لم يكن للدولة الآسيوية (ماليزيا) الكثير من مصادر الطاقة أو المصادر الحيوية المهمة لكي تبدأ رحلة الحضارة الحديثة والمتمثِّلة في الثورة الصناعية الهائلة التي تشهدها هذه الدولة مع بداية الألفية التي وصلت فيها بعض الدول إلى مستوى عال جداً من التكنولوجيا الحديثة، والرقي العلمي فيما يخص الصناعات المتقدِّمة.
ماليزيا صاحبة الاقتصاد القوي كانت في يوم من الأيام تأخذ المعونة النفطية من إحدى الدول الكبرى المصدرة للنفط، ولكن لم تستمر هذه الحال لفترة طويلة، حيث عمل قادة تلك البلاد على إيجاد مصادر أخرى للدخل تكون أفضل بكثير من مصادر الدخل التقليدية التي قد تسد الرمق لفترة بسيطة ولكن ليس إلى الأبد... كان من المهم جداً التفكير في إيجاد تلك المصادر لكي تلبي الاحتياجات المتزايدة في تلك البلاد.. لقد كان لمهاتير محمد دور كبير وفعَّال في تطوير بلاده والرقي بها نحو الأفضل حتى صارت يشار لها بالبنان كدولة آسيوية مسلمة، والأهم من ذلك أنها تعتبر الإسلام السبب الأساس في نجاحها وبسبب ذلك تبنت قضاياه الشائكة على المستوى المحلي والدولي، وكثيراً ما تطرح الاقتراحات والحلول للمشاكل التي تواجه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وكانت قضية الإعلام الإسلامي هي من أكبر وآخر القضايا التي سعت ماليزيا لتبنيها وذلك عن طريق إنشاء مركز للصحافة الإسلامية يضم الصحفيين المسلمين من شتى أنحاء المعمورة، وكان ذلك اقتراح وزير الإعلام الماليزي زين الدين مايدن خلال افتتاحه ورشة التآلف مع الصحفيين العرب بالعاصمة الماليزية كوالالمبور في مايو المنصرم. عند زيارتي لهذه الدولة الآسيوية لم يكن ببالي سوى بعض المعلومات التي استقرت في ذهني عندما يسعفني الوقت لقراءة بعض الكتب والمنشورات التي تتحدث عن ماليزيا وكأنها البركان الآسيوي المسلم الذي بدأ يمضي من جديد بثورة صناعية حديثة، وبتفوّق علمي مذهل قد يجتاز بعض دول العالم الأول أو الثاني... فالزائر لماليزيا لا يكاد يجد بين يديه سوى الصناعة الماليزية في كل مكان: السيارات، المباني، المصانع... كل شيء ماليزي وقد يتجاوز في جودته المستورد بمراحل عديدة.. عجباً من هذه الدولة المسلمة التي خرجت من لا شيء إلى شيء كبير جداً... فيا ترى هل سنلحق بماليزيا يوماً؟!
|