في العدد رقم 12305 وتاريخ الأربعاء 11-5- 1427هـ طالعت ما كتبه الأخ عبدالرحمن سعد الحاقان من الوادي تحت عنوان (أصبحت (العربية) غريبة بين أبنائها) ويتحدث الأخ الكريم عن اللغة العربية.
وإذا بحثنا عن أسباب الجفاء والإهمال وعدم استعمال اللغة العربية من أبنائها نجد أن السبب يعود بالدرجة الأولى إلى ابتعاد أبناء اللغة عن لغتهم وتأثرهم بباقي اللغات الأخرى ومحاولة مجاراة الغير في التعبير عن الكلام (لمحاولة إفهام الغير) بلهجة عربية مكسرة ومهزوزة لا تمت للغة العربية بصلة هذا من ناحية العامة.
أما المثقفون والكتاب والدارسون للعلوم المختلفة فقد أصبحت اللغة العربية عندهم لا تكتمل إلا بوجود مصطلحات إنجليزية أو فرنسية أو أي لغة أجنبية أخرى والسبب في ذلك يعود إلى المباهاة والتأثر والإعجاب المنعكس على شخصية هذا المثقف فلا يكلمك إلا ويختم أو يجيبك بكلمة أو عبارة أجنبية كل ذلك حتى يقول الناس عنه إنه مثقف وبارع في اللغة الأجنبية تلك.
إن اللغة العربية تشكي وتبكي من تجاهل أبنائها لها ولو بحثنا عن حلول لحماية هذه اللغة لوجدنا منها الآتي:
1- ضرورة أن تكون كل المكاتبات الرسمية في الدوائر الحكومية والقطاع الخاص باللغة العربية الفصحى.
2- الحرص على مسميات المحلات والشركات التجارية وأن تكون بكلمات وأسماء عربية معروفة وهذه المسألة تتحملها وزارة التجارة بالدرجة الأولى وأمانات المدن وبلديات المحافظات والغرف التجارية وممارسو النشاط التجاري.
3- ضرورة حث الطلبة والمدرسين والمرشدين على التكلم باللغة العربية الفصحى وليس اللهجة العامية وجعل التدريس في المدارس من الابتدائية حتى الجامعة بهذه اللغة.
4- الإكثار من الندوات والأمسيات الثقافية التي تُدار باللغة العربية عن طريق الأندية الرياضية (القسم الثقافي) والنوادي الأدبية والنشاط الثقافي المدرسي ما دون الجامعي والجامعي.
5- إظهار عظمة هذه اللغة وما تحويه من درر نفيسة ويكون ذلك عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالمكتبات العامة التي تعيش البيات الشتوي من قلة المرتادين لها.
6- تشجيع الشباب بمختلف طبقاتهم رجالاً ونساءً على الإكثار من قراءة وحفظ كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتبسيط المعاني المستفادة منهما والاهتمام بحلقات تحفيظ القرآن في كل المناطق والمحافظات.
7- ضرورة أن يكون التخاطب المنزلي والأسري باللغة العربية الفصحى حتى نغرس حباً للغة والانتماء اللغوي في أبنائنا منذ الصغر.
وأخيراً إن لغتنا العربية أعظم لغة في الدنيا ولا يوجد لغة تجاريها في المعاني والجمال وليس العيب في اللغة العربية ولكن العيب فينا نحن وكما قال الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا وليس لزماننا عيب سوانا |
وكما قال شاعر العربي على لسان اللغة العربية:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي |
ويكفينا فخراً نزول القرآن الكريم بها وكذا السنة النبوية.
فيا أمة اللغة العربية أين أنتم من الدرر المكنونة؟ وأين أنتم من المعاني السامية في لغة الضاد التي يفخر بها كل إنسان على وجه الدنيا؟ فاللغة العربية هي سيدة لغات الدنيا.
وللقراء والأخ عبدالرحمن الحاقان ومحرر الصفحة تحياتي ودمتم.
فهاد بن مبارك الضحيان الدوسري محافظة وادي الدواسر |