Friday 30th June,200612328العددالجمعة 4 ,جمادى الثانية 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

إلى جنة الخلد يا شيخنا الحماد إلى جنة الخلد يا شيخنا الحماد
صالح بن عبدالكريم بن إبراهيم الجمعة

هذا المقال مقال من القلب أملاه الواجب ورحب به العقل وسطره القلب، تساعده الجوارح وتمليه العواطف، كتبته عندما حلّ الهم وخيّم الغم، واشتد الكرب وعظم الخطب وضاقت السبل وبارت الحين فناديت الله: (لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم) تذكرت أن الموت حقيقة لابد منها.. (كل من عليها فانٍ) فالموت كأس مشروب ونهر مورود وباب مدخول، فانهمرت الدمعات واشتدت العبرات واضطربت الأنفاس وارتجفت الأطراف على فقدان أبي إبراهيم الشيخ صالح بن محمد الحماد إمام وخطيب جامع الغماس سابقاً ثم إمام مسجد الحماد بالغماس حتى وفاته، فإن فقده أمر عظيم يمزق القلب ويقطع الأحشاء.. فعزائي لأولاده وزوجاته وأقاربه وأصدقائه، فاصبروا وتصبروا واحتسبوا الأجر من عند الله وتذكروا أنه عارية والخالق أولى به..
واعلموا أن المصائب كنوز الرغائب.. واعلموا أن الإيمان بقضاء الله وقدره له دور كبير في طمأنينة النفس والقلب عند المصائب، خصوصاً إذا أدرك العبد تماماً أن الله تعالى لطيف بعباده يريد بهم اليسر وكل خير.. هذا هو قلمي يعبر عن مشاعر فاضت بالحزن واشتعلت في صدري وكياني..
فكم كان عبئاً مؤلماً وخبراً مفجعاً رحيلك يا أبا إبراهيم.. مصابنا مصاب جلل خيّم على أركان بيوت أولاده، أحس به الكبير والصغير ولكن للأيام صروفها والله يقدر لنا ما يشاء.. ما أصعب الرثاء، وما أشد الفراق وليس أي فراق، فراق والد عن أبنائه.. لقد ذهبت وبذهابك بكى الرجال وصاحت النساء وفجع الكبير والصغير ففي يوم السبت الموافق 21 - 5 - 1427 هـ أنشبت المنية أظفارها وجاء الأجل محتوماً انتقل الشيخ صالح بن محمد الحماد إلى رحمة الله في مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، فقد عاش ونشأ -رحمه الله- وتعلم العلم وحفظ القرآن، فنشأ محباً للعلم، مشجعاً إليه بكل ضروبه، كان يتمتع بصفات عظيمة في تعامله وأقواله وأفعاله، فلقد كان الحديث عنك في حياتك صعباً وبعد وفاتك ورحيلك أصبح أصعب، علمت أولادك على الشجاعة وعلى الكرم والإخلاص في العمل، أنشأتهم على حب الخير والإحسان إلى الآخرين، خصوصاً الفقراء منهم والمحتاجين أنشأت الجميع على الألفة والمحبة ووحدة الكلمة والصف وعلى عدم الاختلاف.. أصبح جميع الأسرة شعارها (الصغير يحترم الكبير والكبير يعطف على الصغير) كان دائماً يوصي الجميع بتقوى الله وعلى الصلاة والحفاظ عليها وعدم تأخيرها.. علمنا على الأخلاق الحسنة كان دائماً يحذر الجميع من الفتن ويطلب اختيار صحبة الأخيار من الرجال، علمهم الحلم والعفو والصفح وعدم الإساءة للآخرين والإحسان للفقراء والمحتاجين.
هذا هو جزء من أفعال الشيخ صالح بن محمد الحماد -رحمه الله- فله الرحمة والمغفرة.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved