* سيدني - (د. ب. أ):
أحيت استقالة مرعي الكتيري من منصب رئيس الوزراء في تيمور الشرقية أمس الاثنين الأمل في أن تكون القلاقل السياسية التي أسفرت عن مقتل العشرات ونزوح عشرات الآلاف إلى مخيمات اللاجئين في البلاد قد اقتربت من نهايتها.
وقال الكتيري في تصريح إلى الصحفيين نقلته إذاعة (إيه. بي. سي) الأسترالية في تقرير لها من ديلي عاصمة تيمور الشرقية: (أنا مستعد للاستقالة من منصب رئيس الوزراء.. من أجل صالح بلدنا، فأنا أتحمل نصيبي من المسؤولية عن الأزمة التي تؤثر في بلادنا). وأضاف الكتيري وهو محاسب حصل على شهادته الجامعية من موزمبيق: (أنا مصمم على عدم المساهمة في تعميق الأزمة).
ومن جانبه وصف مارك فايل رئيس الوزراء الأسترالي بالوكالة هذه الخطوة بأنها (إيجابية)، وأشاد بالدور الذي اضطلع به رئيس تيمور الشرقية شانانا جوسماو في ضمان حدوثها. وقال فايل للصحفيين في كانبرا إن جوسماو (حقق هذه النتيجة، ونأمل في أن يؤدي ذلك إلى استعادة السلام) في تيمور الشرقية.
ويعتقد الكثيرون أن رفض الكتيري الاستقالة خلال الأسابيع الأخيرة هو الذي أجّج أسوأ موجة من أعمال العنف تشهدها تيمور الشرقية منذ الاستقلال عن إندونيسيا عام 2002م.
وجاء إعلان الكتيري بعد أقل من 24 ساعة من تثبيته في منصب رئيس حزب فريتلين الحاكم وهو أمر أدى إلى استقالة خوسيه راموس هورتا الذي كان يشغل منصبي وزير الخارجية والدفاع في الحكومة. ويشغل حزب فريتلين 55 من إجمالي 88 مقعداً في البرلمان.
يذكر أن راموس هورتا الذي قدم نفسه الشهر الماضي بديلاً للكتيري الذي تدنت شعبيته بشدة، حليف مقرب للرئيس شانانا جوسماو الذي كان قد هدد بالاستقالة إذا لم يقدم رئيس الوزراء استقالته متحملاً المسؤولية عن الاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال الشهور الأخيرة.
وقال الكتيري في البيان الذي أعلن فيه استقالته من منصبه إنه اتخذ هذه الخطوة تجنباً لرحيل جوسماو بطل الحرب ومؤسس البلاد. وربما كان تهديد أستراليا بسحب قواتها من تيمور الشرقية من الأسباب التي دفعت الكتيري إلى اتخاذ قراره بالاستقالة. ويوجد لأستراليا 1300 جندي في تيمور الشرقية يخدمون إلى جانب فرق عسكرية من ماليزيا ونيوزيلندا والبرتغال. وأرسلت القوات الأجنبية إلى البلاد الشهر الماضي لوضع حد لأعمال العنف في الشوارع عقب انهيار القانون والنظام.
وبدأت الاضطرابات في آذار - مارس الماضي عندما سرح الكتيري 600 جندي من مناطق غرب البلاد بعد أن أضربوا عن العمل مدعين أن السلطات تخطتهم في الترقية لصالح جنود من شرق البلاد. وانضم إلى الجنود المتمردين، وهم من الموالين لجوسماو، بعض العناصر المتمردة من قوات الشرطة الذين طالبوا أيضاً بإقالة الكتيري.
وتعيد أعمال العنف إلى الأذهان الاضطرابات الواسعة التي أعقبت الاستفتاء على الاستقلال الذي جرى عام 1999 بإشراف الأمم المتحدة وصوت فيه سكان تيمور الشرقية لصالح الاستقلال عن إندونيسيا بعد 24 عاماً من الاحتلال. وكانت تيمور الشرقية مستعمرة برتغالية لمدة 400 عام قبل أن تدفع جاكرتا بقوات إليها عام 1975م.
|