تعقيباً على ما يُنشر في الجزيرة من موضوعات حول المياه أقول ما إن يبدأ فصل الصيف إلا وتظهر معه مشكلة نقص المياه الحاد.. ومدينة الرياض إحدى المدن التي يكثر فيها توقف ضخ المياه لعدد من الأحياء في وقت واحد.
والمدهش في الأمر أن مسؤولي المياه يؤكدون دائماً أن هناك توسعات مستمرة وأن المشكلة قد انتهت أو أنها ستنتهي قريباً، ولكن تذهب هذه الوعود مع بدء كل صيف.
ولا ننسى أن الدولة تقوم بجهود كبيرة في إيصال المياه لكل مواطن وتعلم أيضاً أن القيادة تسعى وبإصرار على أن تغطي شبكة المياه كافة مدن وقرى المملكة.
وقد شدني كثيراً دراسة سمعت عنها بأن الهدر الأكبر للمياه يكون في المزارع وشدني أيضاً عندما علمت أن تسرب المياه من الشبكات تبلغ نسبته 30% في الوقت الذي تدعو فيه وزارة المياه المواطنين للترشيد.
كيف يكون هناك ترشيد ولا توجد مياه كما أن المواطن قد استجاب كثيراً لدعوة الترشيد منذ سنوات رغماً عنه لقلة المياه.
وكنت أتمنى أن تمارس الوزارة الترشيد من خلال معالجة أخطاء التنفيذ والتسربات الكبيرة والانفجارات المتتالية لخطوط المياه لأن هذا هو الترشيد الحقيقي مع الاستمرار في تنفيذ توجيهات ولاة الأمر الذين يدركون حجم معاناة المواطن من نقص المياه.
وخلال هذا الصيف ظهرت أزمة المياه من جديد وعانت بعض أحياء الرياض من هذه المشكلة.
وأصبحت المدة التي تنقطع فيها المياه تزيد والتكرار لهذا الانقطاع يتجدد كل شهر على الأكثر.
وعندما تتصل برقم الطوارئ نشكو من النقص لا يعطيك أي حلٍّ بل يكتفي بأخذ رقم الحصر ويرسل بدوره الشكوى لقطاع الصيانة ولدى الاتصال بالصيانة تبدأ بإعطاء أعذار نصدقها مع أول انقطاع ونشكك مع ثاني انقطاع ثم ينتهي العذر في الانقطاع الثالث.
وتتدرج هذه الأعذار بالقول إن هناك عطلاً في خط المياه في الحي الذي تسكن فيه ثم يأتي الثاني ويقول إن مكائن الضخ لا تفي بالطلب حتى لو كان الحي جديداً ثم تتجلى الحقيقة بالاعتراف أن السبب وراء المشكلة هو التوزيع للمياه وهذا يترك تساؤلاً وهو هل يتم سحب مياه من أحياء إلى أحياء تستهلك أكثر من المعقول أم ماذا؟!.
وترتفع فواتير المواطن خلال الصيف ما بين الكهرباء والمياه حيث إن الاستهلاك الشهري للكهرباء لن يقل عن 500 ريال و 2000 ريال على المياه التي تتطلب الوقوف مع الطوابير تحت لهيب الشمس لساعات ودفع أسعار مرتفعة جداً حيث يبلغ سعر المتر المكعب لدى المتعهدين 6 ريالات وغيرهم عليك أن تدفع أكثر يعني أن نصف الراتب راح على ماء وكهرباء.
إنني أطلب هنا من ولاة الأمر التدخل لحلِّ هذه المشكلة التي تعبنا من تكرارها وأرهقت جيوبنا كما عودونا على ذلك.
عبدالله القحطاني |