تجمعات الشباب في القهاوي
لها أضرارها!!

سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
السلام عليك ورحمة الله وبركاته..
اطلعت على المقال المعنون: (خريجو (القهاوي) وخريجو حلقات التحفيظ) للكاتب الأستاذ عبدالرحمن السماري المنشور في صحيفتكم الغراء في عددها الصادر برقم 12304 تاريخ 10 -5 -1427هـ.
أقدر كثيراً التوجه التربوي للكاتب، وقد عرفت شخصيته المتميزة من خلال مقالاته التي تحمل همَّ الشباب والفراغ ويشاركه عدد كبير، بل شرائح كثيرة من المجتمع ممن تحملوا مسؤوليات التربية، ولديهم شباب وفتيات في حاجة ماسة إلى التوجه السليم، والنصيحة الإيجابية، خصوصاً أن أولياء الأمور والتربويين يلاحظون مدى الفارق الكبير في الجهود بين أشهر الدراسة وأشهر الصيف، إذ تحتاج فترة الصيف إلى برامج وأنشطة وبدائل مقنعة ومشجعة لانخراط الشباب فيها حتى لا تضيع أوقاتهم أو يضيعوا هم في بعض الحالات نتيجة عدم وجود الموجه لهم مع وجود التحديات المتمثلة في رفقة السوء والفراغ والفضائيات وسفر المراهقين والشباب للخارج.
وقد أحسن الكاتب بعرض المشكلة في تجمعات الشباب في القهاوي، فإن في ذلك من الأضرار الصحية والتربوية ما يدعو للالتفات إليها، وقد أحسن صنعاً بوضع البدائل المناسبة التي تحل هذه المشكلة من جذورها، وأنا أحيي هذا التوجه؛ لأن الهدف من النقد هو البناء والمفترض فيمن يقدم نقداً لسلبيات يراها ماثلة في المجتمع أن يعرضها ويقدم الحلول لها، فليس النقد لأجل النقد وإنما لعلاج السلبيات، إضافة إلى ما ذكره الأستاذ عبدالرحمن السماري أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تقوم بتكثيف أنشطتها خلال الإجازة الصيفية لاستيعاب الطلاب والطالبات الذين أهم أكثر الشرائح عرضة للفراغ بسبب توقف الدراسة، وبالنسبة إلينا في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة، فقد أعدت لإقامة عدد من المدارس الصيفية بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم، وتقيم الجمعية المسابقة القرآنية الكبرى في عامها العاشر وهي تهدف إلى إثراء الجانب المعرفي من خلال الأسئلة عن القرآن الكريم وعلومه، وتقدم الجمعية جوائز سخية للفائزين. ومن أهم المناشط الصيفية الدورة القرآنية المكثفة، والهدف منها إتاحة الفرصة لحفظ القرآن الكريم في مدة وجيزة لمن لم يتيسر لهم الوقت للحفظ بسبب الارتباط الدراسي أو الوظيفة.. ونرجو الله عزّ وجلّ أن يوفق الجميع لخدمة كتابه الكريم، فما نقدمه من جهود تتكامل - بلا شك - مع جهود الإعلاميين والكتاب والتربويين؛ وكلها تصب في مصلحة الناشئة وحفظهم من سلبيات الفراغ ورفقة السوء.. والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
وتفضوا بقبول وافر التحيات.