إن من أهم أهداف المكتبة المدرسية ومركز مصادر التعلم في مدارس التعليم العام والخاص ومدارس الدمج دراسة ميول الطلاب القرائية وتنميتها وتوجيهها، والتعرف على مشكلاتهم القرائية، والعمل على حلها، وسوف نركز على فئة الطلاب الصم خصوصاً.
فمن أهم الصفات الرئيسة التي يتسم بها أمين المكتبة أو مركز مصادر التعلم في المدارس التي ينتمي إليها الطلاب الصم أن يكون على دراية تامة بالأهداف التربوية للمكتبة المدرسية ومركز مصادر التعلم، وأن يكون دارساً جيداً للخصائص النفسية والعضوية لهذه الفئة من الطلاب، وأن يكون قادراً على الاتصال بهم مجيداً للغة الإشارة وعارفاً بكيفية التعامل معهم وباحتياجاتهم وكيفية تحقيقها، ثم عليه أن يكون على دراية باهتماماتهم وما يناسبهم من معلومات.
وفي هذه المدارس يقوم الأمين حسب طرق التواصل المتبعة مع الطلاب الصم بتعريفهم بما تشتمل عليه المكتبة أو المركز من مصادر للمعلومات، واستثارة رغبتهم في القراءة، وتنمية مهارات استخدام المكتبة أو المركز التي تساعدهم في الحصول على المعلومات المناسبة لهم.. وعندما يقوم الأمين بتنمية هذه المهارات فهو بذلك يعمل على تنمية القدرة على اختيار مادة القراءة وتقويمها للضعفاء في القراءة من هذه الفئة من الطلاب، وهو أيضاً يساعدهم على فهم المواد المقرءة، وعلى تنظيم المادة المقروءة، وكذلك التعرف على الأفكار الأساسية في الموضوعات وترتيبها.
ولا شك أن تأهيل الأمين تربوياً ومهنياً يساعده على فهم سيكولوجية الطلاب الصم وإدراك الفروق الفردية بينهم، وبالتالي يستطيع أن يوفر مصادر المعلومات المناسبة للطلاب الضعفاء في القراءة، وأن يوفر المجموعات المناسبة من المواد المطبوعة وغير المطبوعة، وأن يعرض عليهم ما يحببهم أو يشدهم إلى الكتب والمجلات ومصادر المعلومات الأخرى التي تجمع بين الرسوم الشائقة والإخراج الجيد والطباعة المتقنة، وهذا الترغيب في حد ذاته يُعد هدفاً رئيساً من أهداف المكتبة المدرسية المطورة ومركز مصادر التعلم الفعال التي يعمل على تحقيقها الأمين الذي يضع في اعتباره دائماً تكوين جيل قارئ يقدر الكتب ويحسن الإفادة منها، ويمكن تحقيق هذا بوسائل عدة منها:
1- تنوع مصادر المعلومات حتى يجد الطالب في المكتبة أو المركز ما يناسب ميوله، على أن يكون التنوع في المضمون وفي مستويات الكتب والدوريات حتى تناسب مختلف مستويات الطلاب، ثم إتاحة فرص الاختيار أمامهم، وعدم إجبارهم على قراءة مادة معينة في كتاب معين مع ضرورة التوجيه والإرشاد.
2- معاملة الطلاب باتباع الطرائق التربوية المناسبة، بحيث يتجنب الأمين الأساليب السلبية التي تنفرهم منه أو من الكتاب والمكتبة أو المركز.
3- مساعدة الطلاب الصم على التركيز وحصر المجهود العقلي وعدم تشتت الذهن وعدم التعرض للأصوات العالية والضجيج أثناء القراءة داخل المكتبة أو المركز وذلك بأمرين:
(أ) أن تشتمل المكتبة أو المركز على مقصورات فردية للقراءة للمساعدة على التركيز وعدم التشتت.
(ب) أن تكون المكتبة أو المركز مزودة بمكيفات عديمة الصوت وتكون أرضيتها مفروشة بما يمنع ارتداد الأصوات ويضخمها وذلك للتخفيف من الآثار السلبية المترتبة على ذلك التي يجدها الصم أثناء القراءة.
4- التعاون بين الأمين والمعلمين على رسم خطة لتشجيع الطلاب وترغيبهم على قراءة مواد تناسبهم حسب الميول والاتجاهات والأعمار وبما يتفق مع خصائصهم واحتياجاتهم عن طريق التشويق وإثارة الاهتمام.
5- الإفادة من الندوات والمسابقات وتشجيع الطلاب على المشاركة فيها لتنمية المقدرة القرائية وإثراء الحصيلة اللغوية وذلك بالاتفاق مع معلمي اللغة العربية خصوصاً والتعاون معهم في التنسيق على إقامتها.
6- وضع المعززات والمشجعات واعتماد أسلوب الثواب والتعزيز لتحفيز الطلاب الصم وبخاصة الضعاف في القراءة منهم على حب القراءة والاطلاع وكثرة ارتياد المكتبة أو المركز في أوقات الفسح والفراغ حسب خطط مقننة ومدروسة بما يساعد تدريجياً على رفع مستواهم اللغوي والقرائي.
|