سلوا بغداد هل أبقت جوابا
لمن ظن الهوى للحكم بابا
وهل أبقت دماءُ الغدر شكاً
بأنّ عدوّنا يرجو الغلابا
يصرّف أمرنا بخبيث مكرٍ
ويُذكي في جوانبنا العذابا
أثار المذهبيّة في صفوفٍ
تسنّ لمثل هذا اليوم نابا
وأطلقها على بعضٍ دهاءً
فجاسوا في حضارتهم خرابا
بأيدينا يدير الغربُ حرباً
وفي أحشائنا نضع الحرابا
وبالأحلام يمنحنا وعوداً
ويطلقنا على بعضٍ ذئابا
لعمر الله إنّ الأمر كربٌ
تضج لمثله العقلا انتحابا
وأنّ الفتنة الكبرى أثيرت
وأنّ وقودها عقلاً تغابى
توحدنا العقيدة إن أفقنا
ويمحونا التمذهبُ إن أصابا
على بغداد يبكي كل شهمٍ
يراها أصبحت في الحرب غابا
يدير الطامعون لها رحاها
فيسقط تحت مطحنها الشبابا
على قومي أذيب القلب دمعاً
وإن كان البكاء لنا مُعابا
وأدعو الله في يومٍ فضيلٍ
إذا دُعي الإله به استجابا
بأن يكفي العراق وقوع أمرٍ
إذا ما حلّ أخلفه الخرابا
فلا يبقى ببغداد رشيداً
ولا يبقى على بغداد بابا