لقد منّ الله على هذه البلاد بقيادة تحكم فيها كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم هي كذلك من أمهات النعم؛ إذ إن من ثمارها وحدة الأمة ورشدها وحفظ نعم الله عليها والبعد عن الشقاء والعنت: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى(123)وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}(124( سورة طه.. والعلاقة بين الحاكم والمحكوم من مقومات أمن الأمة ورشدها.
لقد نظم الإسلام شؤون أهله ووضع الأسس التي تقوم عليها العلاقة بين أفراد المجتمع حكاماً ومحكومين؛ ما به تسعد الأمة وتظلل حياتها المودة والوفاء وتنتظم حياتها ويدوم أمنها من داخل كيانها.. ومن هذه الأسس التي أقام عليها هذه العلاقة المحبة المتبادلة بين الراعي ورعيته، فإذا سمت الأمة إلى ذلك فذلك علامة الخيرية فيها حكاماً ومحكومين. أخرج الإمام مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم.. الحديث).
وفي واقعنا في هذه البلاد المباركة ومنذ تأسيسها على يد موحدها الأول في هذا العصر الزاهر الذي جمع الله به شملها على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ودام هذا المنهج بيعة تتجدد يؤكدها كل خلف مبارك من أبنائه الكرام رحم الله من مضى وبارك فيمن بقي.. قامت العلاقة على هذه القاعدة السامية انطلاقاً من هذه البيعة المباركة التي يشعر معها الحكام بمسؤولية أمام الله وشفقة على رعيته ومحبته لهم.. ترى ذلك خلقاً ومنهجاً يتعامل به ولاة أمرها أمراء وحكاماً مع مواطنيهم في أفراحهم وأتراحهم.
وفيما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في بيانات وفيما اتخذه من قرارات تعنى بهموم مواطنيه هي تعبير عملي صادق يؤكد هذا النهج وقيام هذه العلاقة على المحبة.وفي هذه الزيارة الميمونة التي يقوم بها الملك عبدالله لمنطقة القصيم هي تجسيد لهذه العلاقة وتبادل لشعور المحبة الصادقة مع أبنائه ومواطنيه.حفظ الله لهذ البلاد نهجها المبارك على هدى الإسلام، وحفظ لها قادتها وولاة أمرها، وحفظ الله لها عزها وأمنها بالإسلام.
خالد بن صالح السلمان |