* من شيخة القحيز:
ترى متى تشرق قصائدنا؟! وكيف نباهي المدى؟! وأنى تملأ الكون أسئلة تشغل خاطر الدنيا؟! ولماذا نمتشق الليل حساماً؟! ولم تشعل القوافي الحرائق في صدورنا؟! هذه الأسئلة وغيرها احتدمت في ملتقى الأدباء الشباب في المكتب الاقليمي لرابطة الأدب الإسلامي هذا الملتقى الذي يتجدد شهرياً في الرياض ويشرف عليه الناقدان د. حسين علي محمد، ود. صابر عبد الدايم ويحضره عدد من محرري الصحافة الأدبية وجمهور من المثقفين الشباب.
حين تحن الدروب:
بدأ الملتقى بقصيدة للشاعر شيخموس العلي بعنوان: (كأنك للعاملين أب) المهداة للشيخ محمد عيد العباسي، فجاءت وداعاً للشيخ بتراكيب بسيطة، ولغة قريبة إلى ذهن السامع، وإيقاع عذب، ولم تخرج عن الصور الشعرية التقليدية وقد لقيت استحساناً من الناقدين.
د. حسين علي محمد ود. صابر عبد الدايم ومن الحضور ويقول فيها:
تسير وحيداً بكل هدوء ويزهو بك الشارع المجدب مررت بنا غدوة باسما ولاح لنا شعرك الأشيب وكنت الوقار الذي دائماً لكل تقي هو المطلب وكنت الحياء بلا كلفة وكنت بلا لغة تخطب تحن إليك جميع الدروب ويذكرك العدّل النجب |
وفي قصيدة (الحلم) للشاعر هيثم السيد يمضي بنا إلى صور شعرية جديدة ذات إيحاءات مدهشة، يهدهد من خلالها لحظاته وأحاسيسه المرهفة ليمزج بين المعنوي والحسي بين الحلم والحقيقة، وبين صدق المواقف وعبثها فنرى المحبوبة ترق وترق حتى تسابق خواطره وشعره:
أنا ما زلت قيد الحلم أدركه ويدركني |
ولا يدري كلانا من بعي الآخر الأصدق..
أهدهد لحظتي عبئاً
لكي تغفو ولا تصحو على فزع يخادعها
فإحساسي بها أعمق..!
ترى من أين جئتيني بأضغاث الحقيقة
في خيالاتي!
أجيبيني..؟!
ألست لخاطري أسبق
ألست أعيذ هذا القلب من أن يستثار هواه
أو يشتاق أو يعشق؟؟!
لدى هيثم السيد شاعرية في مؤانسة الألفاظ وصياغة الجملة الشعرية كقوله:
كطيف حالم جئت
وأقبلت كأمنية تعيد تخيل الذكرى
أما الشاعر نبيل الزبير فلم يغادر فضاء الغزل في قصيدته (ندم) وقد وفق بحسن الاستهلاك منشداً:
أذيبي بيننا هذا الجليدا
لنبدأ في الهوى عهداً جديداً
ثم يحاور المحبوبة وتحاوره بأسلوب يتدفق سلاسة وحناناً ورقة:
مقر أنني أخطأت لكن
جميل العفو أحرى أن يسودا
ونفسي لو سألت النفس يوما
منحتك لا أبالي أن أجودا
لكن هذه الفتاة تدرك أنها أضاعت أيامها معه دون جدوى فترد عليه متألمة حزينة بلغة واضحة، ووجدان مفعم بالأسى والندم:
أتذكر كم عهود كاذبات نقضت فلست تحترم العهودا وكم أشعلت في صدري حريقاً وكم يوم تجاوزت الحدودا تركتك قد ندمت على زمان أضعت فداك فارحل لن أعودا |
ولعل حسن إنشاد نبيل الزبير وأسلوب إلقائه منح قصيدته وقعاً شجياً في النفوس.
ثم اختار لنا عبادة محمد مجموعة نصوص متداخلة تحكي حزن فلسطين وأوجاعها في ظل احتلال بغيض ما زال يجثم على صدر القدس منذ عشرات السنين وقد نال إلقاؤه العذب تفاعلاً مع الجمهور رغم أنه ما زال على مقاعد الدراسة الثانوية.
أما الطفل المبدع أحمد أيمن ذو الغنى فقد كان مسك الختام لهذا الملتقى فهو ما زال في السابعة من عمره ولكن لديه الجرأة الأدبية وحسن الإلقاء فأسمعنا نصاً مختاراً بعنوان: (أحبك يا رسول الله) وقد حياه الجميع وأثنوا على أسلوبه وقدراته المبشرة بمستقبل واعد مشرق بإذن الله.
وقفات:
وقف الناقدان الأستاذان د. حسين علي محمد ود. صابر عبد الدايم أمام النصوص لمناقشة عدة قضايا منها:
1- أن الإسلام يجيز الغزل العفيف.
2- سرقات النصوص أعظم من سرقات المتاع.
3- هناك علاقة وثيقة بين الإنشاد والشعر.
4- رعاية أطفالنا المبدعين الصغار وتشجيعهم.
|