لن أقول إن الخط قد بان من عنوانه وإن بوادر النجاح لمهرجان بريدة قد ظهرت جلية في حفل الافتتاح.. لأن مثل هذا القول أصبح معتاداً في كل المناشط التي تقام في هذه المدينة.
لكن الجديد في مهرجان هذا العام والذي يعتبر الرابع بالنسبة لمهرجانات الصيف في بريدة سواءً سميناه مهرجان بريدة الترويحي كما هو الحال في الموسم الأول والموسم الحالي أو بريدة صيف مختلف في المهرجانين الثاني والثالث.
أقول إن مهرجان هذا العام والذي انطلق مساء الأربعاء الماضي قد فاجأنا جميعاً باختلافه جذرياً عما سبقه وقد بدى لي ولجميع الحاضرين الذين شاهدوا حفل الافتتاح ان مهرجان هذا العام قد خطط له بفكر احترافي رائع دون إخلال بعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية.
فلقد تجاوز التقليدية كما في المهرجانات السابقة سواء لمدينة بريدة أو لمدن ومحافظات المملكة.
فبساطة حفل الافتتاح الذي أقيم في مدرج أعد خصيصاً لإعلان انطلاقة المهرجان والتلقائية في التقديم من الرائع محمد الضالع الذي مزج تقديمه للحفل بين النثر والشعر في مزج ممتع ينم عن موهبة مدعومة بثقافة عالية.
والمسيرة هي الأخرى تحتاج إلى وقفة.. فقد مزجت هي الأخرى بين الماضي والمتمثل بالهجن أو سفن الصحراء وهي التي ذكرتنا بالأجداد الأفذاذ الذين صالوا وجالوا في جزيرة العرب وما جاورها بحثاً عن لقمة العيش حينما كانت بلادنا صحراء قاحلة قبل ثورة النفط في رحلات منتظمة أطلق عليها العقيلات نسبة إلى لبس هؤلاء الرجال العصاميين العقال الذي لا يزال يعتبر زياً رسمياً للمواطن السعودي.
ومروراً بالسيارات الخطرة والقطار وبقية الألعاب التي شملتها روزنامة المهرجان.. حيث قدم هؤلاء جميعاً أنفسهم وكشفوا عما سيقدمونه على مدى أيام المهرجان.
كل هذا الإبداع اختصر في خمسين دقيقة تقريباً هي عمر حفل الافتتاح مع تلميحات من اللجنة العليا المنظمة بأن هناك مفاجآت سارة لمرتادي المهرجان ووعوداً بأن تشبع أذواق الرجال والشباب والنساء والأطفال على حدٍ سواء..
رعاة المهرجان والذين دعموا المهرجان مادياً ومعنوياً وإعلامياً هم الآخرون كانوا في غاية الانبهار من روعة حفل الافتتاح وبساطته مؤكدين أن خلف هذا النجاح الباهر فكراً احترافياً خارقاً اختصر عامل الزمن وأدخل البهجة في النفوس وأذن بأيام حافلة بالإثارة والامتاع في آن معاً.
واختتم مقالتي اليوم بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم راعي الحفل بأننا اليوم استمتعنا بعرض فائق الجودة وأدركنا أن وراء هذا عملاً جباراً ولكن يبقى الدور والحكم لمرتادي المهرجان فهو لهم ومن أجلهم أقيم وتفاعلهم مع فعالياته سيحقق الهدف وهو ما نتمناه لكي نحقق لهم المتعة والترفيه والاستفادة من أوقاتهم في هذا الصيف.
(*) المدير الإقليمي لجريدة الجزيرة بالقصيم |