الوفاء من شيم العرب وهو ما يعبر عن علو قيمهم وأصالة معدنهم. ونحن في هذا الوطن الكبير برجاله وإنجازاته جبلنا على هذه الخصلة الحميدة ومدينة بريدة باعتبارها جزء عزيز من هذا الوطن الغالي اعتادت على أن تكون وفية مع أبنائها البررة ومع كل من يضع لبنة تحقق هدفاً سامياً من خارجها.
مهرجانات بريدة الأربعة لم تخل من الوفاء أيضاً سواء لرجال خدموا مدينة بريدة أوخدموا وطنهم إما باختراع أو بتفوق علمي أو بتسنم منصب قيادي في أجهزة الدولة. وتبعاً لذلك كان لمهرجان بريدة الحالي لمسة وفاء جميلة سرت الخاطر تمثلت في تكريم الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة القصيم لتنظيمها مهرجان بريدة في العامين الماضي والذي قبله بدرع قدمه راعي حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم للمربي الفاضل والأستاذ الكبير صالح بن عبدالله التويجري مدير عام التربية والتعليم للبنين بالقصيم ورئيس اللجنة العليا للمهرجانين السابقين.
فهذا الإنسان الرائع أفنى شبابه في خدمة وطنه بإخلاص منقطع النظير ودانت له مدينته الحبيبة بالكثير من الأعمال الرائعة كما يدين له معظم شباب المدينة لدفعهم ودعمهم وتشجيعهم على التسلح بالعلم حتى نال معظمهم درجة الدكتوراة وأصبحوا في مواقع قيادية داخل منطقة القصيم وخارجها..
وقيادته للنجاحات الباهرة التي حققها في المهرجانين السابقين ليست آخر إنجازاته فهو زاده الله وأعطاه على قدر نيته ومحبته لوطنه موسوعة في العلم وطاقة لا حدود لها في العمل وفكر نير وحكمة صائبة دوماً.
وزملاؤه الذين شاركوه النجاح هم الآخرون يستحقون الثناء والتقدير فلقد أمتعونا بما قدموه من مناشط جعلت من صيف بريدة صيفاً مختلفاً بالفعل.. وهذه اللمسة الجميلة التي عبرت عن وفاء اللجنة المنظمة لزملائهم الذي سبقوهم أعطت للعاملين الحاليين حافزاً كبيراً لبذل المزيد من العمل فجاء مهرجان هذا العام متسماً بالإبهار ومحققاً للغاية ومرسخاً لبريدة خصوصيتها في القدرة على التفوق وتحدي الذات وهو سر نجاحات المناشط التي تقام هنا..
وندرك في ذات الوقت أن عملهم سيكون محل الثناء والتقدير وأنه لن يمر مرور الكرام بل سيأتي اليوم الذي سيقطفون فيه ثماره من خلال لمسة وفاء جديدة.
ألم أقل لكم بأن مهرجان بريدة يدار بطريقة احترافية بحتة.
* المدير الإقليمي لجريدة الجزيرة بالقصيم |