلاثة مستثمرة معجم الحزن:(الزفرات، العبرات، أكفكف أدمعي..) ثم نراه يشهر ضميرها الحاضر الغائب، فيشدو يلملم جراحه:
ويعارض الشاعر شيخموس العلي (ابن الوردي) في قصيدته: (إنما الدنيا ابتلاء فاصطبر) وهي تنهض من حدائق الوعظ، ولا تأبه بالخيال الشعري، وتقطف أزهار الحكمة من خلال أسلوبها الإنشائي الطلبي متمثلا بالامر والنهي مثل:(قم، تواضع، لا تكن، لا تميز..). ولعل الشاعر أحسن المطلع من خلال النداء إذ يقول:
ملحمة النور ونصبو إلى مكة المكرمة موئل الأمة الأخير في شوقها إلى المجد، وصبوتها إلى العزة والكرامة. كما يبشرنا الشاعر د. عمر خلوف في قصيدته:(ملحمة النور) ذلك لأنها مهوى القلوب، وقبلة الكون، وتوأم الشمس تاريخياً ولذا يخاطبها بوجدانية مفعمة بالأمل:
وتألقت قصيدة شاعرنا عمر خلوف بمضمونها السامي، وصورها الشعرية الايحائية المبتكرة. بين الأندلس والقدس ولم تزل أشجان الأمكنة والبلدان تنزف في قلوب شعرائنا، فهذا الشاعر جميل الكنعاني ينكأ جرحه هوى الأندلس السلبية في الماضي كما تدميه جراح فلسطين المغتصبة في الحاضر فتحتدم أحزانه في قصيدته:(هوى الأندلس):
ويذكي الشجى لهيب الشوق لدى شاعرنا جميل الكنعاني، فتبدو له فلسطين مكبلة حزينة تحت نير الاحتلال اليهودي البغيض.
لا تلومها (هنادي) أما قصيدة (لا تلوموها هنادي) للشاعر د. عبدالمعطي الدالاتي من سورية فشداها عنه الكاتب أيمن ذوالغنى بصوت ندي، فقد عبرت عن شموخ نساء فلسطين، وجهادهن المتواصل للطغاة المحتلين من اليهود المجرمين، كما جاءت ذت عاطفة متوقدة، وشاعرية كبيرة، وهي تحكي قصة الشهيدة الفلسطينية (هنادي):
سمه إن شئت: جمرا.. أو لهيباً أو (هنادي)..! في رثاء الأديب الخفاجي ويأتي رثاء الأديب الإسلامي الكبير د. محمد عبدالمنعم خفاجي ليحكي سيرة هذا المعلم الشامخ الذي فقدناه في ساحة الفكر والعلم والأدب في قصيدة: (عندما أكمل الرسالة) للدكتور زهران جبر من مصر، وقد أنشدها نيابة عنه الأديب شمس الدين درمش، تميزت بسمو المعاني، واستقصاء موفق لجوانب دقيقة من حياة أديبنا الراحل إذ يقول:
أما ما قُدم من النثر في هذا الملتقى فكانت قصتان قصيرتان الأولى للقاص سعد جبر، بعنوان (مسك البداية) التي أتت تعبر عن مشهد قلق لشاب في يوم خطبته، وقد نجح الكاتب في إقناعنا بخاتمتها إذ سادت السكينة قلب هذا الشاب بعد رضا والدته عن تلك الفتاة. وقدم القصة الثانية الأديب د. وليد قصاب وهي بعنوان:(في غرفة الانتظار) التي شدت الجمهور بحسن إلقائها، وتتابع أحداثها الشائقة، وهي تحكي قصة أستاذ جامعي يبحث عن عمل بعد نيله أعلى الشهادات، ولكنه يصاب بالإحباط حين يلجأ إلى مكتب إحدى زميلاته في الجامعة التي صارت ذات نفوذ كبير بتأثير من جمالها، لا علمها، فلم تأبه به، بل لم تقابله، وقد جاءت نهاية القصة تزخر بالسخرية والطرافة. وقد أكد الناقد د. وليد قصاب في تعليق عام على الأمسية ضرورة تحسين المستوى الفني في العمل الأدبي، إذ لا يشفع المضمون النبيل للشكل المتواضع في الأدب. فالأدبية متقدمة على الإسلامية في بناء الأدب الإسلامي، وبدونها لا يؤدي الأدب الإسلامي رسالته المنشودة. حضر الملتقى نائب رئيس المكتب الإقليمي د. ناصر الخنين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |