ما زال مسلسل أخطاء الأطباء يتكرر مرة تلو الأخرى، وفي مهاتفة تليفونية من إحدى صديقاتي التي تقطن في منطقة صيدنايا الجبلية ذات الجو الأخاذ. حدثتني عن طبيب أجرى عملية - تدبيس معدة لشقيقها، ومنذ ذلك الحين، وهو يعاني الأمرين وفي كل مرة يدخل إلى المستشفى وتجرى له العديد من العلميات الجراحية!
قبل أيام قلائل جاءني خبر وفاته إثر نزيف حاد، لم أتمالك نفسي فقد هوى عليّ الخبر كالصاعقة، وبين يقين بقضاء الله تعالى وقدره وعدم صدق ما سمعت ومهما كان وقع المصاب الحمد لله على قضائه!
هذه قصة من آلاف القصص ترقى إلى العجب عن أطباء فقدوا شرطهم الإنساني في التعامل مع أجل وأنبل مهنة بإهمالهم في تأدية واجبهم وسوء مصداقيتهم حتى مع أنفسهم.. هذا المسلسل الدرامي الذي لا ينتهي، رغم إيماننا بقضاء الله وقدره، فالحديث عن هذا الموضوع ذو شجون عن فئة من المفترض أن تساعد في تخفيف آلام الناس، فقد أصبحت الأرواح لديهم أرخص كائن يحيا على سطح الأرض!
ونتذكر قول من لا ينطق عن الهوى (من عمل منكم عملاً فليتقنه).. فمن هو الذي يراعي الله في عمله ويخلص له؟
وما زالت سلسلة أخطاء الأطباء التي لا يدفنها التراب تتكرر كل يوم وهناك عشرات بل مئات المآسي التي تحدث نتيجة الخطأ! لقد تناسى أكثرهم اليمين الذي أقسم به حين تخرجه على حمل تلك الأمانة الثقيلة التي تبرأت منها الجبال والأرض وحملها الإنسان وكان ظلوماً جهولاً!
إن الطب رسالة إنسانية.. ولكن القلة من يدرك ذلك، وأصبحت في زماننا هذا تغلب عليها سمة المصلحة الخاصة..!
ولعل الكثيرين تناسوا شأن هذه المهنة الإنسانية العظيمة، ولا أعلم لماذا لا يحاسب الطبيب المخطئ؟!
مرفأ
كم عدد الأطباء ذوي الضمير اليقظ في هذا العالم؟!
|