لم تعد الأندية الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم لمجرد التسلية وتزجية الوقت، وإن كانت التسلية هدفاً من أهدافها التربوية التي يسعى القائمون عليها إلى تحقيقها بشكل يوائم بين الجدية والمرح في جوّ تربوي نقيّ يتناغم مع المرحلة العمرية لكل طالب، مما يخفف على أبنائنا وطأة صيفنا اللاهب. ولكن الأندية الصيفية في السنوات الأخيرة أخذت منحى تجديدياً يسعى من خلالها القائمون عليها إلى استغلال إجازة الصيف واستثمار أوقات الفراغ بتوجيه طاقات هؤلاء الشباب الذين يسجلون في تلك الأندية برغبة منهم لبناء أفضل واستغلال أمثل لطاقاتهم من أجل وطن المستقبل. وقد لاحظ الكثيرون في الآونة الأخيرة تناغماً جميلاً بين التطوير والمضمون في تلك الأندية الطلابية من خلال:
- التنافس المحموم بين تلك الأندية الصيفية في طرائق الإعلان ووسائل الدعاية التي تنتهجها في محاولة منها لجذب أكبر عدد من أبنائنا الطلاب للتسجيل فيها.
- صفة التخطيط والتنظيم التي تغلب على معظم تلك الأندية الصيفية ويتضح ذلك جلياً من التنافس الكبير في إعداد الخطط العامة لتلك الأندية.
- الاهتمام الواضح بالطفل من خلال طرح برامج متخصصة لطلاب المرحلة الابتدائية تتناسب مع متطلبات المرحلة العمرية لهذه الفئة.
- لم يقتصر اهتمام بعض الأندية الصيفية على الطلاب بل تجاوزه إلى الأسرة (الأب والأم) وما برامج الأسرة التي يطرحها بعضها كالمسابقات والأيام المتخصصة والمهرجانات إلا شاهد حي على هذا الاهتمام الواعي بدور الأسرة وتكامله مع المدرسة في إجازة الصيف.
- توجّه عدد كبير من تلك الأندية في سنواتها الأخيرة إلى طرح دورات متخصصة في مختلف العلوم التطبيقية والمهارات المهنية وتنمية القدرات العقلية للطلاب. - رغبة في استمرار هذا النجاح الموسمي لتلك الأندية الصيفية التي باتت - ولله الحمد - محضناً يحمي أبناءنا الطلاب من مزالق الصيف، وما أدراك ما مزالق الصيف؟ ويخرجهم من غرف الكسل إلى عوالم الجد والنشاط والإبداع تحت إشراف تربوي مسؤول. وسأذكر هنا بعض الرؤى والاقتراحات لعلها تشكل علامات في الطريق إلى أندية صيفية تتمتع بالجاذبية والإغراء رغم صيفنا الحارق:
1- هل فكرت إدارات النشاط الطلابي المختلفة في توثيق ورصد هذه التجربة الرائدة؟ لمزيد من الدراسة والتطوير ورسم استراتيجية مستقبلية تضمن الاستفادة الكاملة من منظومة الأندية الصيفية لتفعيل أهداف خطط التنمية الوطنية القادمة في مجال قطاع الشباب.
2- لا شك - أيضاً - أن نجاح معظم تلك الأندية يرجع إلى القائمين عليها إدارةً وإشرافاً الذين يواصلون رسالتهم التربوية في إجازتهم السنوية، وقد وفقت الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض ممثلة في قسم النشاط الطلابي من خلال وحدة البرامج العامة والتدريب هذا العام إلى تقديم عدد من الدورات المتخصصة لمديري الأندية والمشرفين العاملين.
3- ألم يحن الوقت لتسعى إدارات التعليم في مختلف مناطق المملكة لتأسيس موقع خاص على شبكة الإنترنت لهذه الأندية؟ ليجمع أبرز تجارب الأندية في تلك المنطقة أو المحافظة التي اتسمت بالنجاح والإبداع والجاذبية، لمزيد من التواصل مع جمهورها من الطلاب وغيرهم.
4- باتت الأندية الصيفية قالباً موسمياً يمكن من خلاله طرح بعض القضايا الوطنية التي تهم شريحة طلاب التعليمين العام والجامعي وتحقق بعض أهداف التنمية. فيا ليت إدارات التعليم المختلفة - بالتنسيق مع أمراء المناطق والمحافظات في مختلف أنحاء وطننا الغالي - تطرح كل سنة (شعاراً) لمراكز تلك الإدارات؛ تيمناً بما تطرحه المهرجانات الصيفية المختلفة في: (أبها، الشرقية، جدة، حائل وغيرها) من شعارات سنوية تبث الوعي الوطني تجاه عدد من القضايا التي تهمّ شريحة الشباب. وأخيراً.. لا بدّ لي من كلمة شكر للأستاذ صالح الهدلق مدير شؤون الطلاب والدكتور ثنيان النويعم مدير النشاط والزميل النشط المربي عبد اللطيف السريع القلب النابض للأندية الصيفية في منطقة الرياض منذ سنوات، وعلى رأسهم الدكتور عبد العزيز الدبيان مدير عام التربية والتعليم في منطقة الرياض الذي وقف بكل جدّ خلف هذا الإنجاز الموسمي من أجل أبنائنا الطلاب وحمايتهم من فراغ الإجازة الصيفية.
|